علي حسين كلما خمدت نار اشعلوها.. وكلما نامت فتنة ايقظوها.. ويبدو هناك من يتعمد في ظل الاحتقان السياسي ان تظل الاجواء مشتعلة.. تراجعت مصالح الوطن وزادت المصالح الخاصة، ولو حاولنا دراسة الازمات الحالية التي نعيشها نجد قليلاً من الاسباب الحقيقية وكثيراً من الاشياء المفتعلة.
مشعلو نار الازمات والفتن هم الذين يفعلون ذلك، لايعرفون العيش في ظل اجواء مستقرة وبالرغم من ان الارهاب وعصابات الجريمة قتلت العراقيين اكثر مما قتلت من الامريكان الا ان روح التشفي كانت السمة الغالبة في بعض المواقف والخطب الرنانة التي يلقيها عدد من السياسيين وكأن الضحايا الابرياء هم اعداء لهذا الوطن، والاماكن التي تم تفجيرها تقع على ارض غير عراقية.. لااريد ان استعرض نماذج لبعض الكتابات والاراء التي تنطلق من شاشات التلفزيون، ولكن يكفي ان اشير الى التفسيرات الجاهزة التي يتم تحضيرها كلما الم بهذا الوطن حادث، مثل العجز الامني، واختراق القوات الامنية، وغيرها من العبارات الضخمة المضللة، ولو افترضنا صحة بعض هذه الافتراءات.. لماذا لايعمل الجميع سوية لمعالجتها؟ مشعلو نار الازمات يرقصون على نار الارهاب ويستنشقون دخانه.. لكنهم نسوا ان لا احد محصن من شرور الارهاب وان مخاطره وناره تحرق الجميع.مشعلو نار الفتنة يحتلون الفضائيات ليل نهار يمارسون غسيلا قذرا لادمغة الناس البسطاء، يرفعون ايديهم غضبا لكنهم يسعون الى بث الفرقة والتطرف بدلا من نشر التسامح والمحبة. مشعلو الحرائق يأكلون على كل الموائد ويجلسون في كل مكـان.المسؤولية لا تقع عليهم وحدهم.. بل أيضا على الذين يسهلون لهم القيام بهذا الدور.
العمود الثامن ..مشعلو الحرائق
نشر في: 1 يونيو, 2010: 05:28 م