الرمادي/ المدىإذا كان الجانب المشترك في حياة الطفولة هو البراءة فان أطفال منطقتي الجولان والعسكري يشتركان في التشوهات الخلقية التي اصبحت ملازمة لاطفالهم بعد أن يروا نور الحياة لكن نورها بالنسبة لهم مشبع بالسيفور الابيض الذي اقتنص منهم الطفولة والعيش بسلام .
الفلوجة المدينة التي نفضت غبار الارهاب والقاعدة لتعود من جديد تكسو ارضها بربيع دائم وسط حزن عميق ترك الارهاب بصماته على الجميع ،فضلا عن الاوضاع التي مرت على الفلوجة في 6 سنوات مضت من تفجيرات ومواجهات واغتيالات وتسربات اشعاعية ،كل ذلك نتجت عنه بيئة ملوثة، اضافة إلى الولادات المشوهة بشكل يفوق الخيال والسكان يتنفسون الحياة بقدرة قادر.مريم ،مصطفى، عمار وزهراء عبد الرحمن ، نماذج لأطفال يعانون مرضا واحدا هو التشوه،كل طفل في بيت، ولكل واحد منهم قصة مؤلمة له ولاهله .ومريم تبلغ من العمر 5 اعوام تواجه الموت بين ساعة واخرى ، كانت ضحية الاسلحة العشوائية المشعة التي استخدمت في قصف مدينة الفلوجة عامي 2003 و2004 تقول أم مريم كنت في بيت عائلتي الساكنة في منطقة العسكري القريبة من الحي الصناعي الذي قصفته القوات متعددة الجنسية وفي ذلك الوقت كنت حاملاً بمريم في الشهر الثاني وبعد مرور اشهرعدة على الحمل بدأت تظهر على جسمي تشققات جلدية دموية ،الامر الذي اثار الخوف والفزع لدى عائلتي وبعد أن نقلت إلى المستشفى العام في الفلوجة اخبرتني الطبيبة بضرورة اجراء فحوصات طبية لتحديد نسبة اصابتي بالاشعاع، لانه وحسب تشخيص الطبيبة (خولة) هي اعراض الاصابة بالتلوث الاشعاعي ، وفجأة صمتت أم مريم عن الكلام وذهبت مسرعة إلى ابنائها الثلاثة لانهم بدأوا بالصراخ بعد سماعهم صوت رنين جرس باب المنزل ! حقيقة، الموقف كان من الصعب تحمله او حتى وصفه لان الاطفال الثلاثة لايستطيعون غير التزاول بنظرات أعينهم إلى مايدور حولهم ولا يمكن لاحد فهم ما يدور في بالهم او حتى الوصول إلى فهم طلباتهم .تفاصيل ص9
فـي الفلوجة .. السكان يتساءلون من يعالج أطفالنا وهل يبقى الحال كما هو عليه ؟
نشر في: 2 يونيو, 2010: 08:49 م