إياد الصالحيدور جديد يلعبه الاتحاد الدولي لكرة القدم لتأكيد قوة سطوته على الاتحادات الأهلية الـ208 المنضوية تحت لوائه بتشكيله فريقاً تفتيشياً يتجول على مقرات تلك الاتحادات للتأكد من سلامة أعمالها الإدارية والقانونية وفقاً للوائح الدولية المعتمدة التي أثارت لغطاً كبيراً في بعض الاتحادات العربية "
على وجه الخصوص " نظراً للمتغيرات التي تشهدها قواعد اللعبة وزيادة أعداد الأندية وما يرافقها من تنامي طموح رجالات إداراتها بالترشيح إلى عضوية الاتحاد المحلي (عنوة أحيانا) سواء بتحريك ملفات قضائية ضد رئيس وأعضاء الاتحاد أم بزيادة الضغوط الإعلامية والتظلم إلى الحكومات للتدخل في تغيير تلك اللوائح!حقيقة إن قرار فيفا جاء متأخراً جداً وكان لابد من له أن يطبق إجراءات صارمة منذ فترة طويلة تشعر الاتحادات المحلية بأنه ليس بعيداً عن سجلاتها ومحاضر اجتماعاتها الشهرية والفصلية والسنوية وآلية تنفيذ القرارات ، اذ ان هناك تكاسلاً واضحاً في اتحادات لم تبال لأهمية ترتيب البيت الداخلي للعبة وتفاقم مشكلاتها مع الهيئات العامة خاصة كلما دنى الحديث عن حملات انتخابية لأربع سنوات مقبلة كالتي يعيش العراق اليوم ارهاصاتها في ملف أزمة الكرة ، هذه الجولات التفتيشية ستعزز من الدور الرقابي وهو إجراء وقائي لتحسين وضع تلك الاتحادات التي تشكو سوء تطبيق بعض القوانين مثلما برّر مسؤول فيفا هدف تفقد مقرات الاتحادات الأهلية .هذه الخطوة ستضع كثيراً من الاتحادات تحت طائلة الحساب ، ، وربما سحب الثقة نتيجة فوضى بعضها العارمة في سياسة إدارة للعبة ، ومعروف إن كثيراً من الاتحادات لا تلتزم بعقد اجتماع سنوي مع الهيئات العامة لتبادل الآراء والمقترحات ومحاسبتها إن اقتضت المصلحة في حل مشكلات وخيمة فهي صاحبة الصوت العالي والإرادة القوية على إبقاء أعضاء مجالس إدارات الاتحادات أو دفعهم إلى مغادرة مقاعدهم ، والإتيان بآخرين يشغلون مجالس جديدة يديرون دفتها إلى برّ الاستقرار!أكيد إن القلق يساور قلوب متابعي إجراء فيفا الجديد بممارسة دوره الرقابي خشية تدخل مافيا الفساد المالي لتخريب هدفه النبيل ( نحسب ذلك) ، بدليل أن هناك حكايات واقعية سقط فيها رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وعدد من مسؤولي اللجان الفاعلة في منظومته مثل ملف تنظيم البطولات والتفتيش عن المنشآت الصالحة لاحتضانها وكذلك قضايا التسويق والرعاية وتقييم الاتحادات ، حيث فاحت روائح فساد ورشا وتفسخ ضمائر فضحت أسرارها على صفحات كبرى الصحف والمجلات العالمية فكيف الحال بجولات تفتيشية يراد منها تدقيق أوراق رسمية وخواتيم حسابية وتقارير اجتماعات اتحادات أهلية يتوقف مصير سمعة أوطان على نزاهة وعفة من يديرها لإخماد نار الاتهامات غير المستندة إلى الأدلة والوثائق الدامغتين والتي تلفح هذه الأيام شخصيات رياضية وطنية خدمت المنتخبات والأندية في مجالات عدة ووجدت نفسها محاصرة أمام حملات صحفية مغرضة التوجه والنيات يقودها طارئون فارغون مثل مستنداتهم التي لا تصلح للإشهار لخوائها من الصدقية إلا أنهم يوظفون أقلامهم الصفر كوجوههم لنبش ماضٍ ميت تارة وإحراق صفحات بيض بعود ثقاب الحقد واللؤم والسفاهة تارة أخرى !نأمل أن يلتمس فيفا النجاح في جولاته المكوكية عبر القارات الخمس لمسح تقاليد عمل الاتحادات الأهلية كافة ، ونتمنى أن ينال الجميع ( العين الحمرة) أثناء زيارات التقييم والمحاسبة بغض النظر عن عائدية الاتحاد لنفوذ أبناء أولياء الأمر في هذا البلد او ذاك ، فالعبرة النهائية من عملية (نخل) سجلات الاتحادات كما سماها (فيفا) هي منحه صك البراءة وشهادة النزاهة كل عام من أعلى مؤسسة دولية تعزز الانطباعات التي تدونها الأجهزة الرقابية الحكومية في البلد المعني وربما تخالفها سلباً أو إيجاباً !Ey_salhi@yahoo.comrn
مصارعة حرة: فيفا المفتش
نشر في: 5 يونيو, 2010: 05:04 م