اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الفلوجة.. مدينـة الأطــفال المشـوهـين

الفلوجة.. مدينـة الأطــفال المشـوهـين

نشر في: 2 يونيو, 2010: 05:48 م

الفلوجة/ إيناس طارق تصوير/ مهدي الخالديإذا كان الجانب المشترك في حياة الطفولة هو البراءة فان أطفال منطقتي الجولان والعسكري يشتركان في التشوهات الخلقية التي اصبحت ملازمة لاطفالهم بعد أن يروا نور الحياة لكن نورها بالنسبة لهم  مشبع بالسيفور الابيض الذي اقتنص منهم الطفولة والعيش بسلام.
الفلوجة المدينة التي نفضت غبار الارهاب والقاعدة لتعود من جديد تكسو ارضها بربيع دائم وسط حزن عميق ترك الارهاب بصماته على الجميع،فضلا عن الاوضاع التي مرت على الفلوجة في 6 سنوات مضت  من تفجيرات ومواجهات واغتيالات وتسربات اشعاعية،كل ذلك نتج عنه بيئة ملوثة، اضافة إلى الولادات  المشوهة بشكل يفوق الخيال والسكان يتنفسون الحياة بقدرة قادر.مريم،مصطفى، عمار وزهراء عبد الرحمن، نماذج لأطفال يعانون من مرض واحد هو التشوه،كل طفل في بيت ولكل واحد منهم قصة مؤلمة له ولاهله.من اين أتت هذه التشوهات؟ولماذا أصبحت  ظاهرة في الفلوجة، وبسرعة البرق  ظهرت نتائجها المخيفة؟ماهو نوع المعالجات الحكومية لمثل هذه الظاهرة التي انتجتها الحروب المتواصلة التي عانينا منها وهل سوف سيبقى الحال على ما هو  عليه ام ماذا.أسئلة عديدة طرحت علينا في كل بيت زرناه في هذه المدينة المنكوبة، لكن الحقيقة كانت مأساة مؤلمة ونحن نشاهد هؤلاء الأطفال بعيدين كل البعد عن الواقع وما تتحمله عوائلهم من ألم  وحزن وهي تراهم  يودعون الحياة حين بعد حين.قبل عام تقريبا.وبعد مرور عام من  توجه فريقنا الصحفي إلى المدينة  للمساهمة والتبرع بمئة شتلة زيتون للمساهمة في إرساء تشجيرالمدينة ورسم لوحة خضراء لوطن جديد، صدمنا في زيارتنا هذا العام بمشاهدة الاطفال المشوهين وهم يتشبثون بالحياة  وهم يحبون   على ظهورهم  فضلا عن انهم لا يستطيعون نطق كلمة واحدة،فقط أعينهم ترى ما يدور حولهم ويبدأون بالصراخ من شي اولاشي!.rnثلاثة اطفال في بيت واحدمريم تبلغ من العمر 5 اعوام  تواجه الموت بين ساعة واخرى، كانت ضحية الاسلحة العشوائية المشعة التي استخدمت في قصف مدينة الفلوجة عام 2003 و2004 تقول ام مريم كنت في بيت عائلتي الساكنة في منطقة العسكري القريبة من الحي الصناعي الذي قصف من قبل القوات متعددة الجنسية وفي ذلك الوقت كنت حاملاً بمريم في الشهر الثاني وبعد مرور عدة اشهر على  الحمل بدأت تظهر على جسمي تشققات جلدية دموية،الامر الذي اثار الخوف والفزع لدى عائلتي وبعد أن نقلت إلى المستشفى العام في الفلوجة اخبرتني الطبيبة بضرورة اجراء فحوصات طبية لتحديد نسبة اصابتي بالاشعاع لانه  وحسب تشخيص الطبيبة خولة  هذه اعراض الاصابة بالتلوث الاشعاعي، وفجاءة صمتت  ام مريم عن الكلام و ذهبت مسرعة إلى  ابناءها الثلاثة لانهم  بداوا بالصراخ بعد سماعهم صوت رنين جرس باب المنزل! حقيقة الموقف  كان من الصعب تحملها او حتى وصفها لان الاطفال الثلاثة  لايستطيعون غير الرمق بنظرات عيونهم  إلى  مايدور حولهم ولا يمكن لاحد فهم ما يدور في بالهم او حتى الوصول إلى فهم طلباتهم،الامر الذي دعا والد ام مريم اكمال الحديث معنا،وكان شديد التألم  والحزن على مااصاب ابنته من نكبة كما يسميها  قال: هذا حالة ابنتي، ثلاثة أطفال في غرفة صغيرة  لا يستطيعون الحراك وتحملهم جميعهم في وقت واحد فمريم تبلغ 5سنوات،عمار 4 سنوات  ومصطفى عامين ،والدتهم كانت حاملاً بمريم وجاءت لزيارتنا قبل البدء بالعملية العسكرية من قبل القوات المتعددة الجنسية على الحي الصناعي الذي كان وكراً للقاعدة وبعد فترة بدأت ام مريم  الصراخ بسبب ظهور بقع جلدية على جسمها وتمت معالجتها لكن بعد عدة اشهر من ولادة مريم أجرت الفحص في المستشفى الأردني عبر جهاز فحص نسبة الاشعاع في الجسم فجاءت نتائج الفحوصات أن ابنتي تحمل نسبة من التلوث الإشعاعي في الرحم وعندما أرشدنا إلى طبيب أكد أن ابنتي مصابة بجرثومة بمنطقة الرحم،سحب الكتاب منا عنوة في المستشفى ومزق أمام أعيننا!! ولا نعلم لماذ ا؟؟وبعد ولادة الطفل الثاني والثالث تكررت الحالة،و اكد الأطباء في مستشفى الفلوجة العام أن إصابتهم كانت بسبب الإشعاعات التي تعرضت لها المدينة لكن خوف الأطباء من ذكر هذا الكلام في تقاريرهم الطبية  لانهم ممنوعون من التصريح بذلك.فهل يمكن تصور حالة الطفلة مريم  لا نها تحتاج إلى التزود بالدم كل ثلاثة أيام،اضافة إلى عجز الكلية اليسرى وهذا حال إخوتها الاثنين أيضا، نفس الإعراض،ويضيف جد الأطفال حاولنا معالجة الأطفال في إحدى الدول المجاورة لكنهم قالوا لا يوجد علاج لمثل حالتهم لأنهم مصابون بالإشعاع وجسدهم مشبع به،إضافة إلى أن والدهم يعمل باجرة يومية مقدارها 15 ألف دينار لا تكفي لسد متطلبات حاجاتهم اليومية من (فوط  الأطفال)إضافة إلى الدواء،فهم يحتاجون إلى ثلاث علب كل 3 أيام وثمنها  يتجاوز 28 ألف  دينار وعلبه  دواء أخرى يحتاجونها أسبوعيا  يبلغ سع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram