ذي قار/شبكة أخبار الناصرية برغم إن وجودهم كان حقيقة ماثلة في مدينة سوق الشيوخ بيد إن ملف اليهود العراقيين المقيمين في المدينة ظل يكتنفه الغموض والضبابية والتشويش طوال السنوات الماضية، برغم ما لتلك الطائفة من دور مهم في حركة الحياة الاقتصادية والتجارية.
الأستاذ وميض الشيخ جميل حيدر أوضح إن عدد اليهود في سوق الشيوخ في عام 1900 كان يقارب الـ 250 شخصا وإنهم كانوا جزءاً طبيعيا من المنظومة الحياتية والاجتماعية لمدينة سوق الشيوخ. و قال احد وجهاء سوق الشيوخ طه حسين أبو رغيف"إن ما نذكره في عشرينيات القرن الماضي هو وجود سبع عائلات يهودية وكانوا يعيشون معنا وعلاقتنا بهم طبيعية جدا وتربطنا بهم أواصر جميله من الزيارات والعلاقات الطيبة".وعن طبيعة عملهم أشار إلى أن اغلبهم كانوا يمتهنون صياغة الذهب والتجارة وكانت لديهم متاجر كبيرة ومعارض للمصوغات الذهبية.ونفى أن يكون اليهود قد تعاملوا بالربا مؤكدا إنهم كانوا من كبار تجار سوق الشيوخ وكانت التجارة الرئيسية بأيديهم، لافتا إلى وجود ثلاث عائلات يهودية أخرى كانت تعيش في ناحية كرمه بني سعيد وكانت حياتهم طبيعية ومستقرة هناك. وروى أبو رغيف عن يهودي كان قد هاجر من سوق الشيوخ إلى الناصرية ليعمل في محل صياغة وهناك بدأ يكتب وينظم الشعر الشعبي ومن بعض ما كتبه بيت من الابوذيه ألقاه في حضرة شعراء من سوق الشيوخ قال فيه (مرمرني زماني بحبل مركز، ودليلي للنوايب صار مركز، أهاجر عكب أهالي السوك مركز، نفاق أهله ولا بيهم حميه).وتابع، ما إن رأى شعراء سوق الشيوخ قدرته حتى اعتذروا له بعد أن كانوا يشككون بقدراته الشعرية. أما الحاج حسن جبار فكانت له ذكريات أخرى معهم وارتبط بعلاقات صداقه مع اغلبهم حيث يقول"كانت علاقتي بهم طبيعية وقوية جدا فهم كانوا أناساً طيبين وكانت صداقتي مع بيت اليهودي موشي حيث كان ابنه يوسف من اعز أصدقائي وأخته صبيحة الممرضة وابنهم الآخر فيصل".وأوضح:كان الكثير منهم يحظى بمناصب ووظائف في الدولة وبينهم السيدة دانيال والتي كانت مديرة لمدرسة الحليمة الابتدائية. أما عن طقوسهم وعباداتهم فقال إن لديهم معبداً لممارسة الطقوس في محلة النجادة قرب بيت المرحوم طعمه مرداس ولكنه اندثر حاليا ولم يبق منه اثر وربما شيدت عليه دار، موضحا انه كان معالم الدير الأثرية كانت إلى وقت قريب موجودة بما فيها نجمة داوود. من جانبه قال على مهدي الحمدي إن خريطة مساكن اليهود كانت تتوزع على محلات النجادة والبغاده والحويزة والحضر ولكنهم سافروا في مطلع العشرينيات والثلاثينيات بعد تهجيرهم موضحا إن أملاكهم صودرت.واستدرك قائلا، بيد إن الحكومات العراقية منحتهم بعد ذلك فرصة لمن يرغب منهم بالعودة لتصفية أملاكهم حيث عاد بعضهم ومنهم رفض العودة حيث بيعت أملاكهم في المزادات العلنية.شبكة أخبار الناصرية فوجئت بان بعض التجار رفضوا البحث في الموضوع ونصحوا بتركه وعدم الخوض فيه بحجة إنه موضوع حساس ومرتبط بإسرائيل ولكن تبين فيما بعد إن الكثير من أولئك التجار يعملون في أملاك اليهود وإنهم سمعوا شائعة مفادها إن السيدة كلي ابنة دانيال والتي تسكن الخارج حاليا قد رفعت دعوى قضائية للمطالبة بأملاك والدها. في محكمة سوق الشيوخ يقول أحد القضاة الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: لا وجود لأي دعوى ولم تصل لمحكمه سوق الشيوخ أي مطالبة من هذا النوع.وإن الدولة كفلت لكل صاحب حق أن يأخذ حقه.
يـهــود سـوق الشـيــوخ.. بين ذكريـات المـاضي القـريب والتـوجس مـن العـودة
نشر في: 30 مايو, 2010: 09:11 م