إكرام زين العابدينالعالم يعيش حمى مونديال جنوب أفريقيا بكرة القدم بعد أن دخل العد التنازلي لموعد انطلاق البطولة حيث سيكون يوم الجمعة المقبل الحادي عشر من الشهر الحالي عرساً كروياً لإفريقيا والعالم .ولم تعد البطولة مجرد مباريات تتنافس فيها الفرق بل إنها أصبحت مهرجانا لكل الدول المشاركة بالمونديال اضافة الى الدولة المنظمة أيضا .
العالم بدأ يبتكر أساليب جديدة بالمشاهدة والتشجيع في مباريات المونديال منها نصب الشاشات العملاقة في الساحات العامة او الأندية الرياضية او استغلال المقاهي وصالات التسلية لنصب شاشات كبيرة في انتظار الرواد من الشباب وهذه الحالات تنتشر في العديد من الدول العربية والأجنبية بحيث ينتظر صاحب المقهى او الصالة الحدث الرياضي بفارغ الصبر لكي يجني أرباحاً هائلة من خلال كسب الزبائن وتقديم خدمات تليق بهم ، وانتشرت هذه الحالة بشكل كبير بعد تشفير المباريات من قبل قناة الجزيرة الرياضية ما جعل الكثير من المتابعين يحرمون منها ويلجأون الى بدائل الشاشات والمقاهي .وفي بغداد نحن مازلنا بعيدين عن العالم وعن حمى المونديال والمشاهدة الجماعية من خلال المقاهي والصالات والشاشات العملاقة قليلة جدا بل إنها غير موجودة في اغلب أحياء العاصمة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وكذلك عدم وجود طاقة كهربائية كافية لتشغيلها، ما يجعل الشباب يتجهون للمشاهدة البيتية من خلال القنوات الأرضية التي تقوم بنقل بعض المباريات على أمل إشباع رغبتهم الجامحة بمتابعة مباريات كأس العالم أسوة ببقية خلق الله . وللأسف فان القطاع الخاص لم يتفاعل مع المونديال ومازال بعيدا عن أجوائه ولم يساهم بشكل فعلي في توفير فرص للمواطن المسكين لحضور كأس العالم بجنوب أفريقيا من خلال ربح بطاقات سفر للمونديال كما هو موجود في بقية بقاع الأرض .اما الجهات الرياضية الحكومية وغير الحكومية فهي أيضا مازالت غير مكترثة بالحدث المونديالي المهم الذي سيشغل العالم لمدة شهر كامل والدليل أننا مازلنا ننظم بطولتنا المحلية العتيدة لكرة القدم (الدوري الممتاز) غير مهتمين بتلك البطولة وبضرورة ان يتفرغ رياضيو كرة القدم خلال المونديال لمتابعة كل جديد على أمل ان يتعلموا من فنون المونديال دروساً تنفعهم في المستقبل وتساهم في تطوير كرة القدم العراقية .ان مباريات مسابقة الدوري الممتاز العراقي ستكون بطولة نشاز بفرقها الـ(35) خلال فترة المونديال لان المتابع البسيط سيلعن اليوم الذي قرر فيه متابعة الدوري واقتطاع جزء من وقته الضائع بعد ان يشاهد ملاعب جنوب أفريقيا الخلابة والجميلة ، اضافة إلى الأطباق الكروية التي ستقدمها فرق العالم الـ32 على مدى 30 يوما .وعلينا ان نرفع صوتنا بقوة وان نطالب بان يكون العمل الرياضي في الأشهر المقبلة مبنياً على أسس صحيحة بعيداً عن القرارات الارتجالية التي تتخذ بسرعة من دون استشارة او معرفة عواقبها الخطيرة وخاصة المتعلقة بالدوري الكروي او إعداد المنتخبات الوطنية ، لأننا مازلنا نلعب في الدوري ألتأهيلي وأمامنا تسعة ادوار أخرى لكي تنتهي معمعة الممتاز وندخل بعدها مسلسل دوري النخبة الكروي الذي سيضم 12 فريقا ويحتاج لشهر إضافي للانتهاء منه ما يجعلنا نترحم على دوري الموسم الماضي الذي انتهى بالشهر الثامن ، وان تكون الانتخابات المقبلة خير علاج لأمراضنا الكروية المستعصية .ikramsport@yahoo.com
في المرمى: كرة مونديالية ام محلية؟
نشر في: 2 يونيو, 2010: 05:42 م