كتب / زيدان الربيعيمعرض جميل ذلك الذي اقامه المصور المبدع قحطان سليم قبل ايام بمناسبة مرور عام كامل على رحيل شيخ المدربين عمو بابا الذي قدم للكرة العراقية ما لم يقدمه الآخرون حيث اعادنا سليم الى ايام جميلة عاشتها الكرة العراقية بمعية بابا وهو يقلدها اروع باقات الإنجازات في العقدين السبعيني والثمانيني يوم كان المدرب الأشهر وما زال في المنطقة العربية بأسرها حتى وهو ينام قرير العين تحت ارض العراق المعطاء .
حصل بابا على حب وتقدير الجماهير وتكريم بعض المسؤولين العراقيين والعرب له في مناسبات عدة ولم تكن هذه المكارم لسواد عيونه، بل لأنه إنسان مخلص في عمله وغير مجامل وهذا الإخلاص قاده لتحقيق نجاحات كبيرة شهدها القاصي والداني.لكن ما أن رحل عمو بابا حتى علت أصوات عدة " مسؤولة وغير مسؤولة" تنادي بضرورة تخليد هذا الرجل بوسائل شتى، لكن يبدو وكما يشير الواقع وبعد مرور عام كامل تقريبا على رحيل هذا الرجل عنا وبقائه حاضرا في أذهان وضمير وذاكرة العراقيين أن أي شيء من الأشياء التي تخلد عمو بابا لم يتحقق على أرض الواقع، فلا شارع أصبح باسمه ولا تمثال حجز مكانا له في وسط ساحة من ساحات بغداد العديدة ولا متحف يضم مقتنياته وصوره وبعض من الذي تبقى من إنجازاته ولا ساحة عشبية تحمل اسمه ولا بطولة كروية سنوية تم الإعداد لتنظيمها ، ولا سؤال عن عائلته من قبل أي جهة رياضية أو غير رياضية ولا متابعة للشخص الذي كان يرافقه ويرعاه قبل وفاته ، حيث كانت وصية عمو بابا أن تتم رعاية هذا الشخص الذي لا نعرف الآن أين حلّ به الزمان.وبما أن ذكرى رحيل عمو بابا مرت باستحياء امام المبادرات الخجولة التي اقامها البعض كنت أتمنى ان يقيم الاتحاد العراقي لكرة القدم باعتباره المسؤول الأول عن لعبة كرة القدم في البلد احتفالا كبيرا بالمناسبة يجمع فيه فريقين كبيرين من فرق الدوري بحمل كل اللاعبين صورة عمو بابا على قميصه مكتوب عليه : لن ننساك يا بابا، لأننا بهذه العبارة سنعطي دافعا لكل الأجيال لكي تبدع وتتألق وتعمل بإخلاص.اذكر اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة وكل المسؤولين العراقيين بان احتفالية ذكرى وفاة عمو بابا كان لابد من ان تكون عرسا كبيرا من خلال التعاون بين الجميع، لأننا كعراقيين نحتاج هذه الاحتفالية حتى نرسل رسالة لكل العالم تشير سطورها إلى أننا أوفياء لرموزنا وأبطالنا وأن هذه الذكرى تجسد بشكل حقيقي تعاون المؤسسات الرياضية العراقية فيما بينها، لأن بعض وسائل الإعلام الخارجية حاولت شق الصف بين هذه المؤسسات حتى تضعف الصوت العراقي في المؤتمرات والبطولات الخارجية.أتمنى مخلصا أن لا تمر ذكرى رحيل عمو بابا في الاعوام المقبلة مرور الكرام، لأنه لو مرت بالطريقة التي شهدناها هذا العام يقينا اننا جاحوين بحق أنفسنا أولا وبحق رموزنا ثانيا وبحق مستقبلنا الرياضي ثالثا.
أين متحف عمو بابا ومن ينفذ وصيته بحق عائلته ؟

نشر في: 2 يونيو, 2010: 05:34 م