الكتاب: تذكرة إلى السيرك تأليف: باربرا ميلرترجمة: ابتسام عبد الله عندما التقت باربرا جين ديفير – الزوجة المقبلة لنوريس جيرج ميلر، نورمان ميلر في حفل عام 1975 أقيم في راسلفيل، كانت مدرّسة الفن في مدرسة عليا، وأم مطلقة ذات تطلعات محدودة.وتقول باربرا في مذكراتها التي صدرت خلال هذا الشهر
 بعنوان،" تذكرة للسيرك"." ان نورمان ميلر، كان هو الذي نعهده، روائياً ومثقفاً معروفاً، وأفضل أعماله،" العاري والميت" و" جيوش الليل"، وقد جلبتا له رصيد كبيراً من الشهرة ولكنه كان أيضاً أشهر كاتب أمريكي مشاغب، ومعروف بأعماله في هذا المجال، خارج نطاق صفحات كتبه. لقد رشح نفسه لمنصب عمدة نيويورك، وتزوج خمس مرات، وحاول طعن زوجته ذات مرة، إن سمعته مثل بطنه المدورة كانت تتقدمه دائماً".وتكتب السيدة ميلر إن زوجها كان يكبرها عمراً ولكنه تميز بالمرح وخلق جو من الإمتاع، ممتلئ حيوية باستمرار". ومن المعلوم إن باربرا، كانت لها علاقة قصيرة ببيل كلينتون قبل زواجه من هيلاري.وكانت العلاقة بينها وبين ميلر قد ابتدأت قبل الزواج بفترة طويلة. لقد أرسل إليها رسائل حب. أما هي فقد قصت شعرات من رأسه ووضعتها في وسادة من الساتان الأبيض على شكل قلب. وسرعان ما افترق عن زوجته الخامسة وقطع كافة علاقته الغرامية مع الأخريات. أما هي فانتقلت إلى نيويورك وغيرت اسمها إلى "نوريس جيرج- الأمر الذي يتطلبه عملها كعارضه أزياء، ثم أصبحت الزوجة السادسة لميلر في عام  1981، وأنجبت ولداً أطلقا عليه اسم جون بافالو، وبقيت إلى جواره حتى وفاته في تشرين الثاني عام 2007.وكتاب،"تذكرة للسيرك"، لا يمكن تصنيفه كمذكرات فقط، انه أيضاً سيرة حياة السيدة ميلر، تسردها بأسلوب ناعم. فهي تتحدث عن طفولتها في اركناس، وفي عائلة فقيرة، كان والدها عامل شوارع، وفي الثالثة من عمرها، فازت بمسابقة جمال في ليتل روك. وفي العشرين تزوجت رجلاً، تركها لأداء الخدمة العسكرية في فيتنام. و هي لا تخفي الجوانب المظلمة في حياتها: فترة علاج والدتها من صدمة عصبية، اغتصابها من قبل صديق شقيقها الأكبر. كما إن الكتاب يتضمن مقتطفات من رسائلها لميلر وأبيات شعر كتبتها إليه بأسلوب سلس وناعم. ولكن الكتاب يصبح أكثر إمتاعاً مع دخول نورمان ميلر إلى الأحداث. إذ إن حفلاتهما بعد الزواج بدأت تشهد توافد عدد من الشخصيات الشهيرة إليها ومنها بوب ديلان، جوني ميتشل، وودي الآن، جاكي اوناسيس، ثم سافر الزوجان إلى مانيلا والتقيا باميلدا ماركوس، ثم كانت لهما صداقات مع فرح فاوست وكاستر. وقد نظمت السيدة ميلر حياة الكاتب، ونظمت جدولاً لأيام العطلة وسجلت الأحداث المهمة بالنسبة للعائلة والأسرة الكبيرة.ومن الخصوصيات عن حياة الكاتب الكبير، انه لم يكن سائقاً ماهراً، وكان يذهب إلى المطار عادة قبل ساعات من إقلاع الطائرة، ولديه قلة  من الأصدقاء الكتّاب، وقد تحدث ميلر عن شغفه بالجاز- ولكن لمجرد ان يخلق جواً من حوله- إذ كان يكره الموسيقى. وهو في أواخر أعوامه، فضل أحتساء فريج النبيذ الاحمر مع عصير البرتقال. ومن عاداته، إيقاظ أبنائه بمرح في أيام الإجازات مع بعض الأناشيد السوقية التي تعلمها في الجيش.ولا تتعمق الكاتبة في أعمال نورمان ميلر، ولا في سمعته كعدو للمرأة. وتقول،" إن السخرية والتهكم كان أمراً موروثاً، وقد تعامل الكثير من الناس مع ما يقوله على كونها أشياء جادة، ومنها مثلاً تعليقه الشهير عن النساء وضرورة وضعهن في أقفاص. من يعتقد حقاً بجدية تلك العبارة؟ " تذكرة للسيرك "، كتاب يتحدث عن الحب. وقد يشعر الكثيرون ممن يقرأونه بالغيرة من الحياة العريضة التي عاشها الاثنان، حياة مشبعة بالشمس، كما يقال وبكل المقاييس. ولكن تلك الحياة أيضاً اتعبت قلب المرأة. إذ واصل ميلر علاقاته النسائية، مبدياً أعذاراً مضحكة في تبريرها. وفي أثناء كتابته رواية،" شبح هارلوت" – 1991، أخبرها انه في حاجة لعيش حياة مزدوجة للتعرف على حياة شخوصه.إن كتابها، يتحدث عن اتخاذها خطوة للابتعاد عنه بسبب تلك العلاقات على الرغم من حبها له. ونورمان ملير قبل وفاته، تدهورت صحته، إثر عملية جانبية، وفقد الكثير من وزنه. وكانت لديها أيضاً مشاكل صحية منها معركة طويلة مع السرطان الممتدة حتى اليوم، وتقول في النهاية:" إن رحلت غداً، سأبقى في المقدمة أيضاً." rnعن/ النيويورك تايمز