اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > استقبلوها كرضوخ لأمر واقع وبدلاً من صمتها أصبح اللون لسانها

استقبلوها كرضوخ لأمر واقع وبدلاً من صمتها أصبح اللون لسانها

نشر في: 9 يونيو, 2010: 05:08 م

ايناس طارق جميل أن نرى نوعاً من الأمل المتجدد ولو كان ذلك يرسم بفرشاة صغيرة، وخطوط تعبر عن معنى الحياة والرغبة في العيش بسلام، وإعطاء فرصة للمواطن العراقي  في أن يتأمل في بغداد الحزينة، نعم، بغداد حزينة بشوارعها على ما أصابها من دمار وما فعلته يد الأشرار والإرهابين،
ولكن كانت في المقابل يد الفنان العراقي البسيط الذي ما زال  في بداية الطريق، تمسك بالفرشاة لترسم الأمل والحب،  لوحات عبرت عن الأمل في الوحدة الوطنية والسلام بحمامات بيض تحمل الأزهار، وفي عودة الترابط بين جانبي دجلة بالعبور على جسر الصرافية، لوحات غطت الجدران برسم جميل لرموز الحضارة البابلية، وللمرأة العراقية، وللكثير من المعاني التي تستحق أن تقف أمامها للتأمل في جمالها ومعناها، على الرغم من حرارة الصيف اللاهبة. لوحات غطت الجدران لوحات وشعارات غطت جدران الحواجز الكونكريتية العملاقة لأنها أنواع، وتسمى كما يحلو لك  تسميتها، «أحمد» رسام يدرس في كلية الفنون الجميلة، ولكن طريقة رسمه تعطيك صورة لفنان  شاب يطمح إلى أن يحقق الكثير، يقول أحمد: إن الفرصة اليوم لعرض اللوحات الفنية صعبة جدا لأنها تكلف مبالغ كبيرة من أجل استئجار القاعة الفنية والسبب يعود إلى قلة القاعات المفتوحة بسبب الظروف الأمنية التي كانت وراء انحسار دور الفنان العراقي، ونحن وجدنا بذلك فرصة للمساهمة ولو بشكل بسيط للتعبير عن التراث العراقي الأصيل، ودور الحضارات في إرساء التكاتف وعودة الأفكار الواحدة المبنية على الحب ونبذ الطائفية، ولو كان ذلك بالتعبير بالرسم،لأنها بالتأكيد سوف تترك طابعاً لدى المواطن العراقي بشكل  عام. أما المواطن ستار محمد الذي يعمل سائق سيارة أجرة فيقول:الصيف حار جدا، ونتيجة وقوفنا في طابور الازدحام الطويل بدأنا ننظر إلى الرسوم، وقد أعطت للشارع نوعاً من الحياة بعد أن كنا ندور داخل أسوار كونكريتية تصيبنا بالاختناق، ولكن الشباب في رسومهم هذه قد أضافوا  الرونق والتجدد ولو بشكل بسيط يقلل من التوتر الذي يصيب المواطن العراقي من جرّاء الوقوف داخل هذه الأسوار، فلا يكاد شارع يخلو منها، الأمر الذي يسبب لنا الملل والإحباط من طول الانتظار بسبب الازدحامات الكثيرة، ولو رفعت تلك الحواجز وفتحت الطرق لعادت بغداد أجمل من السابق.rnضرورة أمنيّةفي الحقيقة أصبحت الحواجز الكونكريتية في مناطق متعددة من بغداد تحتل الأماكن الكثيرة، وهناك بعض الشوارع التجارية ـ مثل شارع فلسطين ـ نلاحظ فيها أن الحواجز الكونكريتية التي يبلغ ارتفاعها (1,5 م) قد استخدمت للرسوم وكذلك للإعلان للمحالّ التجارية، يقول سامر صاحب محل لبيع الملابس الرجالية: إن الفكرة جميلة جدا، وتعطينا نوعا من الراحة النفسية عند النظر إلى الحواجز الكونكريتية المحيطة بنا، وهي قد وضعت من أجل حفظ الأمن، وعدم السماح للسيارات  بالوقوف، صحيح أنها تسبب الازدحام، ولكنها توفر الأمان بصورة أكبر، وقد طلبنا من الجهات المسؤولة عن ذلك عمل نوع من الدعاية للمحالّ التجارية، لأنه في الحقيقة الحواجز تغطي محلاتنا نتيجة ارتفاعها، لكن نتمنى رفع الحواجز بصورة كاملة وأن تعود بغداد تزهو بمعالمها ورموزها التاريخية وإعمارها من جديد بسواعد ابنائها الشرفاء. وفي منطقة الباب الشرقي، وجد بعض الباعة المتجولين في الجدران الكونكريتية مكانا لعرض وتعليق بضاعتهم المختلفة، أما القسم الآخر من الباعة، فقد وجد فيها فرصة لبيع اللوحات المرسومة على الورق، بينما علقت المواطنة منى طه موظفة في إحدى الدوائر الحكومية تقول: نحن نقف يوميا بانتظار سيارة الدائرة وننظرالى الشباب الفنانين بكل معنى الكلمة وكيف ترسم أناملهم اللوحة، ويكمل الرسام الآخر، وهكذا.rnالكتابات العشوائيةأصبحت  للكتابات العشوائية الموجودة على جدران نقاط التفتيش ببغداد صلةٌ بالواقعية.. حيث تكتب على هذه الجدران الشعارات الجميلة مثل (لا للإرهاب)، وهو شعارٌ موجود على كل الجدران في بلدٍ لايزال يعاني من هذا الإرهاب، وشعار (احترم تـُُحترم) وهو شعارٌ يستخدمه رجال الأمن الذين اعتادوا الشكوى من عدم الاحترام من بعض المتنفذين والمتسلطين في الدولــة، وهذا الأمر حقيقة وليس كلاما من نسج الخيال،فعندما يأتي رتل من السيارات المدنية لأي مسؤول كان، لايحترم رجال السيطرات الأمنية، ويبسط نفوذه بسير سيارته بالطريق الخاص والمخصص للأرتال العسكرية من دون أي مجادلة، وكذلك شعار «القانون فوق الجميع»، هذا الشعار الذي لا يلتزم به إلا القليل من المارة عبر نقاط التفتيش. والأمر لا يختلف هنا عن الشعار السابق، فكلاهما يؤديان الى نفس النتيجة ((تقبل أو لا تقبل  يا رجل الأمن، نحن نفعل ما نريد)).في الحقيقة أن غالبية الشعارات تعطي  معنى واحدا، بالرغم من كون  تلك الشعارات تتحدث بطابع ذي ثقةٍ ثابتة أكثر مما هي عليه من طابع الإلهام. يقول الملازم عدنان منتسب إلى إحدى السيطرات الأمنية الواقعة في منطقة الكرادة: تمثل تلك الكتابات على جدران نقاط التفتيش السلطة، و القانون يعني الطاعة والالتزام، بالإضافة الى الوطنية، لكن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram