اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كاتب سيرةبيكاسو:الفنان خاطر بسمعته بسبب اقتراح لإقامة معرض له في أسبانيا زمن فرانكو

كاتب سيرةبيكاسو:الفنان خاطر بسمعته بسبب اقتراح لإقامة معرض له في أسبانيا زمن فرانكو

نشر في: 6 يونيو, 2010: 05:22 م

ترجمة: نجاح الجبيليكان بيكاسو شيوعياً مخلصاً ويقوم بحملات لا تكل من أجل السلام؛ وكان يشمئز من الفاشيين- وصوّر الجنرال فرانكو بقسوة في أعمال مثل "الحلم" و "كذبات فرانكو"-1937. لكن بيكاسو، الذي كانت له علاقات مع السلطات السوفيتية إذ التقطت له صور فوتوغرافية وهو يشاهد صور ستالين و تسلم برقيات من فيدل كاسترو، هو فقط جزء من القصة.
وحسب جون ريتشاردسون مؤلف سيرة الفنان الذي عرفه منذ الأربعينيات حتى الستينيات تولى الاسباني بصورة سرية المفاوضات مع ممثلي فرانكو عام 1956.تعاون ريتشاردسون مع المؤرخ "غيس فان هنسبرغن" واكتشفا بأن الناقد الفني الأسباني "خوزيه ماريا مورينو غالافين" أرسل إلى "كوت دوأزور" (تعني بالفرنسية ساحل اللازورد وهي منطقة ثقافية تقع جنوب شرق فرنسا وتضم الريفيرا الفرنسية-م)،حيث كان بيكاسو يعيش، كي يجري محادثات حول إقامة معرض استعادي للفنان في مدريد.وأرسل الناقد تقريراً إلى الملحق الثقافي الأسباني في باريس خوزيه لوس ميسيا الذي أجاب:"مما يؤسف له أن غارثيا لوركا غير حي، لكنا قتلنا عصفورين بحجر واحد".المشكلة أنه في حالة قبول بيكاسو الاقتراحات فإن انقلاباً كبيراً سيحدث للفاشيين." الذين دمروا تمثال بيكاسو كبطل لليسار وسوف يعد خائنا لليسار بسبب عودته  إلى أسبانيا" حسب ريتشاردسون.وحدث أن المفاوضات توقفت بسبب تسرب الخبر إلى الصحافة وكان من المؤمل أن يرأسها "ميسيا" وتضم مدير متحف مدريد للفن المعاصر.وحسب فان هنسبرغن: جرت المحادثات على أساس السرية وقضى وزير الخارجية الاسباني بأنه إذا ما تسربت الأخبار فإن المسألة برمتها سوف يجري التخلي عنها.لكن كانوا متقدمين بصورة كافية ومعروفين بين دائرة صغيرة بسبب إرسال مجموعة تهتم بالأسبان البارزين رسالة إلى بيكاسو يحذرونه من عدم الانصياع لهم أو أن يغريه الاقتراح – كما سجل ذلك جان كوكتو في يومياته.وحسب ريتشاردسون وفان هنسبرغن اللذين عملا سوية في الجزء الرابع من سيرة بيكاسو المشكلة أن آراء بيكاسو " أكثر دقة بعشر مرات مما كنت تتصور.. لا شيء حول رؤاه كانت واضحة؛ تاريخ هذه الفترة هو تاريخ مناطق رمادية.."وبغض النظر عن كونه ذا ولاء لا نقاش فيه إلا أنه أشار إلى كوكتو عن الشيوعيين " لقد التحقت بعائلة ومثل كل العوائل مملوءة بالتفاهة". يقول ريتشاردسون.نافس عقائده الشيوعية حبه العميق لوطنه الأم ورغبته في الاعتراف به هناك. يقول ريتشاردسون " في تلك اللحظة كانت فكرة المعرض الاستعادي أكثر أهمية له من الحزب الشيوعي". وحسب فان هنسبرغن فإن أشهر عمل لبيكاسو في أواخر الخمسينيات يمكن إعادة فحصه على ضوء معرض مدريد الملغى.في عام 1957 بدأ سلسلة من التنويعات على رائعة دييغو بيلاثكيث عام 1656 " وصيفات الشرف" – وهي رؤية ملغزة لشخصيات في بلاط فيليب الرابع وتعد من أهم الأعمال الأسبانية في تاريخ الفن الأوربي.هذه الأعمال – التي هي حالياً معارة إلى معرض بيكاسو: السلام والحرية في تيت ليفربول- هي دليل على إعادة انهماك بيكاسو بأسبانيا وتاريخ الفن الاسباني حسب فان هنسبرغن. يقول ريتشادسون :" كان يستعمل فن العصر الذهبي في أسبانيا ليؤكد شهادات اعتماده الطليعية".التقى ريتشاردسون ببيكاسو شاباً حين عاش مع جامع التحف الفنية دوغلاس كوبر في جنوب فرنسا. كان بيكاسو يسكن في فالوريس في التلال ما بين "كان" والأنتيب.في الخمسينيات كان ريتشاردسون وكوبر يلتقيان مع بيكاسو بصورة منتظمة للغداء قبل أن يذهب لمشاهدة مصارعة الثيران. ومن بين حاشية الفنان كانت جاكلين روك.يقول ريتشاردسون :" كنا أنا وجاكلين في الثامنة والعشرين وكان الجميع أكبر منا بكثير. كنا في مثل الأطفال بين البالغين وكنا نستقبل بكل رحابة". ولد بيكاسو عام 1881 وكان آنذاك في السبعينيات من عمره.ويضيف:" كان الأمر يشبه الحكم على باريس ولكني أتذكر أنه لا شك في أن جاكلين كانت على وشك أن تؤدي دور الخليلة الرسمية. ولكي تكون خليلة كان عليها أن تضحي بنفسها كلياً على مذبح فنه. كانت تحبه حباً جماً"" كانت مطيعة لكنها تمتلك شخصية قوية. لم تكن مؤيدة للشيوعيين".يقول ريتشاردسون أن بيكاسو كان صديقاً حميماً مدهشاً ومؤثرا جسدياً:" على الرغم من أن كل شيء تقوله عن بيكاسو فإن العكس هو الصحيح أيضاً. كان ذا ولاء وفي الوقت نفسه قادراً على التخلي عن الولاء تماماً". ويضيف:"كان بحاجة إلى الحب كحاجة مصاص الدماء إلى الدم.  كان بحاجة إلى طاقة الآخرين. هناك مجموعة كبيرة من الناس: أحدهم سيذهب للغداء ثم يذهب إلى الساحل ويتناول العشاء بعد ذلك، ومن كل شيء ممكن ، الشباب والكبار وحتى الحيوانات – فإنهم إلى حد ما يكسب طاقتهم، ثم يتبختر ذاهباً إلى الأستوديو ويعمل طوال الليل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram