عبدالله السكوتيوهذه كناية تشير الى الطمع المؤدي الى الضرر، ومما تشير اليه ايضا صغر اذن الجمل وانها لاتناسب ضخامته ويقولون ان الجمل كانت له في ما مضى اذن تناسب بدنه وانه ابصر ذات يوم وعلا له قرون طويلة ومتشابكة فاعجبه منظره، ورأى الوعل وهو يحك قرنه بالصخر، فظن انه ان حك رأسه بالصخر، نبتت له قرون مثل قرون الوعل، فبادر الى حك رأسه بالصخر حكا عنيفا،
فصلم بذلك القسم الاكبر من اذنيه، فعادتا صغيرتين، بينما يقولون ان النعامة خرجت تطلب لها قرنين فعادت بلا أذنين، ويذكرون ان النعامة كانت لها اذنان تناسبان بدنها، وابصرت للظبي اذنين وقرنين، فاشتهت ان يكون لها قرنان مثله، اضافة الى اذنيها، ورأته يحك قرنيه بالصخر، فظنت ان حك الرأس بالصخر، ينتج قرونا وعمدت الى الصخر تحك رأسها به، وكانت العاقبة ان انصلمت اذناها ولم تحصل على شيء.كثيرا مانسمع ان الذي ينظر الى اعلى تنكسر رقبته، ونسمع ايضا ان الذي ينظر الى من هو اعلى منه نقم على ماهو عليه ومن نظر الى من تحته حمد الله على نعمته، ولسنا في هذا ضد الطموح المشروع والاندفاع بالمنجز العلمي او الوطني ولكن نحن ضد المتطفلين الذين يحاولون بشتى الطرق ان يسرقوا الضوء، وان يدعوا ما ليس لهم به علم وهؤلاء انتشروا في الاونة الاخيرة على رقعة اوسع من الوطن وتسنموا المراكز والمناصب مما زاد الطين بلة، لتصبح امور الوطن بالنازل يوما بعد يوم ؛ من الطبيعي ان يكون قول زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون من احسن الاقوال التي تلقي تبعة تخلف الوطن وانحدار الخدمات فيه والعمران على الجيل الحالي الذي فكر بانانية مفرطة ولم يعر الاجيال القادمة شيئا من تفكيره، لقد لوثت مولدات الكهرباء سماء العراق بلا امل يتأمله العراقيون، ان هذه المهنة الطارئة الاستهلاكية ستنتهي في يوم ما، وقد حز بنفوس الكثيرين ان يتصدى شاب بمقتبل العمر الى بيع قناني البنزين ليعود الى البيت ويسمع كلمة الله يساعدك، وآلمني كثيرا ان تتحول الشوارع الى مطاعم وكراجات، في حين ان الكراجات الحديثة، وموجود منها بعد في العراق، تستغل فيها الانفاق وتكون بمعزل عن المارة، كل هذا بطالة مقنعة بلا انتاج ومن دون تطوير ولو بمفصل صغير من مفاصل الصناعة العراقية، كنت بطريقي الى اقتناء قميص جديد حينها رافقني سائق يعمل معنا، وابدى آراء في الاقمشة مثيرة تنم عن معلومات وخبرة، قلت له ما الامر؟ من علمك ذلك فقال المعمل الذي كنت امتلكه في الرصافي فانا خياط، قلت وما الذي أتى بك الى (السواقة)، قال المستورد، فعلمت مايريد حتى القميص الذي كنا نصنعه بالعراق اختفى ليحل محله التركي والصيني، وهذا بسبب بعض الذي رأى الظبي فحاول ان يقلده فصغرت اذناه وتأذى المجتمع نتيجة لذلك.في العديد من المرات قلنا ان الرؤوس وكبرها وضخامة الجثث لاتعني شيئا بمقاييس العقول والكفاءة، وعاتبنا بعضهم بأنهم لايعطون القوس باريها، لكن مع هذا فقد تندرت امام احدهم، اني انتقدت كذا وكذا، فقال لقد فرحنا في بداية التغيير ان الصحف تنتقد المسؤول، ولكن حاليا حتى ان انتقدت فالمسؤول بمعزل ولايعنيه الامر، فخجلت وقلت له انه هواء في شبك.
هواء فـي شبك: (جا الجمل يريدله كرون كصوا اذانه)
نشر في: 4 يونيو, 2010: 07:56 م