الكتاب:عام في الغابة تأليف: كولن الفوردترجمة: احمد الياسري لقد كان عصر النهضة الأخير في الكتابة عن الطبيعة غير عادي ذلك بان ممارسيه روجر ديكن ,روبرت ماكفارلين ,مابي ريتشارد, جيمي كاتلين كانوا جميعا من الكتاب بالدرجة الأولى وكانت لهم وظائف يومية أخرى
فمنهم من كان شاعرا او مذيعا او أكاديميا أكثر من كونهم مقيمين فعليين في الغابة.ومن جانب آخر فان أقسام الطبيعة في المكتبات كانت مرتبطة بالمذكرات الرثة ويوميات حراس الطيور والصيادين.لاحظ حراس الطيور والصيادون عن قرب مجاميعاً من عالم البرية عن طريق نواظير بنادقهم في كثير من الاحيان قبل التحول في المواقف البيئية التي جاءت مع حلول الستينيات من القرن الماضي حيث كان الناس يقدمون تقاريرا حول عمل الطبيعة واولئك الذين عملوا على اخضاعها.هناك اذاً شيء مثير وقديم الطراز في (عام في الغابة) ,وهو رصيد حياة كولن الفورد بكونه حارسا لغابة على حدود ولاية دورسيت ويلتشير. ليس كل من يحب ان يقرأ عن البرية سيوافق على عمله على اي حال لان واجبه الأساسي هو ذبح الايل النشيط الذي أشعره بضعف واضطراب على حد اعترافه.على مدى سنوات وضع الفورد قواعد صارمة فيما يتعلق بالحيوانات فقد أحس بوجود صلة باطنية خفية معها قائلا"اذا كان باستطاعتك الاستمرار في المطاردة دون ان تشعر الما في داخلك حينما تقتل او تجرح حيوانا فانك غير ملائم للغرض"صقل مهارته في الصيد الى درجة كان يستطيع تمييز الايل وهو يمضغ طعامه ومسجلا الموت الخالي من الخوف على بعد عالم واحد من بعض النهايات الطبيعية الأكثر رعباً.الفائدة الحقيقية من كتاب الطبيعة المكتوب من قبل مقيم بشكل دائم هو ذلك ان الفورد متواجد في الغابة بشكل مستمر تقريبا وكثيرا ما كان يبداء بالعمل قبل الفجر ويستمر بدوريته الى حلول الليل لأنه يقضي ساعات لانهاية لها جالسا كالتمثال المقرفص في الأجمة ليشهد تلك الحيوانات الغريبة التي تظهر حينما لا يكون الناس قريبين منها. على مدار العام كان رأسه على وشك ان يضرب من قبل طير النيسان او يحصل على نفحة (نفس سيء) حين يصطدم بحضنه ثلاث اشبال ويراقب حيوانين من القاقمان وصداريهم الدهنية التي تشبه لون مئزر الذباح وهما يذبحان خروفاً وهو يصيح.الملاحقة تشحذ الأحاسيس وهناك وضوح هلوسي في بعض كتابات الفورد.في بعض المناسبات تمت دعوته من قبل الجمهور للتعامل مع غزلان حوصرت باسلاك شائكة او جرحت بسيارة.الذي يثير الازعاج في معظم هذه الحلقات ان الفورد يكتشف ظبيين تشابكت قرونهما ملتفة على بعضها وفقط حين يرمي احدهما الاخر" كقرش ابيض عظيم يرمي فقمة" يدرك الفورد ان الظبي الثاني ميت وان الاول مربوط بجثته. رصاصة واحدة تحل المشكلة لكن حزن الفورد واضح وواضح ايضا ان هذا الرجل يكره مايجب ان يفعله.النقيض لهذه الاحداث المظلمة هو جمال عالم التزم فعل التجديد الذاتي بشكل ثابت. البعض من مداخل الفورد لاتعدو كونها غير ملاحظات ميدانية او خربشات تسجل عودة الفراشة الفاصلة او فرصة رؤية البومة الصفراء يهاجمها الغربان قبل ان تختفي في غيمة من غبار طلع الصنوبر.لكن حتى تلك الرسائل المختصرة تمتلك مثل هذه الألفة الغير عاطفية تذكرنا بان احد اعظم شعراء طبيعتنا تيد هيوز لم يكن غريبا على البندقية.
الطبيعة تجدّد نفسها باستمرار
نشر في: 1 يونيو, 2010: 04:57 م