TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > افكاره ديمقراطية.. نزعته تقدمية

افكاره ديمقراطية.. نزعته تقدمية

نشر في: 4 يونيو, 2010: 06:13 م

ان اول ما انطبع عن جدي في ذهني هو تواضعه الشديد الذي لا ابالغ فيه اذا ما قلت انه كان نادرا، فهو يتعامل مع أي شخص مهما كان موقعه الاجتماعي باحترام كند له، واعتقد ان ذلك كان نابعا من افكاره الديمقراطية والتقدمية والنزعة الانسانية التي عايشته حتى وفاته،
 فقد كان يحس بالام الفقراء ويحز في نفسه الحرمان الذي يلفهم ويـألم لمظاهر التي يجدها في المجتمع ويستفزه الظلم اينما وقع وعلى من وقع كما اتذكر انه كان يقوم بخدمة نفسه بنفسه ونادرا ما كان يطلب من أي شخص حتى منا نحن الاطفال ومن كان يعمل في الدار ان يؤدي له أي خدمة مهما كانت بسيطة كمناولته قدحا من الماء مثلا، وعندما اضطره المرض في آخر أيام حياته الى الاستعانة بوالدتي لاداء بعض الخدمات له فكان يطلب منها ذلك بتحرج وخجل ومن تواضعه انه كان يحترم كل راي يقال فكان لا ينزعج من الاراء المخالفة لرأيه ولا من الانتقادات البناءة طالما انها كانت نابعة من الرغبة في خدمة المجتمع وتطوره وما اتذكره بها الخصوص انه عندما صدر كتابه (الحياة النيابية في العراق وموقف جماعة الاهالي منها) والذي تضمنت مقدمته اطراءً للمعتزلة وصلته رسالة من حفيده اخي الاكبر؟ بشار عبد القادر الزهاوي الذي كان في بداية دراسته الجامعية في انكلترا، (وهو الان يحمل شهادة دكتور واستاذ في احدى الجامعات) يخالفه الرأي وينتقد موقفه من المعتزلة، وبرغم البون الشاسع بينهما من حيث الفكر والثقافة والسن في وقتها، فانه لم يهمل رسالته واستمرت المناقشات بينهما ولا ادري كيف انتهت ومن الذي انتصر؟ وكان سعيدا ومهتما، بهذه المحاورة والمناقشات، وحتى الانتقادات السلبية التي كانت توجه الى شخصه او مواقفه الفكرية او السياسية كان نادرا ما يرد عليها الا اذا كانت مجافية للحقيقة، وكان يقول انه لاموجب للرد اذا لم يكن من شأنه خدمة الحقيقة فضلاً عن اغلب من انتقده قد انتقل الى رحمة الله وليس بإمكانهم الرد علي، لذا سامحهم الله وسامحنا ان اخطأنا.وكان زاهداً في المال والثروة والمناصب والمراكز التي كان يؤمن بأنها وسيلة لخدمة الناس ومصالحهم وخير مثال على ذلك الواقعة المعروفة والشهيرة عندما استقال من وزارة الارشاد في عهد عبد الكريم قاسم بعد يوم واحد من استيزاره. ولا اتذكر انه كان يرغب حقيقة بأي شيء باستثناء الكتب التي كانت حبه وشغفه الوحيد، وكثيرا ما سمعته يقول يكفي الانسان بيتا يسكنه وموردا يكفل له العيش الكريم، كما كان يقول ان الثروة الحقيقية التي يمتلكها هي رضا الناس عليه هذا الرضا الذي سبق ان عبر عنه عدد كبير من مواطني وطنه عندما انتخبوه اربع مرات لعضوية مجلس النواب وما عبر عنه اخوانه المحامون بانتخابه نقيبا اربع مرات وعندما طلبوا ترشيحه للمرة الخامسة رفض ذلك. ان الكلام عن حسين جميل سيكون ناقصا اذا لم اتكلم عن حبه للنكتة وروايته للطرائف، اذكر من ذلك طرفة وقعت له شخصياً ففي أواسط الخمسينيات سافر مع ابنه علي الى انكلترا لاكمال دراسته الثانوية في احدى مدارسها، واثناء سيرهما في احد شوارع لندن التقيا مصادفة بنوري السعيد الذي بادرهما بالتحية واستفسر عن سبب وجودهما في لندن فلما اخبره بالسبب التفت نوري السعيد الى علي وقال له (عفية علاوي وماذا ستدرس في المستقبل؟فأجابه سوف ادرس الهندسة) وهنا قال نوري السعيد (كلش زين اقرأ هندسة ولا تقرأ لغوة مثل ابوك)؟؟rnعمار عبد القادر الزهاوي حفيد حسين جميل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

علماء يكشفون أن العراق مهد أول حكومة مركزية في التاريخ

بيت المدى يناقش إشكالية "الهوية والدين" والموقف من المجتمع

فنان موصلي يجسد عظمة الحضارة الآشورية بألواح مسمارية تحاكي تاريخ بلاد الرافدين

سيرك جواد الأسدي تطرح قضايا ساخنة في مسقط

اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية

مقالات ذات صلة

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

السفير الفرنسي لـ(المدى): شراكة ثقافية راسخة بين العراق وفرنسا لتعزيز التعليم والفن والحفاظ على التراث

 بغداد – نبأ مشرق أكد السفير الفرنسي في العراق، باتريك دوريل، خلال لقاء خاص مع صحيفة (المدى)، وبحضور الملحق الثقافي منير سليماني ومدير المعهد الفرنسي ساميول مام، أن الشراكة الثقافية بين العراق وفرنسا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram