وديع غزوانبمصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات , تكون مرحلة جديدة وحاسمة من المشاورات الجدية بين القوى السياسية قد بدأت للاتفاق على تشكيل الحكومة المتنازع على منصب رئيسها . واذا كانت تحاورات الكتل السياسية الفائزة في مرحلة ما قبل المصادقة على النتائج ,
قد اتسمت بمجاملات ومحاولات تمهيدية لاصطفافات وتحالفات اولية للحصول على ثقل يؤهلها لانتزاع مكاسب اكبر في عملية تقسيم المناصب , فان المرحلة الحالية تفرض على هذه القوى تسريع خطاها للاتفاق على سقف زمني لتشكيل الحكومة المتأخرة في تسمية رئيسها , بعد ان حسم امر من يتولى رئاسة الجمهورية وموافقةالقوى السياسية الرئيسة على مرشح التحالف الكردستاني الرئيس جلال طالباني , ومادام هنالك شبه اتفاق على ان يتم حسم امر الرئاسات الثلاث بحزمة واحدة , فان المطلوب من الكتل السياسية حزم امرها وترجيح مصلحة الشعب على اي شيء آخر , وتجنب تصعيد الموقف بسجالات واتهامات خطيرة بدون دليل من قبل سياسيين لقوى كان لها دور في عملية التغيير التي شهدها العراق في نيسان 2003 وما بعده .وربما يجدر بنا في هذا الموقف ان نستلهم درساً آخر من التجربة الكردستانية عندما وجدت قيادة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين , بان الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب وتاريخه وتضحياته يتطلب سمواً وارتفاعاً على كل خلافاتهما , وعن هذا الامر قال رئيس إقليم كردستان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في كلمته اثناء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني ( اثبتت التجارب انه كلما كان الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي متفقين كان ذلك دافعاً لتقدم الوضع في كردستان , فالشعور بالمسؤولية دفع الجانبين للقضاء على الخلافات وبناء الثقة ووحدة الموقف والصف لتجاوز المصاعب ووضع ستراتيجية للتعاون المشترك .. الاتفاق الستراتيجي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي ضرورة لحاضر ومستقبل إقليم كردستان .).لانريد ان نمنح انفسنا فرصاً وهمية للتفاؤل , غير اننا واثقون من حتمية التوصل الى نتائج قد لاتكون على وفق حجم طموحاتنا , لكنها بشكل اوبآخرلابد من ان تنسجم ومتطلبات المرحلة ولو بحدود معينة , لذا فامنياتنا كما نعتقد يجب ان تركز في المرحلة القادمة على المطالبة ببرلمان قوي قادر على ان يكون ضمير الشعب وساعده لمحاربة الانحرافات والتجاوزات ومن اية جهة بعيداً عن اساوب المساومات و الصفقات .. وكما ان دقة المرحلة توجب تشكيل حكومة قوية قادرة على انجاز استحقاقات جموع المواطنين وتنتشلهم مما عانوه , غير مثقلة بالمحاصصة, فان ماهو اهم العمل على تفعيل دور البرلمان ولجانه وان لاينسى اعضاؤه انهم ممثلو كل الشعب فيعملون تحت قبته على وفق هذا الفهم وليس سواه .ممثلو الاحزاب اكدوا جميعاً ومن خلال كلماتهم في مؤتمر الا تحاد الوطني الكردستاني الثالث , اهمية تشكيل حكومة تنهض بمسؤولية تحقيق اهداف الشعب ,وتحترم الدستور , الا ان تصريحات بعض قيادييها تعكس غير ذلك وتنم عن تمسكهم بموقف منغلق ومتعصب لايمكن ان يفسر بغير محاولة الاستئثار.. موقف لاتخفيه كل الكلمات والجمل المنمقة عن الديمقراطية وشراكة وطنية وغيرها , لذا فالمطلوب تحالف وطني يترجم تمسكه بالعراق وشعبه بفعل صادق وحقيقي .
كردستانيات ..الشعور بالمسؤولية
نشر في: 2 يونيو, 2010: 06:19 م