خليل جليل تتجه أنظار العالم  بعد غد الجمعة الى جنوب افريقيا حيث تحتضن مونديال 2010 على مدى ثلاثين يوما يعيش فيها سكان المعمورة على ايقاع نهائيات كاس العالم لكرة القدم هذا العرس الكروي المتجدد كل اربع سنوات تلفت اليها الأنظار
كواحدة من ابرز مناسبات كرة القدم في العالم وهذه المرة تحمل المناسبة العديد من اوجه التحدي والجدل الذي رفعته جنوب افريقيا بوجه العالم وهي تؤكد حسن تأهبها وحسن تحضيراتها التي امضتها خلال سنوات وتعكس للعالم اجمع ان هذا البلد الذي لم يكتب له ان يعيش على ثروات النفط الهائلة بقدر ما كتب له ان يعيش على حب كرة القدم طالما نجح في صنع الثروات بواسطة كرة القدم حتى اصبحت هذه الايام مدن جنوب افريقيا قبلة للعالم لمتابعة فصول واحداث المونديال العالمي. ومما يفخر به سكان جنوب افريقيا هذه الايام وهم يضربون موعدا مع العالم ويعيشون نهائيات كاس العالم على ايقاع حب كرة القدم وجنون هذا الحب ، أنهم جميعا ارادوا ان يتركوا بصماتهم في مسرح المونديال منذ  سنوات عدة ومنذ الإعلان عن استضافة هذا البلد المهوس بكرة القدم لمونديال 2010  وتواجد هذا الشعب في كل  مراحل التحضير والاعداد والبناء لتضييف ابرز مناسبة لكرة القدم في العالم والمتمثلة بنهائيات كاس العالم لكرة القدم حلم عشاق المستديرة في كل مكان الذي يتجدد كل أربع سنوات. فمنذ سنوات كانت مدن جنوب أفريقيا كلها قد تحولت وخصوصا التي تحتضن المباريات الى ورش عمل عملاقة للعمل الدؤوب والبناء لكي يمنحوا بلدهم هوية مميزة وهوية جدارة الاستضافة لهذا الحدث العالمي ويزيلون كل الشكوك التي رفقت ملف استضافة جنوب أفريقيا للمونديال. ووسط تلك التحضيرات اللافتة التي انطلقت قبل أعوام عدة وما أثير فيها من إمكانية نقل المونديال الى بلد آخر فان جنوب أفريقيا وسكانها كانوا في مستوى التحدي لإثبات الذات وإبهار العالم من جهة وتأكيد نجاح هذا البلد في احتضانها من جهة ثانية ، هذا البلد الذي عاش ارهاصات التهديد بوجود العصابات اللصوصية وقطاع الطرق الذين يحاولون استغلال أجواء المونديال المحاطة بواحدة من أهم الإجراءات الأمنية غير المسبوقة على تاريخ بطولات كأس العالم. ان ما انجزته جنوب أفريقيا وما قدمته من بنى تحتية رياضية تتعلق بكرة القدم على وجه الخصوص ومنشآت رياضية عملاقة تقدمها الى العالم لإحتضان كأس العالم وقدرتها على رسم سياسات مستقبلية للافادة من هذه المنشآت والملاعب وديمومة الافادة منها يعكس حجم التطور الكبير الذي قطعه هذا البلد على طريق احتضانه لمونديال 2010 الذي تنطلق شرارته بعد غد وسط ترقب واهتمام جميع سكان أرجاء المعمورة حيث يعيش الكل لغة واحدة اسمها كرة القدم .واذا كانت الدولة المضيفة للمونديال تنتظران تثبت للعالم جدارة الاستضافة بفعل ما قامت به من عمل كبير تريد ان تزيل به كل آثار التشكيك بقدرتها الخلاقة لإحتضان المونديال مثلما اثير مثل ذلك خلال العامين الماضيين برغم الثقة الكبيرة التي أبداها الاتحاد الدولي بقدرة جنوب أفريقيا نعتقد بان الاسماء الواعدة في سماء كرة القدم العالمية باتت هي الاخرى بانتظار فرصة كبيرة لتقديم تلك المواهب على مسرح المونديال الذي صدم بالضربات الموجعة التي تعرضت لها بعض المنتخبات وهي تخسر خدمات نجومها بفعل الإصابات اللعينة التي لاحقت هذه النخبة في سلسلة المباريات الاختبارية التي خاضتها تلك المنتخبات الشهيرة ما يجعل هذا المونديال ساحة جديدة لإظهار اسماء جديدة ونجوم لافتة. إذاً، على وقع المونديال ولغة المونديال سيعيش عشاق كرة القدم في ارجاء المعمورة حدثا سينصرف الكل بسبب سطوته وسحره الاخاذ المتجدد كل اربعة اعوام تعيش فيها المنتخبات المشاركة حلم المشاركة وحلم المنافسة وحلم الحصول على اللقب العالمي، كما سينبهر العالم ليس بفنون ميسي ورونالدو وكاكا وغيرهم ، بل سينبهر بما وصلت اليه البلدان المهتّمّة بالرياضة بشكل عام وكرة القدم على نحو خاص برغم صدمة التهديد بغياب دروغبا وبالاك وروبين وآخرين باتت لعنة الاصابات تهدد مشاركتهم في عرس المونديال !.