جلال حسنيقدر جميع المدخنين وبلا استثناء حجم اضرار التدخين على الجسد والجيب ، ويعرفون ما يشكله الدخان من روائح نتنة ، وكريهة ، تجعل من المقابل ان يبتعد عن المدخن.وجل المدخنين زفروا  انفاساً قصيرة في ورقة ( الاكلينكس) او أي ورقة بيضاء ، وشاهدوا  بام عيونهم  ما يفعله النيكوتين بتغيير الورقة وصبغها باللون الاصفرالفاقع  ، فضلا عن السعال والبصاق ووساخة الاعقاب والرماد وتسوس الاسنان.
ولم تنفع لافتة التحذيرات  التي تؤكد ان التدخين يضر بالصحة  وسبب رئيسي  للسرطان  وامراض الرئة والقلب والشرايين والنصح بالامتناع عنه ، وهذا ما يكتب حتى على غلاف علبة السكايرنفسها ، واشد المدخنين بأسا هو: من يدخن اكثر من سيكارة  في سيارة" الكيا" او" الكوستر" غيرآبه بالآخرين.اما نصائح ترك التدخين فلا تبتعد عن اقوال " اجعل ارادتك قوية " او " قلل التدخين " او " اكسر يومية سيكارة من الباكيت " او " اشتر علكة " وغيرها من النصائح غير المجدية وغير المقنعة نهائيا .هناك من ترك التدخين لاسباب صحية وبناء على ارشاد الطبيب ، او من عانى امراض الجهاز التنفسي ، وتحديدا ضيق التنفس وآلآم الرئتين والقلب والمفاصل.منظمة الصحة العالمية تؤكد في تقاريرها  أن 3 آلاف  شخص يموتون يوميا بسبب تدخين التبغ في قارة آسيا، وتبين أن النتائج المبكرة للإدمان على التبغ تبدأ باعتماد الجسد بشكل أساسي على النيكوتين ، في وقت تعلن فيه منظمات مجتمع مدني عراقية  ان هناك تزايداً ملحوظا في عدد المدخنين بحسب احصائياتها ، فيما يقول احد خبراء الاقتصاد أن حجم الخسائر المالية التي تهدر شهرياً على شراء علب السكائر تبلغ أكثر عن مليار دينار عراقي .مما تقدم يظهر ان الحل الامثل والصحيح هو : اصدار قانون يحظر التدخين في الاماكن العامة والدوائر الحكومية  وشبة الرسمية وصولا الى منع  التدخين في القاعات العامة و داخل سيارات الاجرة ، وفرض غرامات مالية كبيرة بحق المخالفين ، واجراءات  منع داخل حرم الاسرة تصل الى التوقيف وغيرها، وكما معمول به حاليا  في الدول المتقدمة .كذلك وضع برامج تنسيقية عالية من قبل وزارات الصحة والبيئة والداخلية ومنظمات المجتمع المدني، وحقوق الانسان ،  ودعم برامج التوعية والارشاد والتوضيح بالطرق العلمية الاضرار الاجتماعية والاقتصادية البالغة، فضلا عن وضع خطط ستراتيجية طويلة الامد  لكي تسهم في تقليل هذه الظاهرة التي استشرت هذه الايام بطريقة مبالغ فيها ، وتحديدا بين الشباب والمراهقين الذين باتوا يشكلون نسبة كبيرة من بين المدخنين.jalalhasaan@yahoo.com