سنغافورة / رويترزأعلنت الولايات المتحدة امس السبت انها تفكر مليا في خيارات جديدة خارج نطاق الامم المتحدة لمعاقبة كوريا الشمالية التي تتهم باغراق احدى السفن الحربية لكوريا الجنوبية وهي الواقعة التي ادت الى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.وتقدمت سول بشكوى الى مجلس الامن الدولي بشأن اغراق الطراد تشيونان في اذار ما ادى الى مقتل 46 بحارا.
 وتتهم سول بيونغ يانغ باطلاق طوربيد على الطراد.وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس امام مؤتمر امني في سنغافورة ان من قبيل «المسؤولية الجماعية» للدول الاسيوية معالجة «الاستفزازات» الكورية الشمالية مما يزيد من الضغوط على الصين لانتقاد حليفتها بيونغ يانغ.واشار غيتس ومسؤولون امريكيون اخرون ايضا الى ان الولايات المتحدة تبحث في اتخاذ اجراءات خارج نطاق مجلس الامن الدولي وقالوا ان واشنطن قد تتصرف بمفردها او قد تنسق الامر مع حلفائها من اجل زيادة عزلة بيونغ يانغ.وكان اغراق الطراد اكبر الحوادث المنفردة دموية منذ الحرب في شبه الجزيرة الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 .وفي محاولة لردع بيونغ يانغ قال غيتس ان واشنطن ستجري المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة مع سول مع تأييد اتخاذ مجلس الامن « لاجراءات.» واضاف دون ان يورد مزيدا من التفاصيل «في الوقت نفسه نحن نجري تقييما لخيارات اضافية لمحاسبة كوريا الشمالية.»وقال مسؤولون امريكيون ان واشنطن تفكر في طائفة من الخيارات منها تشديد العقوبات الاقتصادية وتوسيع نطاق تفتيش السفن الكورية الشمالية.واوضحت واشنطن ايضا انها تريد مزيدا من المساعدة من قبل الصين.وقال غيتس «تضطلع دول المنطقة بمهمة مواجهة هذه الاستفزازات الخطيرة.» واضاف «ان عدم الاقدام على اتخاذ اجراء سيرقى الى كونه تنازلا عن مسؤوليتنا الجماعية الخاصة بحماية السلام وترسيخ الاستقرار في اسيا.»وتنفى بيونغ يانغ المسؤولية عن اغراق الطراد وتتهم الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك باختلاق هذه الحادث لتعزيز فرصه في الانتخابات المحلية التي تجري في بلاده هذا الاسبوع.وفي تصعيد حاد للحرب الكلامية حذرت بيونغ يانغ عدة مرات من خلال وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية من ان «الحرب قد تنشب في اية لحظة.»ونقل المتحدث باسم لي هاتفيا عنه قوله خلال اجتماع مع رجال اعمال على هامش مؤتمر سنغافورة «لا يوجد احتمال بنشوب حرب. هناك سلوك يهدد السلام احيانا وعلى الصعيد المحلي (من جانب كوريا الشمالية) ولكننا سنكبحه.»وهون مسؤولون عسكريون امريكيون كبار منهم الاميرال روبرت ويلارد قائد القوات الامريكية في المحيط الهادي من الموقف قائلا بانه لم تظهر اي بوادر تشير الى ان بيونغ يانغ تعد العدة لتجربة نووية او انها قامت بحشد القوات صوب الجنوب.الا انهم قالوا ايضا ان واشنطن مستعدة لمواجهة مع بيونغ يانغ. وقال غيتس «في رأيي ان القوة العسكرية الامريكية لاسيما القوة العسكرية التقليدية قوية اليوم في الهادي كعهدها دائما. نحن نفكر في سبل دعمها بصورة اكبر.»وقد يجري تأجيل المناورات العسكرية المقررة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حتى يتضح الموقف بشأن الاجراءات التي ستتخذها الامم المتحدة.وذكر مسؤولون غربيون أن الصين لن تتسامح مع اي عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية.من جهتها دعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية 23 من المدونين البارزين في البلاد امس السبت الى اجتماع نادر لاحاطتهم علما بنتائج التحقيق في غرق سفينة حربية كورية جنوبية بهدف ازالة الشكوك بشأن النتيجة التي توصلت اليها الحكومة ومفادها أن كوريا الشمالية تقف وراء الحادث.وقالت كوريا الجنوبية الشهر الماضي ان الدليل دامغ على أن كوريا الشمالية أطلقت طوربيدا على السفينة شيونان في اذار مما أسفر عن مقتل 46 بحارا.لكن بعض مستخدمي الانترنت لا سيما من الشبان الكوريين الجنوبيين يشككون فيما تقوله الحكومة ورفضوا هذه النتائج ووصفوها بالمؤامرة وأعلنوا اراءهم عبر المدونات وموقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الانترنت.وجاء رأيهم موافقا لرأي كوريا الشمالية التي نفت مسؤوليتها عن غرق السفينة واتهمت الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك بفبركة الحادث لتعزيز فرصه في الانتخابات المحلية التي لم يبل فيها حزبه الحاكم بلاءً حسنا الاسبوع الماضي.وردت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عبر مدوناتها الرسمية وبيانات على موقع تويتر.ولم يتسن الحصول على تعليق من الوزارة لكن جرى تأكيد الاجتماع مع المدونين على صفحتها على موقع تويتر والتي تشمل 2052 مشتركا.وقالت وكالة يونهاب للانباء ان ضابطا رفيع المستوى في البحرية قدم أدلة على نتائج التحقيق في الاجتماع. وستدعو الوزارة أيضا طلبة جامعيين ومستخدمين للانترنت ولتويتر هذا الاسبوع لافادتهم بمزيد من التوضيحات بشأن غرق السفينة.