اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > "سر الرأسمال" ..لماذا لا تزدهر الرأسمالية فـي البلدان الفقيرة؟

"سر الرأسمال" ..لماذا لا تزدهر الرأسمالية فـي البلدان الفقيرة؟

نشر في: 7 يونيو, 2010: 04:47 م

ترجمة / عادل العامل لقد أصبح واضحاً الآن أن سقوط جدار برلين و انهيار الشيوعية في معظم الأماكن في العالم لم يؤديا إلى ازدهارظاهر للعيان للرأسمالية في العالم النامي و ما بعد الشيوعي. و قد وجه المفكرون الغربيون اللوم في هذا إلى كل شيء، من افتقار هذه البلدان لموجودات أو أصول قابلة للبيع إلى " توجهها العقلي " اللامقاولاتي entrepreneurial بشكلٍ متأصّل.
في هذا الكتاب، نجد الاقتصادي البيروفي المعروف و مستشار لرؤساء دول و رؤساء حكومات هيرناندو دي سوتو يقترح و يناقش سبباً آخر : غير أن البلدان الفقيرة بعد الشيوعية لا تمتلك الموجودات لجعل الرأسمالية تزدهر فيها، و كما يوضح دي سوتو عن طريق مثالٍ، في مصر، أن الثروة التي يراكمها الفقراء تساوي 55 ضعف مقدار مبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر المسجل على الإطلاق هناك، بما فيه المنفَق على إنشاء قناة السويس و سد أسوان. لا، إن المشكلة الحقيقية هي أن مثل هذه البلدان عليها مع هذا أن تؤسس و تطبِّع شبكة القوانين الخفية التي تحوّل الأصول أو الموجودات من رأسمال ( ميت " إلى  سائل). ففي الغرب، تسمح لنا القوانين الموحَّدة برهن بيت لزيادة المال من أجل مضاربة جديدة، و السماح بتقطيع قيمة شركة إلى سلع كثيرة جداً قابلة للمتاجرة بها علناً، و التمكين من السيطرة على المِلكية و تثمينها بقوانين موافَق عليها تسري عبر الأحياء، و البلدات، و الأقاليم. هذه البنية التحتية الخفية لـ " إدارة الموجودات " ــ المسلَّم بها في الغرب، حتى و إن وُجِدت تماماً فقط في الولايات المتحدة على مدى المئة سنة الماضية ــ هي المكوّن المفقود للنجاح مع الرأسمالية، كما يؤكد دي سوتو. لكن حتى و إن كانت تلك الصلة قانونية أساساً، فهو يحاجج بأن عملية جعلها عنصراً مطبَّعاً في المجتمع تمثل تحدياً سياسياً أكثر من كونه أي شيء آخر. و لقد قام دي سوتو، مع حشد من الباحثين، بالبحث عن دليل من الاقتصادات المكافحة من مختلف أنحاء العالم يُدعم طروحاته. و النتيجة هي نظرة فاتنة مؤيدة بقوة إلى العنصر الواحد الذي يكبح الكثير من الدعم العالمي عن تطوير الأسواق الحرة الصحية. و في تعليق لآدم واسَرمان من فيينا على ما أورده دي سوتو في كتابه هذا يقول الكاتب: إن المحاولات الساعية لشرح السبب في أن العالم الثالث مختلف عن العالم المتطور يميل إلى الوقوع بين قطبين. فهناك عند طرفٍ أولئك الذي يلتمسون نقطةً أرخميديسية ــ  السبب الأساسي الوحيد الذي سيجعلنا نحرك سريعاً البلدان النامية إلى أعلى السلم الاجتماعي-الاقتصادي. و تمتلك مثل هذه التفسيرات فضيلة كونها مفيدة للناس الذين يعملون فعلياً في ( التنمية )، لأنها تُقنعنا بأننا نعرف كيف تُحدث تغييراً أساسياً، لكنها تُفرط في التبسيط، و زيادة التوقعات فقط لرؤيتها محبَطةً بفعل تعقيدات العالم الواقعي و انعطافه الحاد التاريخي. و في القطب الآخر هناك تفسيرات متعددة الأوجه تأخذ في الحسبان التاريخ، و الثقافة، و الاقتصاد، و الدين ــ الساحات التسع بكاملها. و قد تكون مثل هذه البيانات أكثر إرضاءً من الناحية الفكرية، لكنها غالباً ما تؤدي إلى الاحباط عن طريق اقناعنا بأن المشاكل على درجة عالية من التعقيد و مقاومة الاصلاح بالنسبة للحلول العملية.إن كتاب ( سر الرأسمال ) في أكثره يقع في المعسكر الأول. فمؤلفه، هيرناندو دي سوتو، هو أحد المصلحين المفكرين الأكثر إخلاصاً في العالم الثالث. و هو يريد يائساً القيام بشيء لمساعدة الفقراء، و كان مؤثراً بشكل بطولي ــ و ناجحاً ــ في المحاججة ضد حلول سيطرة الدولة على النشاط الاقتصادي الفاشلة الرائجة طويلاً في أميركا اللاتينية. و الآن هو يريد أن يتجاوز النقد إلى أجندة إيجابية للتغيير. و مستندات دي سوتو ما قبل الرأسمالية تجعل نقده الأولي مقنعاً بوجهٍ خاص : إن الرأسمالية الحقيقية في معظم العالم محصورة في نخبة صغيرة، بينما يبقى الباقون في الخارج ينظرون إليها.و المسألة هي ما إذا كان حل دي سوتو مقنعاً بالمستوى نفسه فهو لا يعتقد بأن الفقر سببه المقاصد الشريرة للرأسماليين أو البلدان الرأسمالية ( و لو أنه يُقر بأن المصالح القوية في البلدان النامية لا تريد جعل النظام أكثر شموليةً inclusive ــ و هو موضوع يمكن أن يتطلب نقاشاً أكثر ). و لا هو بسبب الثقافة أو أية عيوب موروثة لدى الفقراء، أو لدى البلدان الفقيرة. لا، فالمشكلة الحقيقية تكمن في نوع من العمى الفكري أو التاريخي، الذي منع كل واحد من رؤية ما المصدر الحقيقي للثروة : المِلكية الحقيقية، أو بدقةٍ أكثر حقوق المِلكية المقبولة اجتماعياً و المحدَّدة بشكل جيد. و حالما يمتلك المجتمع هذا، فإنه يمتلك سر الرأسمال، نظراً لكون هذه الأصول أو الممتلكات يمكن عندئذٍ استخدامها لإيجاد القروض، الائتمان، الضمان، المسؤوليات القانونية و كامل أدوات الرأسمالية.إن من الصعب التأكيد، عند النظر إلى التجربة الحقيقية للعالم غير المتطور و النامي، بأن الافتقار إلى حقوق المِلكية لا يشكل عائقاً ضخماً للنمو الاقتصادي. و لقد قام دي سوتو و فريقه بعملٍ هائل في توثيق كيف  يكبح ذلك و يحبط  الفقراء و المحرومين.لكن من الصعب بالدرجة نفسها الاعتقاد بأن هذا هو المفتاح أو السبب الوحيد. و بدقةٍ أكثر، يبدو ــ من تقرير دي س

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram