TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من» كراج»العلاوي الى ملعب الشعب ..رحلة قصيرة يبدو فيها ليل بغداد رافضا ً لحظر التجوال

من» كراج»العلاوي الى ملعب الشعب ..رحلة قصيرة يبدو فيها ليل بغداد رافضا ً لحظر التجوال

نشر في: 8 يونيو, 2010: 04:30 م

بغداد / وائل نعمة تصوير مهدي الخالدي ابتدأت الرحلة عند الثامنة مساءا ، بعد أن سكتت الشوارع وخفت الازدحامات وانخفض صوت المنبهات ، والمسافرين في «كراج العلاوي» حينما وصلت كانوا مايزالوا يتوافدون رغم نزول الليل و السواد أصبح هو الأكثـر تواجدا في المكان ، كان أصحاب سيارات « البهبهان « و» الكيات «
ينادون بأعلى أصواتهم « حلة ..... كربلاء ..... نجف « ، « استغربت من عدد الوافدين على الكراج في هذا الوقت المتأخر «. rn«منتظر علي» كان قد قرر عدم الرجوع الى بغداد بعد أن غادرها هاربا من تهديد قد تعرض له من قبل بعض المتطرفين الذين لم يرق لهم ان يعيش في منطقة معينة !! « منتظر « كان يرغب في العمل في بغداد بعد ان تخرج من كلية الهندسة في جامعة بغداد ، ولكن الظروف الامنية والتهجير كان قد أجبره على العودة الى مدينة الديوانية حيث كان يعيش ، حينها لم يعد الى بغداد منذ اربع سنوات إلا حين وجهت له دعوة من صديق قديم لحضور حفلة زفاف ! الطريق الطويل والمزدحم أجبر « منتظر « على أن يصل بغداد متأخرا لكنه فوجىء حين وجد الحياة طبيعية في الليل. وحين مرّ على منطقة الصالحية وجد كل الأنوار مفتوحة والشباب مجتمعين عند المحال التجارية وحتى النساء كن متواجدات أيضا « وحين الصعود على جسر « السنك « تطل بنظرك على الجانبين فتجد النوادي الليلية و» الكازينوهات « تفتح أبوابها أمام روادها». في «أبو نؤاس»منتظر التقى بصديقه في شارع أبو نؤاس في أحد المطاعم  حيث أخبرهما سامر حامد وهو صاحب كازينو( العبيدي )  للسمك المسكوف بأنه «لم يبق في شارع ابو نؤاس سوى محلات قليلة، فقد طوق الطرف القريب من فندق ( فلسطين وشيراتون) بالحواجز الكونكريتية. وعلى الرغم من ذلك، كما يقول سامر الذي يعمل في هذه المنطقة منذ عشرين عاما، فان الناس بدأوا بالتردد على هذه الاماكن والجلوس فيها مساءا وصباحا وتناول السمك المسكوف، وكان في السابق مع دوي أي قنبلة في بغداد يقل عدد الزبائن وفقا لعدد القنابل والوضع الأمني بشكل عام.. ومن داخل أحد تلك المحلات كانت عائلة « ابو عمار « مع ضيف جاء من خارج العراق تهمّ بالدخول إليه حيث قال « ابو عمار» « إن ابو نؤاس هو أول شيء يسأل عنه ضيوفنا من خارج العراق، ولذلك ارتأينا أن نصطحب ضيفنا إليه وسنحتفي بقدومه بوجبة «مسكوف» عراقي» . وبالنسبة لعائلة «ابو عمار «  فإن خروجها في الليل قليل لكنه لا ينقطع على الرغم من كل الظروف الأمنية التي كانت تسود في الشارع البغدادي . وفي ركن بعيد شاهد « منتظر « طفلا يجلس على ناصية الشارع يبيع السكائر للمارة. «حيدر» الذي لم يتجاوز العشر سنوات ذهب إليه « منتظر « لكي يشتري السكائر فسأله  ماذا تفعل في هذا الليل ، قال: «أبيع على باب الله واستحصل رزقي من المارة ولا أترك مكاني الى الساعة الثانية عشرة ليلا وعملي يدر علي ربحا استطيع به أن أساعد أهلي في أمور الحياة ومتطلباتها». سأله عن مشاعره وهل يخاف ليل بغداد هذه الايام، فأجابه والابتسامة تعلو وجهه الواثق: الليل كالنهار وانا أعمل ليل نهار وأحيانا يأتي والدي ليطمئن علي. وانا لا أخاف الليل بل أجده جميلا.. في الاقل لا توجد شمس حارقة.أمسيات شبابية  ترك « منتظر « وصديقه بائع السكائر  وهو ينتظر زبائن الليل وامتدت رحلتهما ليدخلا الأزقة القديمة ويجدا  الليل فيها قد صنعه بعض الشباب بطريقة خاصة لهم، فقد قرر هؤلاء ان يصنعوا من ذلك الليل أكاليل فرح وأغنيات راقصة. تجمع الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين ليبدأوا بعزف ألحان شعبية والرقص على إيقاعاتها. يقول أحد المحتفلين وقد تعدت الساعة العاشرة ليلا  : الليل طويل ولا يمكننا ان نقضيه مع انقطاعات التيار الكهربائي إلا بالصورةالتي نقوم بها الآن . لا نشعر بالفرح ولكننا نحاول صناعته بأيدينا. سنغني ونرقص ونعزف لنصل الى الصباح». وفي نهاية أحد الأزقة الجانبية المطلة على شارع تجاري ،حيث  بدت الاماكن مـزدحمة والناس يتجولون فيها سيرا على الاقدام او بمركباتهم. فرح هنا وشجار هناك.. عروس تنتظر دورها في التصوير أمام بوابة أحد الاستوديوهات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي لتوثق يومها الذي امتلأ بالفرح والزغاريد والرقصات الشعبية، وفي الجانب المقابل لذلك الفرح يبدو شرطي المرور وقد أوقف سيارة أحد المواطنين ليحاسبه على مخالفته التعليمات الخاصة بالشارع. يقول الملازم المروري «عادل صلال» وهو يقف مع دراجته عند أحد التقاطعات المزدحمة في ليل بغداد: واجبي اليومي هو في ساعات الليل من أجل تنطيم حركة المرور والسيطرة على الشارع في هذا المكان الذي يرتاده الكثير من الناس للتمتع بالأجواء و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram