بغداد / سها الشيخلي دارت احداث هذه الجريمة قبل عدة سنوات، وما نشرها الان الا تذكرة لكل من الاباء والابناء بالالتزام والحرص على  اتباع التربية السليمة والتأكيد على  الخلق القويم وعدم الاستهانة  بالقيم الاخلاقية والاداب العامة، ولا يفوتني ان اذكر الام ومن خلال احداث هذه الجريمة ان لا تفرط في تدليل الابناء لانها وبدون وعي منها انما تقودهم الى الانزلاق في مهاوي الرذيلة كما حدث للطالبة (ص- ب)،
 والتي دفعت حياتها ثمنا لعدم ادراكها لما تقوم به بعد ان اعمى الحب بصيرتها وكانت السبب في وفاة والدها ايضا، وخسارتها لحياتها.  فصول الجريمةيحدثنا المحامي علي جابر عن فصول احداث هذه الجريمة فيقول: نشأت المجني عليها (ص – ب) وسط عائلة ثرية وكانت الابنة الوحيدة المدللة للعائلة حيث لم ترزق عائلتها بابناء سواها، وكان الابوان ينفذان كل مطاليبها مهما عزت وكثرت، ودخلت الابنة ارقى الكليات وكانت على جانب كبير من الجمال، ونشأت بينها وبين زميل لها قصة حب كبيرة، وبما انها مدللة فقد اعطتها والدتها فسحة من الحرية في الخروج للنزهة  والذهاب الى اي مكان دون علم الاب طبعا، فكانت تذهب مع زميلها الى نزهات وسفرات عديدة، وقد اخبرت والدتها انها على علاقة مع زميلها وسوف يتقدم لخطبتها حال تخرجهما، ولم تمانع الوالدة في ذلك لحبها الكبير لابنتها ولحرصها على الموافقة على خروجها دون اذن من ابيها في اي وقت تشاء، وفي غمرة ذلك الحب سلمت الفتاة نفسها لزميلها وحدث المحظور، فبعد اشهر قليلة ظهرت بوادر الحمل على الطالبة مما جعلها في ورطة، فكيف ستداري فضيحتها واثار الحمل ستفضح فعلتها، فكاشفت امها بالامر، وصارت السيدتان تبحثان عن مخرج للفضيحة المرتقبة، فلا يمكن الذهاب الى مستشفى او طبيبة لاسقاط الجنين، ولم يكن في مقدورهما السكوت بعد ان تنصل الحبيب عن فعلته وقطع صلته بالفتاة حال مفاتحة امها بزواجهما فورا، فاقترحت الام الذهاب الى قابلة ماذونة لاسقاط الجنين بعملية الاجهاض لقاء مبلغ كبير.فاجعة الاموبعد مماطلات واتفاقات مع القابلة المأذونة ذهبت الفتاة مع امها لاجراءعملية الاجهاض، ومع كون الجنين قد بلغ الشهر الثالث من العمر فقد كان من الخطورة اجراء عملية الاجهاض، الا ان كل من الام والابنة لم يجدا  وسيلة غير الرضوخ للامر الواقع وقبول مخاطر العملية، ورغم كون القابلة مشهودا لها بالخبرة والكفاءة الا انها فشلت في الحفاظ على حياة الشابة الحامل، وماتت الشابة بين يدي القابلة مع وضع الام في موقف صعب للغاية، فماذا ستقول لوالد الشابة عن اسباب مو ت ابتهما الوحيدة وكيف ستداري الفضيحة وسبب الوفاة واضح ومفضوح ايضا. وبين فجيعة الام بوفاة ابنتها الوحيدة وصعوبة نشر الخبر،  وصل الخبر الى الوالد، وحينما علم باسباب الوفاة لم يتحمل الصدمة ذلك الشيخ المسكين فاصيب بالجلطة وفارق الحياة في الحال، وبقيت الام الثكلى التي فقدت ابنتها وزوجها في يوم واحد  كالمجنونة لا تدري ماذا تفعل وقد حلت عليها المصائب مرة واحدة فهي لا تدري ماذا تفعل او تقول، وتبقى اسباب وفاة الشابة محيرة ومحرجة لذويها، فمن هو الملام في هذه القضية؟ ومن هو الجاني الحقيقي في عملية الاجهاض؟ وما هي العقوبة القانونية على  هذه الجريمة؟ ويؤكد قانون العقوبات ان الحبس هو العقوبة المحددة لمقترف هذه الجريمة. الاجهاض وعقوبته القانونيةعن ذلك يحدثنا المحامي علي جابر عن الاجهاض قائلا: الاجهاض معناه الابعاد او التخلص من الجنين قبل المدة الطبيعية للولادة والتي تحدد بعد 180 يوما على الاقل بعد الحمل، فالاجهاض اذن هو اعتداء موجه ليس الى  حياة  كائن حي بل ضد شروط  تكوينية. ويؤكد جابر ان الاجهاض الذي يعد جريمة في نظر القانون هو ايضا غير مقبول من الناحية الاجتماعية والاخلاقية في العديد من البلدان ولو ان بعض الدول قد اباحت الاجهاض لسبب او لاخر..  وهنا  يختلف الاجهاض الذي يشكل في نظر القانون جريمة  عن الاجهاض الذي يامر به الطب حماية لحياة  الام، الا ان موضوعنا هو الاجهاض الجنائي حيث يعد شديد الخطورة على الهيئة الاجتماعية. ويوكد جابر  ان الاجهاض وان كان يختلف عن قتل الطفل حديث الولادة في بعض صوره الا انه لا يبتعدعنه كثيرا. ويشير الى   ان عقوبة الاجهاض تقع على من يقوم بهذه العملية  المخالفة للقانون والاخلاق العامة وتكون العقوبة اشد عندما يكون الفاعل طبيبا او ممرضة او قابلة او غيرهم، ممن يمارسون مهنة الطب كما يعاقب من تعاون او زين او حبذ الامر او اجرى بعض الطرق لاحداث الاجهاض وهذا ما اشارت اليه المادة 317 من القانون ا لفرنسي. اما المشرع العراقي فقد عالجه بوضعه المواد (417-419) من قانون العقوبات موضوع الاجهاض وبين الحالات التالية. حالة اجهاض المرأة لنفسها. حالة اجهاض المرأة الحامل من دون رضاها حالة اجهاض المرأ ة الحامل من قبل الغير برضاها حالة اجهاض المرأة الحامل لنفسها اتقاء العار او اجهاضها من قبل الغير او اقاربها الى الدرجة الثانية. حالة اجهاض المرأة الحامل برضاها من قبل الغير وادى الاجهاض الى وفاتها. حالة اجهاض المرأة الحامل من قبل الطبيب او الصيدلي او الكيمياوي او قابلة او احد معاونيهم. حالة