TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > (كارل بوبر) نصوص ودروس

(كارل بوبر) نصوص ودروس

نشر في: 4 يونيو, 2010: 04:40 م

السید عمار أبو رغیفالقسم الثانيالباحث العلمي ـ سواء أكان نظرياً ام تجريبياً ـ يضع امامه قضايا او انساقاً من القضايا، ثم يعكف على اختبارها خطوة بعد اخرى. وفي اطار العلوم التجريبية خاصة يبني الباحث فروضاً ويشيد انساقاً نظرية، ثم يختبرها مقارناً بينها، عبر المتابعة والتجريب.
اعتقد ان مهمة منطق الكشف العلمي او منطق المعرفة هي ان یقدم التحليل المنطقي لمناهج العلوم التجريبية. ولكن ما هي مناهج العلوم التجريبية، وما هو ما ندعوه بالعلم التجريبي؟rn1 ـ اشكالية الاستقراءهناك رؤية ذائعة ـ جاءت متعارضة مع هذه الدراسة توقن بان العلوم التجريبية تتميز في الواقع بانها تستخدم «المناهج الاستقرائية»، كما يصطلح عليها اصحاب تلك الرؤية. ومن ثمّ يتعين على منطق الكشف العلمي ان يتطابق مع منطق الاستقراء، ويمتثل لمنطق التحليل الذي تعتمده تلك المناهج الاستقرائية.عادةً ما يطلق على استدلال ما مصطلح «الاستقراء»، اذا ما كان هذا الاستدلال عبوراً من قضايا شخصية (وتدعى احياناً قضايا جزئية ايضاً) نظير العبور من نتائج المشاهدات او التجارب الى القضايا الكلية كالنظريات والفروض.غير انه من البعيد منطقياً سلامة استنتاج القضايا الكلية من قضايا جزيئة اياً كان عددها، اذ من الممكن دائماً ان تخرج هذه القضايا كاذبة، اجل ليس مهماً العدد الكبير من البجع البيضاء التي شاهدناها، فهذه المشاهدات لا تبرر لنا تقرير ان كل البجع بيضاء.اضحى الاستفهام عما اذا كان الاستنتاج الاستقرائي مسوَّغاً او تحت اي شروط يتم هذا الاستنتاج، معروفاً بـ «مشكلة الاستقراء».ومن الممكن ان تتخذ مشكلة الاستقراء صورة اخرى، ذلك ان يكون الاستفهام عن صحة او حقانية القضايا الكلية القائمة على اساس التجريب، كما هو الحال في الفروض والافاق النظرية للعلوم التجريبية. يعتقد كثير من الناس بان صدق هذه القضايا الكلية «عُرف بواسطة التجربة». غير انه من الواضح ان نتيجةً لتجربة ما سواء أكانت ملاحظة ام كانت اختباراً ـ ليست الا قضية شخصية وليست قضية كلية، ومن ثمّ فأولئك الذين يقولون ان القضايا الكلية نتعرف على صدقها من خلال التجربة يقصدون عادةً ان صدق تلك القضايا الكلية يختزل بطريقة ما في صدق القضايا الجزئية، التي عرف صدقها عبر التجربة، ومن ثم فالقضايا الكلية تقوم على اساس الاستنتاج الاستقرائي. اذن فالاستفهام: هل قوانين الطبيعة صادقة؟ تعبير آخر عن الاستفهام: هل الاستنتاجات الاستقرائية مبررة؟أجل اذا اردنا ان نعثر على تبرير للاستنتاجات الاستقرائية علينا اولا وقبل كل شيء ان نؤسس لـ «مبدأ الاستقراء». هذا المبدأ ينبغي ان يكون قضيةً يمكن ببركتها منح الاستقراء صورةً منطقية مقبولة. مبدأ الاستقراء ـ في عيون انصار منطق الاستقراء ـ مبدأ خطير للغاية في منهج العلم، ان ... مبدأ الاستقراء ـ كما يقول رايشنباخ ـ «هو الحكم الفصل بين النظريات العلمية، واقصاءه من العلم يعني سلب العلم القدرة على تمييز الصادق او الكاذب بين نظرياته. وبدونه لا يتبين العلم نظرياته من الأخيلة والاوهام المستبدة بعقول الشعراء»إلا ان مبدأ الاستقراء هذا لا يمكن ان يكون حقيقة منطقية خالصه نظير تحصيل حاصل او قضية تحليلية. اذ لو كان على غرار المبدأ المنطقي الخالص لما كانت هناك مشكلة الاستقراء. حيث في حال كونه مبدأً منطقياً تضحى جميع الاستنتاجات الاستقرائية منطقية خالصة او تحصيلات حاصل يستحيل كذبها، على غرار الاستنتجات في المنطق الاستنباطي. إذن; يجب ان يكون مبدأ الاستقراء قضية تركيبية، اي قضية لا يكون تكذيبها محالاً بل ممكناً منطقياً، من هنا يطرح الاستفهام التالي: لماذا يكون مثل هذا المبدأ مقبولاً عامةً، وكيف نستطيع أن نبرر قبوله على قاعدة عقلانية؟يندفع بعض المؤمنين بمنطق الاستقراء بلهفة مع رايشنباخ ليقرروا: «إن مبدأ الاستقراء يقره جلياً العلم عامةً، وما من احد يستطيع جاداً ان يرتاب بهذا الاصل في اي يوم من حياته»غير اننا لو سلمنا في النهاية ان الحال كذلك (يقره العلم عامة) فلا ازال ازعم ان مبدأ الاستقراء زائد، ويقود الى تناقضات منطقية.تلك التناقضات ـ التي تنشأ مترابطة بيسر جراء مبدأ الاستقراء ـ تبدو واضحة منذ اعمال «هيوم» ايضاً، وتجنبها اذا كان ممكناً فهو لا يتم الا عسيراً. اجل فمبدأ الاستقراء لابد ان ينطوي على قضية تركيبية، من ثم اذا اردنا التأكد من صدقها عبر التجربة علينا اللجوء الى الاستنتاج الاستقرائي، ولنبرر الاستنتاج الاستقرائي علينا اعتماد مبدأ للأستقراء اعلى من الاول، وهكذا دواليك. إذن ستفشل محاولتنا لتأسيس مبدأ الاستقراء، حيث انها ستتركنا بيد متراجعه لانهائية (التسلسل المحال).حاول «كَنْت» ان ينأى بمنهجه عن هذه المشكلة، عبر التمسك بمبدأ الاستقراء (الذي وضعه على صورة مبدأ السببية العامة)، كقانون قبلي.ولكن لا اعتقد ان محاولة كَنْت البارعة في توفير التسويغ القبلي للقضايا التركيبية محاولة موفقة.رؤيتي هي: ان مشكلات منطق الاستقراء المتعددة التي رسمناها عصية عل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram