اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > هــم يعرفون.. لـكـنه يــدرك!

هــم يعرفون.. لـكـنه يــدرك!

نشر في: 1 يونيو, 2010: 05:04 م

محمود النمركل الذين يكتمون عواطفهم بإتقان، ينفجرون كالسيل اذا باحوا....غادة السمان                          كلما يمتد عمر الانسان ، تتغير قناعاته وايماناته في الافكار والمعتقدات وحتى في طريقة العيش،والامر الذي يثير الدهشة ان  يتماسك  الانسان  ويتمسك بجميع  المكونات الاولى ولايتغير مهما امتد به  العمر وتقدمت به التجربة  وعركته الحياة ،والشاعر الفريد سمعان ،
 احد هؤلاء الذين ظل يحمل صليبه متيقن ان ساعة الصلب ستأتي بلا شك ،فمنذ بداياته الاولى اعتنق الافكار الماركسية وتعرض الى السجون على جميع الحقب والحكومات التي هيمنت على رقاب العراقيين ،ولكن صوته الشعري والسياسي لم يتوقف منذ اكثر من ستين عاما من النضال والكتابة فمنذ ديوانه  الاول –قسم – وحتى  الديوان الاخير –هم يعرفون -الذي كتب مقدمته  الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، الذي صدر عن دار- ئاراس للطباعة والنشر – السلسلة الثقافية في كردستان العراق اربيل، تتكون هذه المجموعة من 23 قصيدة في  95 صفحة من القطع المتوسط ،تتمحور ثيمة المجموعة حول الوجع  العراقي الممتد الى الفجيعة الانسانية التي مازالت قوى الشر تصارع   قوى الخير على مر العصور وخاصة في بلاد الرافدين،  هذه البلاد التي تقول عنها المثولوجيا السومرية في - ملحمة كلكامش  - ( ان الانسان عموما خلق من ماء وتراب إلاَّ الانسان العراقي، خلق من دم وتراب) اذا ان الفجيعة العراقية  لها جذروها الممتدة في عمق التكوينات البشرية الاولى ، المأساة  تمد جذورها الى الانسان العراقي الذي  يشعر بحجم الفجيعة . الفريد سمعان  يتحسس هذا الوجع فاطلق  هذا العنوان ( هم يعرفون ) وكما يقول المبدع  محمود  عبدالوهاب ان العنوان ( ثريا النص ) الذي يمنح الصفة الاولى للمتن والمحتوى،  ومنه تتم تراكيب جزئية النص  المشار اليه في العنوان ،فهو يقول في قصيدة هم يعرفون /  من علم الانسان / كيف يصارع الطغيان/ ويصنع  من لهاث الارض/ تيجان المعارك  والتحدي /ويرتقي قمم المشانق / وهو يفخر بالشغيلة.هذه اشارات اولية عن المنهجية التي يفكر بها الشاعر ويطرحها بشكل واضح وجلي ،فهو يطرح رؤاه الشعرية بلا مواربة وغموض بل يمنح  الاشياء كما هي، لانها قصيدة معبأة لا تحتمل التورية ويباشر بها علنا بل يبشر بأن قضيته  ستنتصر وان طال امد الاضطهاد .من المؤكد ان الشاعر الفريد  سمعان له اسلوبه في الاتجاه الشعري ،فقصيدته تاتي هادئة ولكنها تحمل هيئة العاصفة ،نزقة لاتستتب على وتيرة واحدة ولكنها تقتفي اثر التفعيلة السهلة والمنبسطة ،وواضحة غير مضطربة في حين  ترتبك بالتوتر، اذن يمكن ان نطلق على قصيدته التي تجمع الاضداد،او يمكن ان نطلق عليها الارض الملغومة ذات الجملة التي تدفع المعنى الى الضفة الاخرى.والملاحظ لشعر الفريد سمعان انه لايتخطى الى البحر الطويل او الكامل ويبقى ممسكا ببحر الرمل او مجزوء الرمل والمتدارك ،والذي لايعرف  الشاعر الفريد سمعان عندما يسمع شعره يظن ان هذا الشاعر هو من شعراء المهجر، مثل جبران خليل جبران او ايليا ابو ماضي  او ميخائيل نعيمة او غيرهم في تلك الحقبة الرومانسية التي تتمثل بالقصائد الهادئة وذات المعاني الشفيفة ،وهذه سمة شعرية تعتمد على الكلمات الرقيقة والسهلة ففي قصيدة العائد والبحر /  تتلفت النظرات /تبحث  مابين الشجيرات المبعثرة الصغيرة / عن خطى تدنو وتلتمس المداخن / شهب مهاجرة تعود /الى الوطن / جذلى تعربد / في الدروب .الشاعر الفريد سمعان من مواليد الموصل عام 1929بدأ مشواره السياسي عام 1947في البصرة وفي دمشق حيث كان يدرس القانون ،وشارك في وثبة كانون عام 1948وانتفاضة تشرين عام 1952،وتعرض للسجن لمدة سنة ونصف وفي عام 1963بعد انقلاب شباط  ،كان من ضمن الذين حملهم  قطار الموت وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات.مازال هذا الشاعر يبتكر طرقا للحب قي القصائد،وكانه لايعلن عن استسلامه لتقدم عمره الثمانيني فهو لايستسلم للوهن بل يستسلم للحب والقصيدة فقط .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram