اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأمن الثقافي / الأمن الوطني..أسئلة فـي فوبيا الدولة العراقية

الأمن الثقافي / الأمن الوطني..أسئلة فـي فوبيا الدولة العراقية

نشر في: 31 مايو, 2010: 05:19 م

علي حسن الفوازحملت وقائع تدهور الدولة العراقية تداعيات واسعة انعكست على البنية المؤسسية للمجتمع والدولة، وفرضت بالمقابل طوقا شديد القسوة على أي شكل من اشكال التنمية الاقتصادية والاجتماعية الفاعلة والمؤثرة. هذا الطوق تحول فيما بعد الى طوق سياسي وثقافي ونفسي، انتج مجموعة مشوهة من العلاقات والأفكار والطروحات والإجراءات
 بما فيها الإجراءات التي تتعلق بالتنمية ذاتها، تلك التي فرضت على واقع الدولة ومؤسساتها، وطبيعة عمل بعض النخب التي بدت وكأن اجراءاتها خارج السياق العملي للمجتمع.القسم الثانيمظاهر التدهور الحقيقي للدولة مع نمط من المهيمنات التي أسهمت في تخريب الاقتصاد الوطني وظهور ظاهرة(كوبونات النفط) لبعض مريدي الدولة ومروجي ثقافتها بوجه ظاهرة موت هذه الدولة الذي لاح في الأفق بعد أحداث 1991،  مثلما هو انعكاس هذا الموت عبر تفكك البناء الستراتيجي للمؤسسات الأمنية والعسكرية وصعود نجم العائلة و(العسكرة العائلية) الشاملة في البنية المختلة لهذه الدولة، اذ تحول الحكام المدنيون الإيديولوجيون والعائليون الى جنرالات بفرمانات جمهورية، وتسنموا مسؤوليات كبيرة في النظام العسكري الجديد للدولة، مقابل عملية طرد واسعة للنخب العسكرية المهنية القديمة تحت عناوين تجديد المؤسسة العسكرية، لكن السبب الحقيقي هو عدم ضمان ولاءات هذه النخب للتحول الدرامتيكي في الدولة العراقية واتساع هامش العسكرة على حساب المتن الاجتماعي والاقتصادي، والذي تسبب عن انهيار النظام الاقتصادي واتساع ظاهرة التضخم الاقتصادي بشكل مريع وخطر، فضلا عن اتساع ظواهر البطالة والهامشية والأعمال الطفيلية خاصة بين ابناء منتسبي القوات المسلحة الذين فروا من الخدمة خلال الحرب، والذين تسرحوا منها باعداد كبيرة بعد انتهائها. هذ الامر اسهم في تدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك تدمير الشخصية العراقية التي فقدت سياقها الاجتماعي وأصبحت أمام زمن سياسي واجتماعي مجهول وغامض. وطبعا اسهمت هذه التحولات في اتساع ظواهر الجريمة الجنائية والجريمة الاجتماعية عبر استشراء الفساد والتزوير والرشوة والصفقات المشبوهة، وقيام العديد من ابناء نخب الحكم السياسي والعسكري بممارسة هذه الجرائم الاجتماعية علنا وبشكل واسع.من أكثر مظاهر تدهور الأمن الاقتصادي وتفشي ظواهر الهشاشة الاقتصادية مثلا كان نشوء ما يسمى بظاهرة(التصنيع العسكري) التي حولت الواقع الاقتصادي الى سوق للخراب الاقتصادي والبضائع رديئة النوعية، فضلا عن أنها حولت البلد الى آلة للجحيم والمواطنين إلى عبيد كما كنا نقرأهم في الاساطير اليونانية، اذ كان العامل في التصنيع العسكري يعفى من الخدمة في الجيش المحارب، وطبعا هذا الإعفاء كان مقابل شروط قهرية ومرعبة في أكثر لوائحها. التصنيع العسكري تحول الى اشكال معقدة للتصنيع الأمني والسياسي، إذ عمد النظام الصارم لهذا التصنيع على تشويه الواقع الاجتماعي والاخلاقي واطر العلاقات الانسانية داخل المجتمع، أسهم أيضاً في صنع تقاليد مشوهة للصناعة، وللإنتاج مثلما خلق تشوهات كبيرة في علاقات وقوى الانتاج وأفقدها كل شرط انساني وصناعي في قياس الجودة والنوعية ونضج الشخصية المهنية او خلق تقاليد اكثر انسانية ومهنية للسوق الاقتصادية التي تكفل تأمين حاجات الناس، لان الدولة التي تملك العسكر وتملك الآيديولوجيا وتملك العنف، بدت تملك هذا(التصنيع) ليكون مصدرا لادامة جهدها العسكري والامني.  هذا الثالوث هو الذي جعلها تملك ايضا اكبر مخزن للاستبداد والقهر والمصادر المالية لتمويل القوة، خاصة مع انهيار اغلب رؤوس الاموال الوطنية او هروب بعضها الى خارج العراق. لقد تحول ما نسبته 90% من موارد الدولة للتصنيع العسكري، فضلا عن تداعيات المديونيات الهائلة التي غرق العراق بها جراء استمراره في ادامة جهده العسكري والامني والاستخباراتي وتأمين كل الاسانيد اللوجستيه له دونما حسابات اقتصادية او سياسية مستقبلية. وبهذا التشكيل الكاريكتوري تحولت الدولة الى(معسكر) وتحولت الايديولوجيا الى مجموعة خطابات ووصايا، فضلا عن تحول الحزب ذاته الى(عائلة)تملك اغلب مصادر واصول المال العام والمجالات الاستثمارية الاخرى، وتحولت الجماهير الواسعة خاصة الفقيرة منها الداخلة والخارجة من حروب عبثية بخسارات معنوية ومادية هائلة الى سرود مفتوحة على ايهامات فكرة الاشباع رفاهية والمعيشة ونزوعا أكثر وحشية واغترابا نحو فكرة التهميش والتأويل..لقد أسهمت الحرب العراقية الإيرانية في إنتاج مجموعة من المظاهر الاجتماعية والاقتصادية الغرائبية على المجتمع العراقي وعلى الشخصية العراقية ذاتها، هذه الحرب كانت أولا واحدة من اطول حروب العصر، وثانيا هي لم تكن حربا عسكرية خالصة، بل كانت مزيجا من الحروب التاريخية والطائفية والاقتصادية والفقهية، حرب أفكار ومواقف وولاءات. وهذا التعقيد الغريب الذي أحاط بهذه الحرب انعكس كثيرا على البنيات الاجتماعية وتركيبها الديموغرافي واسهم في إيجاد هوامش انتعشت فيها ثقافات العنف والإرهاب الاجتماعي والثقافي والذي مارسته السلطة ضد مواطنيها قبل الاخر(العدو)الحرب ابتدأت بفوضى إعلامية وإعلانية مارستها وسائل إعلام السلطة تحت عناوين متعددة، منها الدفاع الوط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram