عواد ناصرباتَتْ على نَيْسَمِ(*) خَلٍّ جازعٍ....... وَعْثِ النِّهاضِ قاطِعِ المَطالِعِشاعر مجهول1- يه ك ماله (البيت الوحيد، باللغة الكردية) (**)بعد مسيرة ثلاثة أيام، نحو "يه ك ماله"، مع حقائب ظهر ثقيلة، وأحذية كسرتها الصخور وثلوج تغمرنا حتى الخصور..
بنادقنا جدّ ثقيلةٍ على أكتاف رخوةٍ، الذكريات كانت ثقيلة أيضاً، الأحلام أكثـر ثقلاً، المواشي من حولنا لا تعير اهتماماً لحقول الألغام، الربايا العسكرية تحدق في ما تحت ملابسنا الداخلية، دليلنا ليس سياحياً بالطبع، كان يدخن بشراهة حتى وهو يقطع الجبل إلى نصفين بينما طائرات (ميغ) وسمتيات تفتش عن أي قملة في ملابسنا لتخلصنا منها، وأخيراً..بعد ثلاثةِ أيامٍ بلغنا (يه كْ ماله) بيتاً كان علينا أن نبنيه،لم يكن، ثمةَ، بيتٌ.rnلندن – 11 نيسان (أبريل) 20102- نيسمُكِrnالطريق إلى البيت أكثر إثارة، البيت سكنٌ وعادات، الطريق حركة، الطريق عاطفة تمشي باتجاه حلمٍ ما.. أجمل الطرق نيسمٌ يشق نفسه حسب خبرات العابرين في البرية،النيسم أخطر الطرق عندما، بالكاد، يتسع لخطواتنا الغشيمة، بضعة سنتيمترات خارج النيسم تعني الموت،زرعوا الأرض، كلها، حقول ألغامٍكي لا نزرع حتى برسيماً للمواشي...rnلندن 11 نيسان (أبريل) 2010rn3- نيسمٌ رومانسيطريقي إليك على قدر خطوتي القلقةْنيسمٌ في ممّرِ الهوى الصعبِ، والقلبُ ليس الدليلْمُرّةٌ في مذاقِ الليالي النجومْ(لأنك لم تفهميني)حلوةٌ في مذاقِ النجومِ الليالي(لأنّكِ حلمي القليلْ)..مرةً، قلتِ: علمتني السحرَ كيما أكون أنا (امرأةً) تستحقّ أنوثتَهاوأنا قلتُ: أنتِ التي جعلتني أفكّكُ نصّي لأجعل من مدنٍ نحنُ سكّانها،هل أضَعْنا السَّبيلْ؟rnلندن 11 نيسان (أبريل) 2010 rn4- بيتُ الزوجيةكلُّ شيءٍ على ما يرامْالصحون التي غسلت أول الليل، والبيرة باردةٌ باردةْالحديقةُ قُصتْ حشائشُها والسياج الخشبْلا يبارح صورته كسياجٍ خشبْالأواني على الرفِّ صفت على نسق كالجنودْالكؤوس عل كتف الحوض مجلوةٌ (لا غبار عليها)..وعلى الطاولة..قهوة مرة (حلوة؟)..بعد عشرين عاماً ولم تعرفي قهوتي!طاولاتٌ كراسٍشراشفْ،الدجاجةُ في الفُرنِحتى الغسيلُ الذي تنشرينَ (على الحبلِ أو فوق بعضِ الكراسي) سينشفُ،أو نصفُ ناشفْ..وأنا أبحثُ عنكِأنت، أيضاً، كما أتوقعُ، قد تبحثينَعن الزوج تحت هذا الركامْ..وعن الغصُنِ بين الحُطامْحسناً،كلُّ شيءٍ على مايرامْكلُّ شيءٍ على ما يرامْ....rnلندن 7 أيار (مايس) 2010rn rn(*) النيسم: الجادة الضيقة، غالباً في البرية، درب غير واضح المعالم، أو غير بيّنٍ. الطريق الدارس. (**) يه ك ماله: أول مقر للأنصار للشيوعيين بلغناه على الأرض العراقية بعد اجتياز الحدود الثلاثية، سرّاً، السورية التركية العراقية. صيف عام 1981.
بيوت ونياسم
نشر في: 31 مايو, 2010: 05:12 م