TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من الواقع الاقتصادي: أزمـة السـكـن.. مـرة أخـرى!

من الواقع الاقتصادي: أزمـة السـكـن.. مـرة أخـرى!

نشر في: 1 يونيو, 2010: 07:33 م

عباس الغالبيكثيرا ماتعرضنا في مقالاتنا السابقة الى أزمة السكن وجذورها ومسبباتها الرئيسة والمعالجات والمقترحات، التي تخفف من حدتها سعياً للقضاء عليها على المدى الابعد  ، ونعود اليوم لنعرج على هذه الازمة المتفاقمة المتزايدة بازدياد الوقت من دون علاجات شافية .
ونقول ان العلاجات التي درجت عليها الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003 هي ترقيقية ولاتكاد تلامس الجرح الذي ظل نازفاً حتى اللحظة ، حيث طالعتنا الاخبار بسعي الحكومة المحلية في بغداد لتنفيذ وحدات سكنية واطئة الكلفة لشرائح مجتمعية بعينها ، ولكن السؤال الاهم ، هل هذه الاجراءات تسهم في حل القسط الاكبر من المشكلة التي قلنا عنها انها متزايدة حيث يناسبها الوقت طردياً في ظل ضآلة التخصيصات الاستثمارية وقلتها وعدم كفايتها وغير اتساقها مع حجم الازمة .المشكلة لايمكن معالجتها بهذه الاجراءات الخجولة، التي هي أشبه بذر الرماد في العيون في ظل تجاوز الحاجة الفعلية في العراق لتصل الى ما يقرب من 3500 وحدة سكنية بحسب تقديرات منظمات دولية معتبرة ولها شأنها الاقتصادي الكبير ، فالرقم مهول مقارنة بالتخصيصات الحكومية لقطاع الاسكان الذي يزامن شح الاقراض الاسكاني وانحسار، بل تلاشي دور القطاع الخاص وامكانية الاستثمار في هذا القطاع ، حيث تتجه الرؤى الى اجراءات أكثر جدية وأكثر ملامسة للواقع ، فالامر يحتاج الى مؤسسات تمويلية كبيرة تأخذ على عاتقها الاستثمار الكبير في قطاع الاسكان واتساقاً مع حجم الطلب وبشكل تدريجي تصاعدي على وفق الاولويات التي تمثل الحاجة الملحة ثم الانصراف تباعاً الى الشرائح الاقل أهمية وحاجة ، مع الابقاء على الاشراف والدعم الحكومي الذي يوفر المناخ الخصب لبيئة استثمارية اسكانية قادرة على تلبية الحاجات تباعاً، وهذا الدور الحكومي يتمثل بتسهيل الاجراءات على الشركات والمؤسسات الاستثمارية ومن يقف وراءها كمؤسسات تمويلية مع ضرورة التعامل مع بيئة قانونية غير ضاغطة من جهة على المستثمرين وحافظة للحقوق والمكتسبات الوطنية والاقتصادية من جهة أخرى، فضلاً على الاسراع بتوفير الوحدات السكنية لموظفي الدولة وكلاً بحسب قطاعه ووزارته وعن طريق الاستثمار ايضاً، وبحسب الحاجة والاولويات على ان تؤخذ هذه المشاريع بنظر الاعتبار في الموازنات الاستثمارية لكل وزارة وجهة حكومية وعلى شكل مراحل سعياً للقضاء على هذه الازمة التي لابد من السعي جدياً للتصدي لها وبالسرعة الممكنة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram