اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > بضع ساعات عن 89 عاماً..حوار عن الحياة والتاريخ والأسعار مع المؤرخ عبد الرزاق الحسني

بضع ساعات عن 89 عاماً..حوار عن الحياة والتاريخ والأسعار مع المؤرخ عبد الرزاق الحسني

نشر في: 9 يونيو, 2010: 04:58 م

الف باء 4/9/1991 *"احداث عاصرتها"هو آخر مؤلفاتي وما يزال مخطوطة *سعر بدلتي كان دينارا ونصف الدينار، وسعر (تنورة) حفيدتي اليوم (90) ديناراً..!!*الشعر بضاعة كاسدة*كتبت الرواية والشعر ثم التاريخ
باب حديدي ابيض اللون يفصل مابين الشارع والحديقة.. الباب مفتوح منذ السادسة فجراً.. وقد يبقى حتى مساء اليوم، بين الباب والطارمة ممشى ضيق ينتهي عند درجتين تصعدان نحو الطارمة المبلطة بالكاشي الاصفر وفي مسرح الطارمة (كرويت) وثلاثة كراس خشبية، فوق (الكرويت) وفي اقصى الجانب الايمن منه يجلس المؤرخ الكبير عبد الرزاق الحسني، وهو يمد ساقيه او ربما ساقاً واحدة فوق كرسي خشبي، والى جانبه بعض الكتب والاوراق، منذ السادسة فجراً وحتى الثانية عشرة ظهراً من كل يوم يجلس الحسني هنا، يقرأ ربما يكتب وعيناه تتجولان في الشارع ربما تجتازان باب الحديقة او تبقيان في حدودها.. عندما وصلت الى الكرادة داخل وقريباً من (البوليسخانة) سألنا عن دار عبد الرزاق الحسني، دلني صاحب كشك الصحف.. ومن لايعرف بيت هذا المؤرخ الجليل؟ بيته مبني بالطابوق البغدادي الذي اكتسب الان لوناً عتيقاً..وقد بني منذ عام 1938 اشتراه بـ 600 دينار فقط، وما يزال قوياً، انظر الى الكاشي حتى الان لم تتحرك كاشية واحدة". يؤكد الحسني في اول الصباح وثمة نسيم بارد يغسل وجوهنا، اجلس الى جانب الحسني فوق تلك"الكرويتة"وقبل ان الملم انفاسي يشير الى نبتة صغيرة في حديقته هناك ورود الرازقي البيض.. اقطف لك منها، واذا اردت شاياً او قهوة.. ادخل واحضرها بنفسك، فلا احد هنا يضيفك.. اكتفيت بثلاث ورود.. بين الكتب هناك بطاقتا توزيع (الغاز) قال الشيخ الجليل: في عربة توزيع الغاز، تصور القنينة في المحطة بـ"600"فلس وصاحب العربة يبيعها لنا بثلاثة دنانير؟ هكذا بدأنا حديثنا عن الاسعار لكأن التاريخ يدور حوله ولم لا؟.. قال الحسني في العيد اشترينا تنورة لحفيدتي الصغيرة بـ 90 دينارا وحذاء لحفيدي الصغير بـ 50 دينارا بينما كنت اخيط بدلة فاخرة بدينار ونصف فقط، وسعر الحذاء كان لايزيد عن الدرهم.. ان الاسعار بدون احداث..التاريخ هو ماض وحاضر وبينهما يقف استغراب وتساؤل..*التاريخ يفتح ابوابه والان لنرجع الى التاريخ.عفوا.. الحياة.. فهل حياة رجل هي تاريخ؟ لا ادري. عبد الرزاق الحسني يحمل معه تفاصيل (89) عاما.. هي عمره، وهي ايضا احداث وذكريات تنام تقوم معه، يكاد لاينسى ابسط احداثها، يقول:"ان كل ما اعرفه من تاريخ حياتي انني ولدت في سوق العطارين (الشورجة) ببغداد عام 1903 من اب وام عراقيين معروفين، وعائلة تقرض الشعر وتتعاطى الادب وتمتهن (العطارة) ولذا سميت بال العطار وقد تعلمت مبادئ القراءة والخط في جامع الخفافين الذي كان يديره الملا احمد، المشهور بغلظته مع طلابه.. لم تكن هناك مدارس او كتب ودفاتر بل كنا نكتب على صفائح (التنك) بقلم من القصب وكان الملا احمد يكلفنا بالواجب فنكتب على صفائح (التنك) هذه ويراها، فاذا رضي عنها غسلنا الصفائح بالماء، واذا لم يرض ننال منه العقاب! *هذا يعني انك لم تدرس في مدرسة اكاديمية؟ - لما اعلن الدستور العثماني عام 1908، سمح لجماعة من وجهاء بغداد بتأسيس مدرسة اهلية باسم (مكتب الترقي الجعفري العثماني) وكنت ممن التحق بهذا المكتب، كان رقم تسجيلي فيه (555) وقد شرعت في تعلم التركية والفرنسية.. مضافا اليها العربية اسوة بغيري من تلامذة هذا المكتب، ولما اعلنت الحرب العالمية الاولى عام 1914 تعثرت الدراسة في معظم المدارس الحكومية والاهلية بسبب التحاق اساتذتها بالخدمة العسكرية فانتقل بنا احد الاساتذة من بناية المكتب في (سوق الغزل) الى جامع (الحاج داود) في (الهيتاويين) ولما احتل الجيش البريطاني بغداد في 11 اذار عام 1917، انتظمت الدراسة في مكتبنا من جديد بعد ان ابدل اسمه الى (المدرسة الجعفرية) وجيء لنا باساتذة فطاحل تخلوا عن الجيش البريطاني المنسحب، امثال الحاج كمال، وعبد الستار الشيخلي، وعلي مظلوم، مضافا الى الاساتذة، احمد زكي الخياط، وجعفر حمندي، ومحمد حسن كبه، وعبد المجيد علاوي، وعباس مهدي، وعلي البزركان، واستاذ لتدريس اللغة الفرنسية لايحضرني اسمه. *يوم هرب بي الجسر*ما ذكرياتك عن بغداد في ايام طفولتك؟ -في عام 1914 ارسلتني امي لزيارة خالتي وجدتي في (ذاك الصوب) الكرخ، واثناء عبوري جسر السراي، وكان الجسر الوحيد ببغداد، انقطع و(انهزم) وكان عمري (11) عاما، واستقر الجسر في (الكرادة) أو (الزوية) وانا فوقه ومعي ثلاثة اشخاص، لم يكن وقتذاك اناس كثيرون يعبرون الجسر.. حتى عرفت السلطات بهروب الجسر، فجاء الجنود من القشلة..ومعهم حبال غليظة لسحبه.. وفرقة موسيقية..حيث كان الجنود يسحبون الجسر والفرقة تعزف وهم يرددون (حبل الجسر ما ينقطع هيه يا الله.. حبل ال جسر ما ينقطع هيه يا الله...!)حتى اعادوا الجسر الى مكانه وشدوا حباله بالركائز.. كان ذلك وقت غروب الشمس، حيث عدت الى البيت ووجدت في البيت ما يشبه (العزاء) من بكاء وصياح اذ لم يكونوا يعرفون اني كنت فوق الجسر المهزوم! *لم ادرس التاريخ *كيف اكملت تعليمك؟ -يشاء الو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram