عبدالله السكوتيوهذه كناية عمن يتطلب سببا وان كان واهيا لاثارة الفتنة واشعال نار الخصومة، ويدوّر مفردة بغدادية تعني يبحث، ويحكى في هذا انه كان في محلة الشيخ بشار بالكرخ، شاب دائم البحث عن المشاكل، وكان لايستريح اذا انقضى يومه من دون خصام او عراك، فكان اذا مرّ عليه نهاره ولم يدخل في عراك،
لبس في اشد الايام بردا، صاية صابغ بيزي، وهو صنف من القماش الخفيف يرتديه الناس في اشد ايام الحر، او لبس في اشد ايام الحر زبونا من الصوف الثقيل، ثم وقف الى جانب دكان في رأس الطريق، فلا يعدم من المارة من يعجب من هذا اللباس، او في اقل تقدير يبتسم اذا رأى هذه الحال، فينهد به الشاب ويتعلق به ويتخذ من تلك الابتسامة سببا للدخول في نزاع وعراك.والآن وبعد الاخذ والرد والجدال والنزاع، عرف الشعب ان الكثيرين يبحثون عن (حكة خشم)، فهم يتتبعون بفارغ الصبر احاديث الاخرين ليتخذوا منها سببا للنزاع والخصومة، يؤولون هذا الحديث ويحملون ذاك على محمل هو غير المراد منه، وهذا هو ديدن السياسيين الذين تستهويهم السلطة، ويتبجحون في النهاية، ان الغاية الشريفة تبرر الوسيلة الدنيئة في الوصول الى السلطة ؛ ونحن لم نزل في الديمقراطية التي تبيح اكثر من غيرها الخوض في غمار لعبة السياسة لانها تعطي المجال للكثيرين بالظهور على وجه اللوحة وبالتالي فان كل حزب بمالديهم فرحون، ويعتقدون انهم على الصواب، وانهم وحدهم القادرون على عبور المحنة والوصول بالشعب الى بر الامان، ومع هذا فنحن لاننتقص من حزب اوشخصية تريد ان تهب جهدها من اجل اعلاء كلمة الشعب وتنفيذ مايطمح اليه، اذا ماكان السلوك صحيحا والاهداف شريفة والغايات نبيلة، بل نتكلم عن الذين يصطادون في الماء العكر يريدون من وراء ذلك ايقاع الفتنة والاحتراب والعودة الى سني الخوف والخصومة.ليس من حق احد ان يتكلم باسم الشعب، فالشعب لم يصوت لشخص دون آخر، وانما احرزت القوائم مقاعدها والقائمة تتألف من اشخاص عدة، ومع ان الاقتراع اعطى نسبا في مدن الواضح عليها انها نسبا طائفية، لكن وكما قلنا انها تجربة جديدة وسيجري تقويمها من الشعب ذاته في المستقبل، على هذا الاساس علينا ترك التكلم باسم الطوائف،وان نسمي الاشياء باسمائها مايعني ان من الممكن ان نسمي الجزء باسم الكل، والعرب كانت تفعل ذلك في لغتها ونقول ان الشعب هو الذي اختار. لتكون جلسة البرلمان المرتقبة مفتوحة ولتكون الحكومة حكومة شراكة وطنية ويكون مرشح التسوية آخر العلاج اذا ما اسقط بايدي القوم، ما الضرر في ذلك، بل هي الفائدة للخروج بتشكيل الحكومة التي ينتظرها الكثير وهي بالاساس تحتاج الى اكثر من اربع سنوات كي تنفذ برنامجها فكيف بها وقد وضعت بين قطبي رحى ومايزال امام تشكيلها الكثير ؛ وهم يعلمون ان القاعدة تهيىء للنهوض ببقاياها من جديد وان القوات الاميركية على وشك الرحيل والمطلوب قبل الانسحاب وبعده وضعا سياسيا مستقرا وجيشا نظاميا قويا وقوات شرطة لحفظ الامن الداخلي والحفاظ على ارواح المواطنين واموالهم، وهذا لايأتي بقدرة قادر، كما يقولون، وانما بعقليات سياسية راجحة واناس حريصين على الوطن لايبحثون عن (حكة خشم)، ولايكونون مثل صاحبنا وهو الذي يجبر الاخرين على النيل منه، ومن ثم يقوم بالخصومة واثارة المشاكل.
هواء فـي شبك: (يدوّر له حكة خشم)
نشر في: 6 يونيو, 2010: 08:03 م