كريم محمد حسين مازال المواطن يسرف في كل شيء وهذا السلوك نابع من سنوات القحط التي توارثها المواطن من الانظمة الظالمة وماتتركه هذه الاحداث من خراب وازمات وجوع وامراض عدا بضع سنوات من الاستقرار والرفاه
لكنها لاتدوم طويلا كون العراق وخيراته الوفيرة والكثيرة صار هدفا للقوى الخارجية الطامعة والانظمة الدكتاتورية التي تعمد الى تجويع شعبها والعمل لمصالحها الشخصية والفئوية، ومن هنا دخلت حالة الاسراف وتغلغلت داخل المجتمع وأثرت في السلوك اليومي للناس سواء أكانوا اغنياء أم فقراء وذهب الاسراف والهدر الى ابعد مدياته، وقد تكون هذه الحالة نابعة من الحرمان الطويل او الخوف من آتيات الايام فترى المواطن يحاول جاهدا ان يكثف اعماله وسلوكياته ومنها حالة الهدر في كل شيء وهذه الظواهر نراها كل يوم في رواحنا ومجيئنا فنرى هدر الماء في كل بيت وزقاق ومحلة رغم الشكوى المستمرة من انقطاع الماء وشحة مياه دجلة والفرات وحرب المياه المعلنة من قبل الدول المتشاطئة على العراق وسكانه، رغم هذه المعرفة الاكيدة فترانا نهدر المياه ولانحسب حساب الايام القادمة والتي ربما نمر فيها بشحة قاسية الى حد العطش واليباس، ونهدر الغذاء واذا دعاك الفضول إلى تقليب القمامة ستجد اطنانا من فضلات المائدة من رز وخبز ومواد عضوية متنوعة قد فاضت من موائد البيوت التي لاتعرف المقادير بل تتباهى بالاسراف في المناسبات الدينية والاجتماعية،وهدر الكهرباء وهو الاشد خطورة على الاقتصاد والتنمية فهناك هدر واضح ومبيت في بعض الاحيان رغم قلة الطاقة المنتجة لكن هدرها يعمل على ايقاف الحياة برمتها كون كل شيء يتوقف على الطاقة فترى التجاوزات مستمرة وبطريقة انانية معيبة يعمد البعض إليها فيسرق الكهرباء ويحرم جيرانه او يحرم اقرباءه في مناطق اخرى اذا الهدر والاسراف المفرط اصبح حالة مستشرية تشبه حالة الفساد في دوائر الدولة بل اخطر من الفساد كون الفساد ربما يكون محصورا في اماكن محددة بعينها لكن الاسراف والهدر منتشر في كل زاوية ومكان ومعالجتها اصعب بكثير من حالة الفساد لانها تحتاج الى وعي وثقافة موجهة تقوم بها الجهات الحكومية من وزارات ومؤسسات تربوية مسؤولة ومؤسسات دينية تتكفل بهذه الظاهرة لأن الله سبحانه وتعالى لايحب المسرفين وبما اننا كلنا مسرفون فان الله لايحبنا ونحن لانريد ذلك بل نتقرب الى الله بكف الاذى عن انفسنا ونقتصد في مواردنا ونوفر لغدنا ونضمن الخير والرفاه لاجيالنا ونتكافل مع بعضنا ونقضي على ظاهرة الهدر العام والاسراف غير المبرر.
كلام ابيض..الاسراف
نشر في: 1 يونيو, 2010: 06:35 م