الشارقة / خاص بالمدى الاقتصادي عاودت عقود النفط الآجلة الظهور إلى السطح خلال شهر آيار الماضي كلاعب أساسي لقراءة وتحليل اتجاهات الأسواق ومدى استقرارها وانسجامها مع أساسيات العرض والطلب، وذلك بعد حالة الاستقرار النسبي من حيث قوة التأثير
التي سجلتها منذ بداية العام الحالي لصالح متغيرات مالية واقتصادية أخرى استحوذت على أهمية نسبية اكبر من حيث التأثيرات على مجريات أسواق النفط نظرا لقوة ترابطها مع وتيرة النشاط على العقود الآجلة وبين الحالة العامة التي تعكسها اقتصاديات دول العالم وبشكل خاص الصناعية منها. واشار تقرير للطاقة اصدرته شركة نفط الهلال الى ان التراجع الذي سجلته عقود النفط الآجلة يأتي كنتيجة مباشرة لارتفاع حساسيتها للمتغيرات الاقتصادية والمالية العالمية وحالة عدم اليقين التي تظهرها مؤشرات الانتعاش العالمي التي جاءت في مقدمتها الضغوط الاقتصادية المستمرة التي تحيط باقتصاديات منطقة اليورو ومدى تأثير ذلك في الطلب على النفط والطاقة في المستقبل وإمكانية اتساع أزمة ديون أوروبا إلى دول أخرى وما يتبع ذلك من ضرر فادح محتمل بنمو الاقتصاد العالمي. ولفت التقرير الى انه جاء الارتفاع المسجل على المخزون الأمريكي من النفط الخام ليضغط أيضا على عقود النفط الآجلة نحو مزيد من الانخفاض، ذلك أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عكست زيادة في المخزون أكثر بقليل مما كان متوقعا قبل نشرها، ويتضاعف تأثير مستوى المخزون الخام من النفط في ظروف عدم الاستقرار الاقتصادي، فيما تلعب البيانات الخاصة بالمخزون دور المحدد والموجه لما ستكون عليه أسعار العقود الآجلة حاليا ويزداد دورها وينخفض تبعا للمتغيرات المحيطة بالإنتاج والاستثمارات وأمن الإمدادات والظروف المناخية.وربط التقرير المتغيرات الخاصة بحركة الصعود والهبوط التي سجلها سعر صرف الدولار الأمريكي وحركة الانتعاش التي سجلتها البورصات العالمية بانتعاش العقود الآجلة من جديد مشيراً الى ان ذلك عزز حالة التفاؤل المتعلقة بفرص انتعاش الاقتصاد العالمي، فيما عاودت أسعار العقود الآجلة انخفاضها انسجاما مع الأنباء الصادرة عن وكالة التصنيف الائتماني (فيتش) التي خفضت تقديرها الائتماني لإسبانيا، حيث ساهمت عمليات تصفية المراكز في تعزيز موجة الهبوط بشكل اكبر مع استمرار الضغوط لدى منطقة اليورو.من جهة أخرى جاءت نتائج المسح الذي قامت به وكالة رويترز والذي اظهر ارتفاعا على إمدادات المعروض من النفط الخام في آيار الماضي إلى أعلى مستوياته منذ 17 شهرا بمزيد من الضغط على الأسعار بشكل عام وأسعار العقود الآجلة بشكل خاص، ذلك أن النتائج تفيد بأن مستويات إنتاج أوبك وصلت خلال آيار إلى 26.9 مليون برميل يوميا في المتوسط ما يعني أن الإمدادات ارتفعت بنحو 2.06 مليون برميل يوميا عن مستواها منذ بداية العام الحالي وهذا يدعم إمكانية عدم إجراء تعديل لزيادة الإنتاج من قبل أوبك في المنظور القريب تبعا لحجم المعروض ولدعم الأسعار الحالية لتبقى ضمن حدودها المقبولة لجميع الأطراف بين 70 و 80 دولاراً للبرميل.وتعكس المتغيرات أعلاه مزيدا من التعقيد على المعادلة النفطية وتداخلاتها مع جميع المؤشرات الاقتصادية والمالية لدى الدول كافة حيث لم تعد أسواق النفط بحاجة إلى حزمة من المتغيرات لتعديل مسارها أثناء مرورها بدورة الاقتصاد الطبيعية حيث يلاحظ أن أيا من المتغيرات سابقة الذكر كفيلة بتغير اتجاه الأسواق نظرا لعدم وصول الأسواق المحلية والإقليمية والدولية سواء كانت أسواق النفط أم أسواق المال إلى مرحلة التعافي الكامل التي تمكنها مقاومة حالات التراجع المستجدة.وفي ما يخص أهم الاحداث في قطاع الطاقة في منطقة الخليج العربي الاسبوع الماضي أجملها التقرير على وفق المؤشرات التالية :ففي الامارات تقترب إحدى الشركات التابعة لشركة كوزمو أويل من انجاز اتفاق لمد فترة امتياز بواقع 30 عاما لحصصها في ثلاثة حقول نفط في أبوظبي والحصول على منطقة امتياز جديدة في الإمارة. وبدأت كوزمو التي تمتلك حكومة أبوظبي خمس أسهمها تعزيز جهودها لتدبير إنتاج مستقر من النفط الخام في ظل خطط اليابان الهادفة لإنتاج 40% من احتياجاتها النفطية من حقول مملوكة لشركات يابانية بحلول 2030، حيث من المنتظر أن يكون العقد الجديد البالغ أجله 30 عاما الذي يجري التفاوض بشأنه مع المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي ساريا بدءاً من السادس من كانون الأول 2012 ومن المرجح أن تحصل "شركة أبوظبي للنفط المحدودة" التابعة لكوزمو على منطقة امتياز إضافية تقع بالقرب من الحقول القائمة.وأعلنت شركة أبوظبي لتكرير النفط " تكرير" عن ترسية عقد الأعمال الهندسية والإنشائية والتوريدات لمشروع إنتاج الزيوت الأساسية عالية الجودة "المجموعة الثالثة " لشركة هايونداي إنجينيرنج بقيمة 463 مليون دولار في مصفاة الرويس. ويشمل المشروع إنشاء وحدات إنتاج الزيوت الأساسية بطاقة إنتاجية قدرها 500 ألف طن سنوياً من المجموعة الثالثة بالإضافة إلى 100 ألف طن سنوياً من المجم
تقرير: عقود النفط الآجلة تظهر تجاوباً أكبر إزاء التطورات الاقتصادية المستجدة
نشر في: 7 يونيو, 2010: 04:57 م