TOP

جريدة المدى > غير مصنف > عبد الرزاق الحسني وتاريخ الوزارات العراقية

عبد الرزاق الحسني وتاريخ الوزارات العراقية

نشر في: 9 يونيو, 2010: 04:52 م

ابراهيم احمد في هذا المقال محاولة اولية لاستقراء وتتبع حياته مواقفه ومؤلفاته ومنهجه التاريخيولد عبد الرزاق الحسني في بغداد عام 1903 وتلقى في مطلع حياته تعليما دينيا، ثم التحق بمكتب الترقي الجعفري العثماني (المدرسة الجعفرية فيما بعد) وفيها شرع في تعلم اللغات العربية والتركية والفرنسية، وعند انتقال والده الى النجف عام 1920، عمل مدرسا في المدرسة الرسمية هناك،
ثم دخل دار المعلمين في بغداد. وفيها نمت عنده قابلية الكتابة والنشر فبدأ يكتب في جريدة المفيد، ثم ما لبث ان ولع بالتاريخ بتأثير استاذه عبد اللطيف الفلاحي، وفي مطبعة الفلاحي الخاصة طبع الحسني كتابه "المعلومات المدنية لطلاب المدارس العراقية" الذي يعتبر باكورة مؤلفاته.وقد تتابعت مؤلفات الحسني بعد ذلك حتى تجاوزت الثلاثين بينها "تاريخ العراق السياسي الحديث" في ثلاثة اجزاء و"العراق في دوري الاحتلال والانتداب".. في مجلدين "والعراق قديما وحديثا" و"الثورة العراقية الكبرى" و"الاسرار الخفية في حركة عام 1941 التحررية" اضافة الى كتبه الاخرى. كما الف كتابا عن "تاريخ الصحافة العراقية" ، ولكن كتابه الذي صدرت طبعته الخامسة الموسعة والمزيدة اخيرا والموسوم "تاريخ الوزارات العراقية".. في عشرة اجزاء يظل من ابرز واشهر مؤلفاته على الاطلاق، ذلك انه يعتبر من المصادر الرئيسة لتاريخ العراق الحديث.. ولايستطيع احد من الباحثين والكتاب المهتمين بتاريخ العراق تجاهله بأي حال من الاحوال. عمل الحسني في الصحافة وكانت له جريدة ادبية تاريخية اسبوعية باسم الفضيلة، صدر عددها الاول في الفاتح من ايلول عام 1925 وفي الحلة اصدر جريدة علمية ادبية تاريخية باسم الفيحاء منذ عام 27 كانون الثاني عام 1927 وبعد ان توقف اصدار جريدته هذه التجأ الى الوظيفة الحكومية فعين عام 1927 معاونا لمحاسب وزارة المالية، ثم اصبح مديرا لحسابات "مديرية البرق والبريد العامة" ولكن قيام، ثورة مايس عام 1941 ومساهمته فيها، أدى الى اعتقاله بعد فشل الثورة واحتلال الانكليز لبغداد، وبقي في المعتقل قرابة اربع سنوات ندب للعمل منذ عام 1949 في ديوان مجلس الوزراء، فعهد اليه تنظيم سجلات خاصة بتاريخ الدولة، وفي هذه الوظيفة التي اعجبته ، قضى اربع عشرة سنة افاد منها كثيرا في تهيئة  المصادر الاولية لمواد كتابه تاريخ الوزارات العراقية، وفي عام 1964 تقاعد عن العمل وانصرف الى مراجعة بحوثه وكتاباته في ضوء الوثائق والمصادر الحديثة. عقد الحسني صلات علمية وشخصية مع عدد كبير من العلماء والباحثين، والمستشرقين امثال الاساتذة: شاخت وماسينيون وكب وكوتولوف وجاك بيرك وكراكرشوفسكي ومن العرب: شكيب ارسلان وعباس محمود العقاد وسلامة موسى واحمد تيممور.. وكان للحسني فضل تشجيع ومساعدة بعض الساسة العراقيين على نشر مذكراتهم الشخصية، بل واشرف على مذكرات بعضهم امثال عبد العزيز القصاب وطه الهاشمي وناجي شوكت. اما قصة تأليفه كتاب تاريخ الوزارات العراقية.. فترجع بداياتها الى عام 1926 ، وفي العالم التالي شرع في جمع اصول الكتاب ومواده مستعينا بمضابط البرلمان العراقي، تارة، وبالصحف اليومية وما ينشر فيها من بلاغات ومستندات واخبار تارة اخرى.وفي عام 1930 وجد مجموعة من مقررات مجلس الوزراء العراقي مطبوعة على شكل كراسات صغيرة، لكل ثلاثة اشهر كراسة مستقلة.. فكانت هذه المقررات من اللقى المهمة التي اعانته على وضع بحث تكوين الوزارات العراقية نشره في اجزاء متتابعة من مجلة العرفان الصيداوية، وفي عام 1933 صدر الجزء الاول من كتابه ، اما الجزء الثاني فصدر عام 1935 ثم تتابعت اجزاء الكتاب حتى بلغت الاربعة في عام 1940 وحالت ظروف الحرب العالمية الثانية من دون السير بالكتاب، وبعد انتهاء الحرب، استمر في اصدار الكتاب حتى بلغت اجزاؤه العشرة. وبالرغم من هذا الجهد العلمي الكبير، فان الحسني يعترف بانه لم يفعل اكثر ما فعله المؤرخون العرب القدامى امثال الطبري والمسعودي..وهو يختلف عن عبد الرحمن الرافعي (1889 -1966) وقد كتب (16) مجلدا في تاريخ مصر الحديث – والذي اعترض بشدة على الدعوة التي وجهت اليه في اواسط الستينيات.. للمشاركة في كتابة تاريخ مصر من جديد، قائلا: ان التاريخ قد كتب بالفعل.. الم تقرأوا كتبي.. اما الحسني فانه يتواضع كثيرا ويعترف بجهود الباحثين الجدد في مجال تاريخ العراق الحديث، وهم الذين يجدون فيه خير عون عند كتابة رسائلهم. ويروي الحسني في مقدمة كتابه (الطبعة الخامسة) كيف انه اطلع على اطروحة في تاريخ العراق الحديث قدمت لجامعة بغداد، وذلك لغرض تقويمها، فوجد لدى قراءته الاطروحة ان كاتبها "قد رجع الى مصادر عظيمة لم اكن قد اطلعت عليها من قبل... فساقني حب الاطلاع الى مراجعة المركز الوطني للوثائق ببغداد، هذه المؤسسة الحكومية الجديدة، والاطلاع على الاسانيد التاريخية المهمة، تمهيدا لاعادة طبع كتاب تاريخ الوزارات العراقية طبعة جديدة موسعة ومصححة.. كما سافر الحسني الى لندن في عام 1971 واطلع على وثائق مركز السجلات العامة هناك. يغطي كتاب الحسني احداث ووقائع (59) وزارة اشتركت في حكم العراق ايام العهد الملكي الزائل بين 25 تشرين الاول عام 19

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram