اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > تألق في التاريخ السياسي وتخبط في تاريخ الأديان والعقائد

تألق في التاريخ السياسي وتخبط في تاريخ الأديان والعقائد

نشر في: 9 يونيو, 2010: 05:07 م

رشيد الخيون (صديقنا السيد الحسني شاب في مقتبل العمر ولوع بالبحث والتنقيب عن المواضيع العلمية والتاريخية ، وتشهد له بذلك مقالاته الممتعة التي لايزال ينشرها بين اونة واخرى في المجلات المصرية والسورية والعراقية، وقد الف ونشر حتى الان ثلاثة كتب، صادفت رواجا واستحسانا، وهذه الكتب هي: المعلومات المدنية، وتحت ظلال المشانق ومباحث في العراق)، هذا ما كتبته مجلة "لغة العرب" عن شباب المؤرخ الحسني في عام 1928.
قد يلفت النظر، في عشرينيات العراق، ان يكون لشاب في مقتبل العمر ثلاثة مؤلفات منها رواية في ثلاثة اجزاء "تحت ظلال المشانق". ويصدر جريدتين هما: "الفضيلة" (بغداد) و"الفيحاء" (الحلة) وقبل ذلك كان مديرا اداريا لجريدة الاستقرار النجفية خلال ثورة العشرين ، ومعلما للانكليزية في المدرسة الاميرية، المدرسة الحكومية الوحيدة في النجف انذاك، وحصل على تلك الوظيفة بامر من علي مظلوم قائممقام النجف، ومدرسه السابق في المدرسة الجعفرية في بغداد. عاصر الحسني الدولة العراقية الحديثة منذ النشوء وحتى الخراب الحالي، لم تكن معاصرته للاحداث عابرة، كانت حياته عملا متواصلا في البحث عن الوثائق واقتنائها. وقد خصصت المكتبة الوطنية في بغداد خزانة خاصة لرسائله ووثائقه، ومثل هذا المؤرخ يستحق لقب شاهد على التاريخ بجدارة فهو الراوية فهو لم يترك وزارة في تاريخ الحقبة الملكية الاسجلها في كتاب..بدأ الحسني عمله التوثيقي برصد احداث ثورة العشرين العراقية في النجف يتنقل مع الثوار من مكان الى اخر، بحثا عن منشور او رسالة او خطاب حماسي.. وبما ان هذا الفن لم يكن مألوفاً بين الناس انذاك، فقد ارتاب البعض في امره، واستفسره الشاعر محمد باقر الشبيبي صاحب البيت المشهور"المستشار هو الذي شرب الطلاء فعلام يا هذا الوزير تعربد" كذلك استفسر عنه الشيخ عبد الكريم الجزائري وهو يراه منهمكاً بالتدوين في زاوية من زوايا مكان اجتماع الثوار ، قاده اليه زميله جعفر الخليلي بقوله: "ما الخبر" اجاب الحسني: "خبر الاجتماع للجريدة" .كتب الحسني مقالاته في النجف وهو ابن سبع عشرة سنة، باسماء مستعارة منها ابن اللبون وعبد الرزاق البغدادي ، وبعد التمرين في صحف محدودة كتب مقالاته في مجلات وصحف عراقية وعربية واسعة الانتشار، منها: مجلة الاب الكرملي "لغة العرب" ومجلة "العرفان" اللبنانية وغيرهما ، تعرف مؤرخنا عن طريق العمل الصحفي والكتابة التاريخية على شخصيات مهمة في الدولة العراقية، منهم رؤساء وزارة: جعفر العسكري وياسين الهاشمي وحكمت سليمان ورشيد عالي الكيلاني ، إضافة الى عدد من الوزراء وشيوخ العشائر المهمين.. وعن طريق زمالته المدرسية مع الامير عبد الاله اصبحت له علاقة مميزة مع والده الملك علي وقد سهل له الاخير الحصول على وثائق رسمية من البلاط الملكي والبرلمان. كذلك اعانته هذه العلاقة على تسهيل اموره مع الدولة ، فقد عمل جعفر العسكري على الغاء مصادرة مطبعته وجريدته "الفيحاء" بعد اهتمام مكتب  المندوب السامي البريطاني  بنشاط الحسني الصحفي، كذلك حصل عن طريق ياسين الهاشمي على وظيفة مساعد محاسب في ديوان وزارة المالية، ثم مراسل جريدة "الاهرام" المصرية في بغداد، لفترة طويلة، استغل الحسني عمله في مدن العراق المختلفة في تأليف كتاب "البلدان العراقية"، أو "رحلة في العراق" ثم نشره مع بعض الاضافات بعنوان "العراق قديماً وحديثاً".كان ذلك خلال وظيفته مديرا للحسابات في عدد من المحافظات العراقية، تم تكليفه من قبل رئيس الوزراء ياسين الهاشمي بمهمة سرية الى المحافظات الشمالية، يصفها الحسني بقوله: "ان أجوس خلال المنطقة الشمالية مع اللجنة الاممية، وان اعمل على مافيه خدمة الوطن، على ان اتظاهر بالتجوال لاغراض صحفية"..وبرغم بساطة هذا الكتاب، وبعض معلوماته غير الدقيقة، الا انه كان مفيداً وممتعاً في ظرف كانت الحاجة ماسة للتعريف بالتقسيمات الادارية الجديدة، وقد نشر هذا الكتاب على حلقات في مجلة "لغة العرب" مع تصويبات مهمة من هيئة تحرير المجلة. عمل الحسني مديرا بديوان مجلس الوزراء (1949 -1964) وبهذه الوظيفة اصبح قريبا من وثائق خطيرة لم تكن في متناول الاخرين، استكمل فيها مؤلفه الرئيس "تاريخ الوزارات العراقية". والذي شرع بالتفكير بتأليفه عام 1926 اثر ازمة سياسية "حينما رشح عبد المحسن السعدون حكمت سليمان الى رئاسة مجلس النواب مقابل مرشح المعارضة رشيد عالي الكيلاني دفعت الحسني الى رصد الاحداث المثيرة في تاريخ العراق في وقت لم يكن مثل هذا التأليف ممنوعاً وعندما عرض الحسني فكرة المشروع على وزير الداخلية رشيد عالي الكيلاني طابت الفكرة له وعبر عن فرحته بمعانقة الحسني ، ومنذ ذلك الوقت قامت بين الوزير والمؤرخ علاقة حميمة ، ففي ايام انقلاب عام 1941 كلف رشيد عالي الكيلاني الحسني بمهمة السفارة الى الالوية العراقية، ثم الى سورية ولبنان، واسفرت هذه العلاقة بعد فشل الانقلاب عن اربع سنوات سجن للحسني في البصرة ثم في العمارة، استغلها في تأليف كتابه، "تاريخ العراق السياسي الحديث" ، وكان صديقه الحميم في السجن، الشاب انذاك صديق شنشل. ظل الحسني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"تقدم": خلو منصب رئيس البرلمان "عرقل" المضي بقانون العفو العام 

خاص/ المدى رأى يحيى المحمدي، المتحدث باسم حزب تقدم، الذي يترأسه محمد الحلبوسي، اليوم الثلاثاء، أن غياب رئيس مجلس النواب احد الأسباب التي أدت الى تعطيل قانون العفو العام. وقال المحمدي، في حديث لـ(المدى):...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram