اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الثقافي / السياسي.. مفارقـة صـناعة الأدوار المشـتـركة

الثقافي / السياسي.. مفارقـة صـناعة الأدوار المشـتـركة

نشر في: 9 يونيو, 2010: 07:18 م

علي حسن الفواز السياسي والثقافي باتا عند خط شروع واحد، وربما عند لحظة اغتراب تاريخي واحدة، أو ربما عند لعبة إنتاج ادوار مفارقة. هذا التوصيف ليس شعارا تبشيريا للمرحلة، بقدر ما هو استقراء لسيرورات صادمة لظاهرة الانطولوجيا الاجتماعية في افق الدولة القادمة، واستقراء لطبائع التغاير الذي يمكن ان يمسّ ملامح التحول العميق والبطيء-لكنه القادم- بكل تمظهراته الاجتماعية والثقافية والسياسية،
 اذ باتت ظاهرة صناعة الأدوار في الأداء وفي المسؤوليات هي الشرط والقياس المنهجي وحتى الفقهي الذي أخذ يضغط كثيرا على عمل الفعاليات السياسية والثقافية في آن واحد.. واحسب ان فاعلية الثقافي في السياق النمطي باعتبارها فعالية نخبوية باتت تفترض وجودا لازما  لفاعلية السياسي بمعناه التنظيمي والاداري وحتى الدلالي الكافل لنظام التعددية والسياق الديمقراطي للدولة الجديدة، والسياسي أخذ هو الاخر يبحث عن الواجهة الثقافية الاعلامية والبرامجية والتسويقية وليس التخصصية!! التي تؤنسن وجوده في النظام الاجتماعي، خاصة بعد ان انهيار نموذج السياسي المؤدلج والسياسي العسكري، والسياسي الارستقراطي/العائلي  سليل نظام الباشا والبيك، وسليل شفرة المعسكر بمعناه الانقلابي الطارد لغيره، مثلما ان مفهوم السياسة ومفهوم الثقافة لم يعودا ايضا خاضعين لاجرائين متباعدين في العمل وفي طريقة القناعة والاندماج مع توزيع الادوار القديمة.السياسي الجديد يضطر الى حمل الثقافي بمعناه الدلالي في معطفه الثقيل الخشن والقديم، والثقافي أخذ يضع السياسي في سياق متنه الاجرائي دائما..وان اية محاولة توصيفية للفصل والتقاطع بينهما تحت مهيمنات الادوار القديمة باتت محكومة بالفشل، او ربما بالخروج عن سياقات العمل التي تؤطر الفاعليات السياسية العراقية في مشروع الدولة الجديدة، لان الواقع لم يعد يحتمل سياسيا يجيء مع الانقلابات او الانتصارات الوهمية للايديولوجيا، والذي يمارس دوره معزولا عن الثقافة وشؤونها، مثلما لم يعد هذا الواقع يحتمل المثقف الذي يعاني من مركب فوبيا السلطة والذي لايعرف كيف تجري وتصطخب من حوله احوال الدنيا وكيف يمكن للظواهر ان تتشكل امامه وتفرض حضورها وصراعاتها وازماتها وشروط تحولاتها؟السياسي والمثقف بقطع النظر عن جاهزية التوصيف القديم، وطريقة النظر اليهما،  اصبحا امام منظور جديد وادوار جديدة، منظور اجرائي له شروطه وقياساته واحكامه الواقعية والمعرفية والمعلوماتية، وادوار تقتضي اعادة انتاج مفاهيم الدولة والسلطة والحرية والاخر والمجتمع السياسي والمجتمع المدني وغيرها، وبالتالي فانهما اصبحا امام سياق اكثر فاعلية وشجاعة،  يشترط وجود العديد من الاليات الدافعة الى تنفيذ البرامج الواقعية لهذا السياق، اذ هما الان اكثر  مواجهة تداعيات مرحلة مابعد ازمة انهيار الدولة القديمة، دولة المراكز، ودولة الاستبدادات، والتي تجعل ادوارها اكثر  اتساعا واكثر عمقا للتعاطي مع تشكلات الظواهر والتحولات وطبيعة الصراعات والازمات.هذه الادوار تجعل نمطية العلاقة بين السياسي والثقافي بحاجة الى تفكيك منهجي، والى استقراءات تنطلق من مقاربة جدّة هذه الادوار في سياق الدولة وفي سياق المجتمع اولا، وفي سياق اعادة النظر الى الحاجات والمواقف ثانيا، وبالاتجاه الذي يجعل هذه الادوار  تنحاز الى تطوير وتنمية افاق النظر الممنهج والموضوعي للظواهر التي تشكلت في مرحلة مشروع الدولة، ، وبكل  ما تحمله من اجراءات واستحقاقات وصناعة عقلانية لمفاهيم تكريس هذه الدولة في الواقع وفي العلاقات الدولية وفي سياق المصالح والحسابات،  خاصة وان النظام القديم قد ترك دولة شوهاء، تعاني من ازمات حروب عبثية قديمة وحاضرة ومن مديونيات هائلة، ومن تداعيات ازمات عقوبات دولية، ومن تعقيدات مرعبة في العلاقات الدولية والاقليمية/العربية،بكل ماتحمله هذه العلاقات من اجندات وتخندقات وطبائع مازالت للاسف تقدم لنا نموذجها الاشكالي المقترن باشكالات انظمتها السياسية وابنيتها الطائفية،  ناهيك عن تعقيدات البنية الداخلية المأزومة بصراعات اثنية وطائفية وسياسية ومعيشية، واشكالات معقدة لطبيعة الدولة التي تحولت طوال اكثر من ثلاثين سنة الى معسكر سياسي وايديولوجي، يخضع نموذجها الى نمطية البطولة التقليدية التي كرستها انماط الخطاب القومي الذي بدت تمظهراته السياسية مع صعود الملك غازي لادارة(المملكة العراقية) في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ومع وجود نخب قومية تقليدية مثل رشيد عالي الكيلاني، ساطع الحصري ويونس السبعاوي وبعض السياسيين التقليدين وكذلك بعض الضباط  وحتى المثقفين العراقيين. لم ينه انهيار حركة مايس 1941 هذا التيار الذي تحولت بعض قواه الراديكالية الى حركات سياسية ذات توجهات عروبية، بمواجهة صعود المد الليبرالي/الماركسي النافذ في العراق ونفوذه في الاوساط الشعبية، والذي لم يكن رغم هذا النفوذ يملك برنامجا واضحا للسيطرة على الدولة الضعيفة والهشة! اذ  اسهم ضعفه فيما بعد الى عامل لاستقواء التيارات القومية وصعود نجم النخب العسكرية التي قادت  بعد عملية سنوات قليلة التغيير وانهاء الدولة المملكة عام1958 وتصفية رموزها بطريقة بشعة.مرحلة مابعد 1958 لم تستطع هي الأخرى ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram