عبد الزهرة المنشداويمنظمات المجتمع المدني التي عرفناها منذ سبعة اعوام،وانتشرت في كل المحافظات،والمناطق لم تثبت فاعليتها،ونشاطها من اجل الاهداف التي اعلنت تبنيها.تلك التي كانت جادة وفاعلة في وقوفها الى جانب من تبنت قضاياهم في مجالات واهداف محددة لا تزيد على اصابع اليد الواحدة ان لم نقل اقل. منظمة اهتمت بقضايا المتقاعدين وكانت واضحة في اهدافها ونشاطها واخرى اخذت على عاتقها تبنت مشاكل المهجرين،
والمطالبة بما يخفف من معاناتهم،و ما عدا ذلك فاخذ مسارا غير المسار المعلن عنه بل العكس كان وبالا على البقية.شخصيا تلقيت مكالمة من احدى المنظمات في الدول الاوربية، تدعوني فيها للاتصال بمنظمة لها اهتمام باليتامى في العراق لكي يتم فيما بعد ارسال ما يحتاجون اليه من متطلبات كأن تكون ملابس او مواد مكتبية؟، او العاب، او اجهزة حاسوب .في المنطقة التي اعيش فيها علقت العشرات من اللافتات التي تعلن عن وجود منظمة مهمتها (اليتم واليتامى)، وبعد الاتصال الشخصي تبين بانها لاتعدو عن (دكان مؤجر) فيها شاب يجلس وراء منضدة اما اليتيم فلا تجد له من اثر.عندم اخبرتهم عن مهمتي الانسانية التي كلفت بها انشرحت لها صدورهم وعندما طالبتهم بسجل موثوق لليتامى الذين وقفوا على احوالهم ادلهمت وجوههم .اشتراطات المنظمة الاوربية كانت كالاتي: تكون المنظمة من المنظمات المعترف بها من الدولة.لديها سجلات رسمية باعداد اليتامي مع وثيقة لاثبات شخصية اليتيم المعنية.ان كانت معنية بالتعليم فتصور المدرسة وصفوفها الدراسية، ولديها سجل لدى الوزارة المعنية بالتعليم، مع ارسال الشهادات المدرسية لكل واحد منهم لادارة المنظمة المتبرعة.سيرة ذاتية لكل يتيم من اليتامى .الذي حصل ان كل من ذهبت اليهم لايملكون شرطا واحدا من الشروط ،لا بل ليس لديهم معرفة، او اسماء لثلاث يتامى .!منظمة انسانية اخرى حدثتني عنها زميلة قالت :دعاني احدهم للعمل معه في المنظمة الانسانية التي يديرها للاستفادة من كوني اتكلم اللغة الانكليزية وعرض على اجر شهري معلوم، لكني قبلت العمل ورفضت الاجر، واعتبرت الجهود التي ابذلها مساهمة مني في العمل الانساني لاغير، وباشرت فيها، لكني وبعد فترة وجدت نفسي معزولة عن اعضاءها، فاذا اجتمعوا معا فانهم يجتمعون خلسة، واذا تحدثوا امامي تحدثواهمسا؟، فارتبت في ذلك وقررت ان انهي علاقتي بالمنظمة .فيما بعد، تبين لي ان صاحب المنظمة استطاع شراء منزل سجله باسمه الشخصي بعد ان كان يستأجره من مالكه لادارة اعمال منظمته المزعزمة، وقد جمع تبرعات بدعوى حاجة االمنظمة الى ادارة دائمية لتمشية امورها اختفت المنظمة فيما بعد وبقيت الدار شاخصة، معلنة زيف البعض في الظهور بمظهر المهتم بمعاناة الناس، ومحاولة اسعادهم، في حين الامر لايعدو سوى المتاجرة بعذاب الناس، والبكاء عليهم بدموع التماسيح.في هذا الوقت بالذات،ومن على شاشة احدى الفضائيات، تحدث تقرير عن اتهام منظمة في محافظة ديالى استطاعت الحصول على مبلغ يقدر بمئات الالاف من الدولارات تمالتبرع به،و رصده من اجل تنظيف منطقة من المناطق في المحافظة. المبلغ مستلم منذ فترة ليس بالقليلة. النفايات والازبال ما زالت عنوانا عريضا للمنطقة التي تبنت المنظمة رعايتها والرأفة بسكانها من تداعيات الحال التي هي عليه من تراكم الانقاض والازبال، واتساع المستنقعات والبرك.هذه المنظمات، وليس كلها ان لم تخضع الرقابة لمعرفة نشاطاتها وتقديم تقارير بما انجزته في كل فصل من فصول السنة افمن الضروري غلقها ففيه الفائدة لبقية المنظمات التي انعكس عليها سلبا عمل منظمات تتصيد في الماء العكر وتنصب الشراك لفاعلي الخير لتجهز عليهم.
شبابيك: دكان.. ومنضدة.. ومنظمة!
نشر في: 1 يونيو, 2010: 05:32 م