 ملف أعده/ عمار ساطعالحلقة الأولى 80 عاماً تفصل بين عام 1930 وبين عامنا الذي نحن فيه 2010، وبين تلك السنين الـ 18 نسخة ماضية من بطولات كأس العالم بكرة القدم، حيث المونديال الذي يشغل هاجس انحاء كثيرة من المعمورة!فكل 47 شهراً تدور الكرة دورتها لتعود في شهر مميز من الإثارة والندية والتشوق،
 حيث الفنون والإبداع والمهارة الكروية لتحشد معها ابرز 32 فريقا يتنافسون فيما بينهم من اجل كسب اغلى الألقاب وأثمن الكؤوس.ومع دوران كرة المونديال في نسخته الـ19 التي تقام للمرة الأولى في القارة السوداء حيث أفريقيا وتحديدا في اقصى جنوبها، نبدأ معكم الغوص في أعماق النسخ الـ 18 السابقة في محطات طويلة ورحلات ممتعة نلخص ماحدث بالحروف والصور ونطل عبر( الكأس 2010 ) لننقل لكم ما حدث في جزئيات البطولات الماضية بدءاً من كأس جون ريميه وصولا الى كأس فيفا.. ونعرض عليكم البطولات بالأبيض والأسود وألوانها كما هي عليها اليوم.مونديال المنتخبات الأبرز في القارات الأوروبية والآسيوية والأفريقية والامريكيتين واوقيانوس تعد أبرز مسابقة يقيمها الاتحاد الدولي لكرة القدم كل أربعة اعوام.ومهما كانت رسالة هذه اللعبة فأنها تأثرت مرتين في غضون ثماني سنوات بعدما الغت الحرب العالمية الثانية بطولتي عامي 1942 و 1946.سنوصل للقراء ما غاب عنهم من معلومات وافرة ومفيدة في رحلة البطولات المنصرمة، تلك البطولات التي حصدت ألقابها كل من البرازيل التي عانق نجومها الكأس خمس مرات أعوام 1958 و 1962 و 1970 و 1994 و 2002 وكذلك إيطاليا التي فازت باللقب أربع مرات اعوام 1934 و 1938 و 1982 و 2006، وألمانيا التي نالت الكأس اعوام 1954 و 1974 و 1990 والاورغواي عامي 1930 و 1950 والأرجنتين مرتين عامي 1978 و 1986 وانكلترا عام 1966 وفرنسا عام 1998.بطولة 1930عندما صعدت أربع مجموعات من لاعبي كرة القدم من أربع دول على ظهر الباخرة (كونتي فيردي)، من ميناء (فييفرانش سور مير) في طريقها إلى اميركا الجنوبية في 21 حزيران 1930، لم تكن لديها أي فكرة عن أنها ستصبح رائدةً لبطولة صارت الأشهر والاكثر أهمية في العالم خلال القرن العشرين. وصعد إلى ظهرالباخرة إلى جانب هؤلاء، تمثال صغير لسيدة تفرد جناحيها كتعبير مجازي عن النصر، يستقر على قاعدة مثمنة ويزن نحو أربعة كيلوغرامات ويصل ارتفاعه إلى 35 سنتيمتراً من تصميم النحات الفرنسي آبل لافلير. وتماماً مثل اللاعبين الذين مثلوا المنتخبات الوطنية لكل من فرنسا (سافروا بالدرجة الأولى)، ورومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا (سافروا بالدرجة الثالثة)، كان التمثال متوجهاً إلى عاصمة الأورغواي مونتيفيدو، حيث انطلقت أول بطولة لكأس العالم في 13 تموز1930. وظهرت فكرة إقامة بطولة كأس العالم للمرة الأولى بمجرد تكوين الاتحاد لدولي لكرة القدم في عام 1904 لكنها لاقت معارضة من بعض الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد التي كانت تخشى من خسارة نفوذها، كما أنها كانت ضد إقامة بطولة تكتسب صفة الاحتراف. لكن هذه الدول سمحت لكرة القدم بأن تصبح رياضة أولمبية، وبفضل مسابقة كرة القدم في الدورات الأولمبية زادت شعبية اللعبة وتجددت النداءات لإقامة منافسات مفتوحة أمام كل اللاعبين وتشمل كل أرجاء العالم. ففي عام 1924، تجمع 50 ألف متفرج في ملعب باريس لمشاهدة الأورغواي التي فازت على سويسرا (3 ـ صفر)، في نهائي كرة القدم لدورة الالعاب الأولمبية، ما دفع الاتحاد الدولي للعبة إلى التأكيد على أن هناك حاجة لإقامة بطولة عالمية مستقلة لكرة القدم. وشكل الفرنسي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك جول ريميه لجنة لدراسة إقامة بطولة عالمية خاصة بكرة القدم، وقدم رئيس اللجنة والامين العام للاتحاد الفرنسي هنري ديلواناي تقريره النهائي خلال دورة الألعاب لاولمبية التي أقيمت في أمستردام في عام 1928، مؤكدا إمكانية إقامة البطولة المنشودة للمرة الأولى في عام 1930. وبعد عام واحد اختيرت الأورغواي لتضيف أول بطولة لكأس العالم، وكلف آبل لافير بمهمة تصميم جائزة تقدم للفائز بهذا الحدث وأطلق على عمله الفني اسم (كأس جول ريميه).ولم يحظ اختيار الأورغواي لاستضافة هذا الحدث -بفضل فوزها بمسابقة كرة لقدم في دورتين أولمبيتين متتاليتين فضلا عن احتفالاتها بالذكرى المئوية لإنشائها- بترحيب كبير بين الدول الأوروبية التي أبدت قلقها بسبب تكاليف الرحلة والفترة الزمنية التي يحتاجها اللاعبون للوصول إلى أميركا الجنوبية. وأقيمت هذه البطولة على أساس توجيه الدعوات لمجموعة من الدول للمشاركة بها لكن الكثير من هذه الدول رفضت استثمار فرصة اللعب في أول بطولة عالمية واعتذرت عن عدم المشاركة. وقبل شهرين من انطلاق المنافسات، لم تكن أي دولة أوروبية قد أكدت مشاركتها، وفي النهاية كانت المنتخبات الأربعة التي سافرت على ظهر (كونتي فيردي)، هي الوحيدة التي شاركت في البطولة الأولى. وانضمت إلى هذه الدول سبع دول من أميركا الجنوبية هي: الأورغواي والارجنتين والبرازيل وبوليفيا وشيلي وباراغواي وبيرو إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة الاميركية، وحتى لا تتعرض المسابقة لمفاجآت أخرى قرر المنظمون عدم إجراء سحب قرعة البطولة قبل اكتمال وصول الفرق المشاركة إلى الأورغواي. وبعد أن سحبت القرعة ال