سالم عبيد النعمان تعرفت على حسين جميل بعد صدور قانون تأليف الاحزاب وتنفيذه من لدن حكومة السويدي عام 1946 وكان لقائي مع حسين جميل في حديث مطول بعد اشتراك كامل الجادرجي أي الحزب الوطني الديمقراطي مع حكومة نوري السعيد بطل تزوير الانتخابات منذ عام 1930
حيث ابرمت معاهدات عام 1930 الاستعمارية الجائرة كان الحديث هادئاً جداً شرح كل واحد منا وجهة نظره وظلت العلاقات بيننا حسنة خاصة بعد كارثة الحزب الشيوعي بالقاء القبض على فهد ورفاقه لمدد طويلة اعقبها اعدام فهد وزكي محمد بسيم وحسين الشبيبي قادة الحزب ثم كادر الحزب المتقدم الذي زج في السجن لسنين طوال:- اولا: العلاقة بين حسين جميل سكرتير الحزب وكامل الجادرجي رئيس الحزب يذكر محمد حديد انه تقرر عقد اجتماع مهم في مقر اللجنة المركزية للحزب وقد عرجت على مكتب حسين جميل المحامي للذهاب معا وفي اثناء ركوبنا السيارة قال لي حسين جميل ان كامل الجادرجي لايصلح ان يكون رئيسا لحزبنا فعلينا ان نعمل على ابعاده عن الرئاسة ولم اجب على الاخ حسين لاسلبا ولا ايجابا وبعد اسبوع اخبرني كامل الجادرجي ان حسين يسعى لابعاده عن رئاسة الحزب قلت له من اخبرك بهذا قال لي انهما قاسم حسن وناظم حميد. وحدث ان جمد الحزب الوطني نشاطه للارهاب المسلط على الناس واشترك حسين جميل في الحكم في وزارة علي جودة الايوبي وهنا دعا كامل اللجنة المركزية وكادر الحزب وطلب منهم فصل حسين جميل الذي كان وزيرا للعدل وهنا انبرى محمد حديد ليعلن انه اذا قررتم فصل حسين جميل فأنا سأستقيل من الحزب وهذا نص استقالتي عندئذ تراجع كامل عن قراره، ونسأل: هل عقدة ابعاد كامل عن رئاسة الحزب لعبت هنا دورها؟ rnثانيا: حسين وعلاقته بالقضية الكردية حسب معلوماتي الشخصية عن حسين جميل ان له علاقة جيدة مع الكرد وهو دائما يطالب بالمساواة بين القوميات والاديان والمذاهب وانه وضع الدستور المؤقت الاول الذي اعتبر ان العراق مؤلف من قوميتين رئيسيتين وان الاكراد شركاء للعرب في الحكم وان للقومية الكردية حقها في تقرير مصيرها لدرجة الانفصال.يقول حسين جميل انه عمل وهو في وزارة العدل على العفو العام عن البارزانيين ونجح في اقناع الوصي، وفي مقابلة مع مصطفى البارازاني شكره الملا على نجاحه في العفو عن البارزانيين وقال له ليس عندي الان سوى هذا الخنجر الكردي الذي احمله معي صباح مساء واني اقدمه هدية لك. وقد اطلعني حسين على هذا الخنجر الذي يعتز به كثيرا. ثالثاً: حسين جميل نقيب المحامين واول رئيس لاتحاد المحامين العرب كانت نقابة المحامين العراقيين في الخمسينيات ذات شأن ووزن له قيمته في الحركة الوطنية العراقية لما يتمتع به محامون وطنيون مستقلون افذاذ ودورهم في مسار الحركة الوطنية وكان انتخاب حسين جميل سكرتير الحزب الوطني الديمقراطي له اهمية في انتخابه نقيبا للمحاميين ثم للكفاءات القانونية التي يمثلها حسين كمثقف وقانوني بارز وكديمقراطي اصيل الامر الذي بوأه ليكون اول رئيس لاتحاد المحامين العرب واول واضع لنظام هذا الاتحاد. rnرابعاً: حسين جميل يكلف من عبد الكريم قاسم رئيس منظمة الضباط الاحرار لمقابلة عبد الناصر يقول حسين جميل جاءني رشيد مطلك وهو صديق عبد الكريم وصفيه الامين ليخبره بان الزعيم عبد الكريم يطلب منك الذهاب الى مصر ومقابلة عبد الناصر باعتبار عبد الكريم رئيسا للضباط الاحرار وممثلا له وتسأله ماذا يكون موقف العربية المتحدة من ثورة يحدثها الضباط العراقيون وهل بامكانه مفاتحة الاتحاد السوفيتي بحكم صداقته مع قادة الاتحاد الى غير ذلك وهل تتحرك الامبريالية الغربية للتدخل يقول حسين وفي مؤتمر المحامين العرب التقيت فؤاد جلال على ما تسعفني الذاكرة للذهاب معا الى مصر وقلت له اني احمل رسالة من عبد الكريم قاسم الى جمال وفعلا سافرنا الى هناك والتقيت بعبد الناصر في داره في منشية البكري وكانت المقابلة جيدة فقد قال عبد الناصر انه سيضع كل القوات تحت تصرف العراقيين وانه سيهب حالا لاسناد العراق ووعد بمفاتحة الاتحاد السوفيتي وضمان تضامنه مع العراق ويقول حسين ان عبد الناصر استبعد تدخل الدول الغربية وحتى انكلترا في الشأن العراقي ما دامت مصالح البترول لم يطرأ عليها ما يضر المصالح الامبريالية ويقول حسين انه اطلع الجادرجي ومحمد حديد على سفره الى القاهرة وقدم لكامل تقريرا عن سفره ومقابلته عبد الناصر هذا وقد اطلعني شخصيا على صورة فوتوغرافية لعبد الناصر وحسين جميل محفوظة في داره. rnخامساً: حسين جميل بعين سفير للهند وجهود جواهر لال نهرو للمصالحة بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم التي باءت بالفشل. ذكر لي حسين جميل انه التقى بجواهر لال نهرو واخبره بأنه سكرتير للحزب الوطني الديمقراطي وهو حليف معنوي لحزبكم لدرجة ان الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال اتفقا على تأسيس حزب باسم حزب المؤتمر تيمنا بحزبكم وبدا لحسين ان نهرو عارف بكل واقائع الحركة الوطنية العراقية. يذكر حسين جميل ان صداقة عقدت بينه وبين نهرو ثم ان نهرو استدعاني لزيارته وفي مقابلة معه قال لي ان جمال عبد الناصر تطور كثيراً وهو الان مستعد لعقد اجتماع بينه وبين عبد الكريم قاسم ينهي كل خلافا
ذكريات مع حسين جميل
نشر في: 2 يونيو, 2010: 04:51 م