بغداد / السومرية نيوزكشف السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل خلال افتتاحه للملتقى التجاري الزراعي الذي دعت إليه سفارته ببغداد، عن نية حكومة بلاده إرسال عشرة من خريجي كلية الزراعة إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساتهم العليا فيها، فيما انتقدت شركة عراقية خاصة وزير الزراعة لتغيّبه عن أعمال الملتقى،
لافتة إلى "اهتمام الجانب الأمريكي بموضوع التجارة الزراعية في العراق، ولامبالاة المسؤولين العراقيين".  جاء ذلك خلال انعقاد الملتقى العراقي الأمريكي لشركات الأعمال الزراعية التجارية بمشاركة وفد يمثل عشرين شركة أميركية زراعية،  وعدد من شركات القطاع الخاص العراقية المختصة بالزراعة، وبحضور وكيل وزارة الزراعة صبحي الجميلي. وقال السفير الأمريكي كريستوفر هيل لممثلي الشركات المشاركة: إن العراق يشهد انفتاحاً متزايداً منذ عام 2003 في جميع المجالات الاقتصادية، الأمر الذي يستدعي دعمه لمواكبة التطورات الحاصلة فيه ، مبينا أن  بإمكان الولايات المتحدة تقديم الدعم للعراق من خلال اتفاقية الإطار الستراتيجي المبرمة بين البلدين .وأضاف هيل : إن السفارة الأمريكية في بغداد تعتزم هذه السنة  إرسال بعثة من عشرة خريجين من طلبة كلية الزراعة إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراساتهم الأكاديمية في جامعاتها، والاطلاع على التطورات الحاصلة في مجال استخدام التكنولوجيا الحديثة والأجهزة المتطورة التي تغطي مختلف أوجه الأنشطة الزراعية، بدءاً من غرس الشتول وصولاً إلى تصدير المنتجات .من جهته، انتقد المدير التنفيذي لشركة المتوكل للاستثمارات الزراعية الخاصة، علاء العاصي تغيّب وزير الزراعة عن أعمال الملتقى التجاري الزراعي  في الوقت الذي يتبين فيه اهتمام الجانب الأمريكي بموضوع التجارة الزراعية في العراق، ولامبالاة المسؤولين العراقيين  على حد تعبيره.وأشار العاصي  إلى أن  أبرز التحديات التي تواجه الزراعة في العراق، تتمثل  في شحة المياه بالدرجة الأولى، وغياب الدعم الحكومي للمزارعين والفلاحين في مجال تزويدهم بالأسمدة والبذور،  لافتا إلى أن  الشركات الزراعية العراقية وأصحاب الأراضي يقومون بشراء الأسمدة والبذور من شركة الفوسفات الأردنية .كما انتقد المدير التنفيذي لشركة المتوكل غياب دور دائرة الإرشاد الزراعي التي يقع على عاتقها مساعدة أصحاب الأراضي في القضاء على الأمراض التي تصيب مزروعاتهم خلال المواسم المختلفة . في سياق متصل، اعتبر وزير التجارة وكالة صفاء الدين الصافي أن  العلاقات العراقية الأمريكية تشهد نقطة تحول حقيقي في المجال الستراتيجي، مبيناً أن  زيارة وفد أمريكي يضم عشرين شركة زراعية متخصصة سينعكس إيجاباً على واقع التجارة الزراعية في العراق . ودعا الصافي   مجلس النواب الجديد إلى  تغيير بعض قوانين الاستثمار الخاصة بالشركات الأجنبية، في ظل وجود رغبة من الشركات الزراعية الأمريكية العملاقة في دخول السوق العراقية لإقامة مشاريع طويلة الأمد  مطالبا الحكومة القادمة بـ"تقديم الدعم للقطاع الخاص".وكان المنسق الزراعي في فريق إعمار مدينة بغداد التابع للسفارة الأمريكية لانس دورتي قال في منتصف الشهر الماضي لـ"السومرية نيوز"، على هامش الدورة التدريبية التي أقامها فريقه لممثلين عن وزارات الزراعة والعلوم والتكنولوجيا، ومتخصصين بمنظمات المجتمع المدني: إن "الغاية من إقامة الدورة هي التدريب على استخدام أجهزة الكشف عن الملوحة في التربة العراقية وتحفيز وزارة الزراعة على مسح الأراضي الزراعية لمعرفة نسب الملوحة فيها". وأضاف دورتي أن "فريق إعمار بغداد التابع للسفارة الأمريكية سيحث وزارة الزراعة على شراء أجهزة تحليل التربة لمعرفة نسب الملوحة فيها ومعالجة الأراضي الزراعية عن طريق الأسمدة"، مؤكدا أن "العملية ستلقي بظلالها على نوعية الإنتاج الزراعي وكمياته". يذكر أن القطاع الزراعي في العراق لم يحظ باهتمام الحكومات العراقية المتعاقبة بالرغم من وجود عوامل مشجعة بشرية ومناخية ومالية وفنية، وقد أدى هذا الإهمال إلى تدهور مستوى الإنتاج الزراعي المحلي، وتحول العراق من بلد زراعي منتج ومصدر إلى بلد مستهلك ومستورد للمنتجات الزراعية على اختلافها من بلدان الجوار.