حسين جميل الذي كان أحد أوائل دعاة الديمقراطية في العراق خلال الاربعينات وأحد مؤسسي جماعة الاهالي في الثلاثينات . كما كان واحداً من دعاة « الأشتراكية الديمقراطية ..»
في 2002 فقدت الحركة الديمقراطية العراقية أحد دعاتها بعد أن ظل العراق يعاني من فقدان أبسط أشكالها خلال العقود الاربعة الاخيرة ، والعقدين الثمانيني والتسعيني .. وبفقدانه أيضاً خسر العراق واحداً من أبرز دعاة حقوق الإنسان في بلادنا .كان الفقيد واحداً من أركان الأعمدة الثلاثة المؤسسة للحزب الوطني الديمقراطي الذي ترأسه المكافح الوطني كامل الجادرجي والى جانبه المرحوم محمد حديد وهو الحزب الذي قاد نضال البورجوازية الوطنية والطبقة المتوسطة في بعض مراحل الحركة الوطنية العراقية .وقد كون الزعماء الثلاثة كتلة واحدة في صراعهم مع بعض التيارات الديمقراطية التي ظهرت في فترات متعاقبة من تاريخ وتطور البنيان الفكري والسياسي الداخلي لهذا الحزبالفقيد من مواليد 1909 ، ولد في بغداد من أسرة عريقة . تخرج في كلية الحقوق العراقية ، وبعد تخرجه مباشرة مارس المحاماة وصار ناشطاً ديمقراطياً ذائع الصيت بسبب مواقفه الوطنية التي دافع فيها عن الحريات الديمقراطية مستنكراً حملات القمع والإرهاب التي مارستها الحكومات المتعاقبة في العهد الملكي، فعين وزيراً للعدلية في عام 1949 وقد أثار تعيينه انذاك جدلاً في أوساط الحزب الوطني الديمقراطي نفسه وفي صفوف الحركة الوطنية العراقية كلها.انتخب نقيبا للمحامين عام 1953 لمدة ثلاث سنين .بعد ثورة 14 تموز عين وزيرا للإرشاد واستقال من منصبه بعد خلافه مع عبد الكريم قاسم . عينه عبد الكريم قاسم سفيراً للعراق في الهند أيام وزارة المرحومة انديرا غاندي مما قوى أواصر علاقة البلدين ، العراق والهند ، داخل حركة عدم الانحياز التي كان لها دور كبير في مكافحة المشاريع الاستعمارية مما عزز مبادئ مؤتمر باندونك التاريخية 00من مؤلفاته المعروفة :• إنكلترا في جزيرة العرب طبع في سنة 1930 وهو بحث فقهي أعيد طبعه ثانية عام 1953• تكييف القانون لحق النقض عام 1958• فكرة توحيد القانون الجنائي للبلاد العربية ووسائل تحقيقيها .. صدر عام 1967• في أواخر الثمانينات أصدرت دار لام في لندن كتابه ( العراق : شهادة سياسية ..) . ضم هذا الكتاب جانباً من مذكراته الشخصية والسياسية .منذ بداية الثمانينات حتى آخر عمره أصبحت مكتبته الشخصية البيتية تحت تصرف الباحثين والمؤرخين من طلبة الدكتوراه والماجستير في الجامعات العراقية; وكان في التسعينات جليس بيته في اغلب الأحيان مستقبلاً رجال القانون والباحثين المهتمين بالدراسات والأبحاث القانونية وقد اصدر في التسعينات ـ أو أواخر الثمانينيات ـ كتيباً صغيراً عن حقوق الإنسان في الاسلام . وهو كتيب تضمن مبادئ هامة عن الحريات والحقوق الإنسانية والفردية ضمن الفكر الإسلامي الحر حاولت صحافة النظام خلال عقدين من الزمان جره الى بعض المواقف والتصريحات المؤيدة لبعض سياساتها في الحروب والمغامرات والقمع والغزو لكنه لم يتجاوب مع أية دعوة وظل محافظاً على استقلالية موقفه وأفكاره .كانت صحته نشيطة بحدود مقبولة في التسعينات ، إذ يغادر بيته مرة كل أسبوع على الأقل متجولاً في بعض شوارع بغداد كشارع الرشيد وشارع السعدون ويتجول أيضا في مكتبات شارع المتنبي .يعتقد أصحابه من المترددين عليه في بيته أنه كتب الكثير من صفحات مذكراته السياسية التي ستكون مصدراً هاماً من مصادر التاريخ العراقي في العصر الحديث .
حسين جميل .. سيرة حياة حافلة بالنضال من اجل العدالة
نشر في: 2 يونيو, 2010: 04:50 م