اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حرفيون : صناعة العود لم تسلم من المستورد ! واقتناؤها أصبح للزينة

حرفيون : صناعة العود لم تسلم من المستورد ! واقتناؤها أصبح للزينة

نشر في: 1 يونيو, 2010: 05:10 م

بغداد / وائل نعمةزقاق ضيق يلتبس عليك مدخله ،  يتوسطه جدار كونكريتي يكاد يغلقه ، بائع متجول يقف على أحد جانبيه قال « إنه هناك في آخر الممر « ، وبين صعود ونزول والشناشيل القديمة تحجب الشمس المحرقة ، التقينا به في مكان لا تتعدى مساحته الستة أمتار مربعة ، يجلس في آخره مسندا ظهره على الحائط الأصفر  وفوقه صور» فريد الأطرش» و»محمد عبد الوهاب «وعباس جميل» ،
  وهياكل « عود وكمان «  ، يحركها نسيم هواء خفيف من مروحة « مارلي « الإيطالية التي يعود تاريخها إلى أكثـر من أربعين عاما . « محمد محمود العواد « أقدم من بقي يصارع الزمن والتغيرات للحفاظ على مهنته التي ضاع الكثير من ملامحها بعد أن خف صوت الموسيقى وتعالت أصوات الرفض والتطرف الديني . وللعود في العراق، صنّاعه وعازفوه ومنظروه ومستمعوه، بل إن أشهر من يصنع العود ويعزفه، هم عراقيون، حيث يعتبر محمد فاضل العواد أشهر من صنع هذه الآلة الموسيقية. وتعود شهرة صناعة العود والعزف عليه إلى العصر العباسي، ويعتبر الفنان سامي نسيم رئيس فرقة منير بشير للعزف على العود أن «هذه الآلة وريثة طبيعية للقيثارة السومرية الموجودة في المتحف البريطاني، والتي صنعت قبل أكثر من خمسة آلاف سنة». وفي لوحات الفنان العراقي القديم الواسطي، نرى الكثير من اللوحات التي تظهر اهتمام العراقيين في العصر العباسي بهذه الآلة، التي كان العازفون والمغنون يحملونها، ويعزفون عليها في مجالس الخلفاء، وأشهر هؤلاء زرياب وإسحاق الموصلي.في ورشة « محمد العواد «وحين عزف « محمد العواد «على أوتار»عوده»  عاد بنا إلى ذكريات الفن الجميل وعصر السبعينيات الذهبي ، التي يصفها بأنها  كانت من أفضل الأوقات التي انتعشت فيها الموسيقى واللحن العراقي وكنت أصنع أكثر من عشرة « أعواد « في الشهر الواحد ، وكان الكثير من الفنانين يعزفون على العود الذي اصنعه ، وكل فنان يأخذ أكثر من «عود « لأني اصنع أفضل الأنواع « . ويتذكر « محمد العواد « بأن ورشته كانت تجمع رضا علي ، وعباس جميل ، وفاضل عواد ، وياسين الراوي  والكثير غيرهم ممن كان يستهويهم عود « محمد العواد «.كانت أول مرة يغني فيها المطرب الراحل « رياض أحمد « أغنية « لاعل البال ولا عل الخاطر « عزفت على عود من صنعه ، وكان يشعر بسعادة كبيره حينما يسمع الموسيقى والأغاني وهي من إخراج عوده الخشبي ، ومازال رغم تقدمه العمر يستمع باهتمام  لمعزوفات على عوده كما سمعها أول مرة  .« محمد العواد « قضى أكثر من أربعين عاما في هذه المهنة المتعبة كما يصفها ، حيث يقول ومازال يحتضن العود بين يديه « تعلمت المهنة على يدي الأسطة علي العواد ومحمد فاضل ، وكنت أحب الموسيقى والعزف وأحببت صناعة العود « . الأسطة في أيام زمان لم يكن من مفردات عمله أن يقوم بتعليم « الصبي « العامل كل أسرار المهنة ، فكانوا يحرصون على أن لا يتعلم أحد مهنتهم بشكل كامل ، وربما كان هذا أحد أسباب قلة العاملين في هذا المجال .«محمد العواد « استطاع أن يشق طريقه ويسبر غور هذه المهنة معتمدا على نفسه وعلى ذكائه في التقاط أبجدياتها وأصولها رغم حرص « الأسطة « في أن لا يتعلمها ، لكنه كان يفتح « العود « ويجزئه ومن ثم يعيد تركيبه وبالممارسة الطويلة استطاع ان يتقن العمل ويخط لنفسه طريقا خاصا به يختلف عن الآخرين بقياسات خاصة لأطوال « العود « يقول انه مؤمن بها من حيث المتانة والصوت   . استغربنا من انه يجلس وحيدا في الورشة بين « أعواده « وأخشابه ومكائنه القديمة ، لكن سرعان ما اكتشفنا السبب لان القاعدة في هذه المهنة تقول دائما « لا تعط أسرارك لأحد !!!!» . حتى كان « محمد العواد « حريصا في كلامه معنا وكان يعتقد بأننا سنسرق أسرار مهنته ، ورغم كرمه في المقابلة لكنه كان بخيلا في بعض المواضيع التي تخص العمل ! rnصناعة العود  يصنع العود بالاعتماد على قالب ذي قياسات خاصة يعتمدها صانعها بشكل مختلف حسب قناعته بالصوت والرنة الخارجة من بين أوتاره ، تستخدم أشرطة الخشب المقوسة بعد أن تثنى بالنار ويوضع أول شريط في منتصف « البطيخة « ظهر العود ، ومن ثم تتناوب الأشرطة على اليمين واليسار حتى يكتمل ظهر العود ومن بعدها يوضع « الغراء « ليلصق الأشرطة مع بعضها . يضيف « محمد العواد « هناك جسور « كما اسماها « تربط أجزاء العود مع بعضه البعض وهي في داخله ، تعد أهم جزء من أجزائه وهي المسؤولة عن متانة ودقة الصوت « . ورغم رفضه إعطائنا معلومات أكثر إلا أنه أشار إلى أن العود يجب أن يكون متينا ولا تتحرك أجزاؤه . وبعد ان يتم صناعة ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram