باسم عبد الحميد حموديالمؤلف هو العلامة الشاعر صفي الدين  أبو الفضل عبد العزيز بن سرايا بن أ بي القاسم الحلي  الطائي ,ولد  في مدينة الحلة في  وسط العراق في 26/8/ 1228 م الموافق للخامس عشر من ربيع الآخر سنة677هـ , ودرس في بيتوتاتها العلمية في صباه , حتىثأر لمقتل خاله عبد الرحمن عام 701 هـ , وهاجر الى ماردين اتقاء لثأر  مقابل يودي به .
 قضى صفي الدين فترة من الوقت في ماردين  عمل خلالها  في التجارة مرتحلا الى مدن متعددة في مصر  والحجاز والشام ثم أستقر ببغداد حتى توفي فيها سنة 750هـ وعمره73 عاما  . خلال عمله بالتجارة درس على يد علماء عصره في كل مدينة وصلها وقصد الامراء مادحا وأفاد من عطاياهم, وقد وضع صفي الدين ديوانا  شعريا رتبه حسب موضو عاته , وكان يسكن مصر , ووضع ديوانا في مديح المنصور حاكم ماردين, وأنشأ مطولة في مدح الرسول الاكرم صلى الله عيه وسلّم تتألف من 145 بيتا من البحر البسيط , ووضع  في كل بيت مثالا من البديع .  ويعد كتاب (العاطل الحالي والمرخص الغالي) خاصا بما أسماه النقاد ةالفنون الشعرية غير المعربة وسموه ايضا الشعر الملحون   مثل:  الزجل والكان وكان والقوما والماليا , أتى فيه بنصوص من العراق ومصر والاندلس والشام , وعده الباحثون في الادب والتراث الشعبي مصدرا مهما لدراسات اساسية في هذه الابواب .  سمّى صفي الدين الحلي الوان الشعر هذه بـ (الفنون) , وهي تختلف حسب اختلاف بلاد مخترعيها وتفاوت  اصطلاح  مبتدعيها, فالكان وكان له وزن واحد وقافية واحدة والماليا له وزن واحد واربع قواف, والقوما له وزنان وثلاث قواف وعد صفي الدين أن مجموع  فنون النظم  سبعة لاختلاف تسمياتها ومضامين بعضها بين المشارقة والمغاربة . السبعة من الفنون عند اهل الغرب(بلاد المغار ب العربية) ومصر والشام هي : الشعر القريض والموشح والدوبيت والزجل والمواليا والكان وكان والحماق , وأهل العراق وديار بكر ومن يليهم يثبتون خمسة منها ويستبدلون الزجل والحماق بالحجازي والقوما  .وهما فنان شعريان اوجدهما اهل بغداد للغناء في سحور  رمضان خاصة ,والحجازي وزن بيتين من بحر السريع بثلاث قواف . و(القوما) فن شعري اخترعه البغاددة واشتق اسمه  من قول المغنين للتسحيرفي آخر كل بيت منه بعد غناء الرمل او الزجل بدعوة رب المنزل : قوما للسحوروينفي صفي الدين ان الشاعر ابن مقلة قد اخترع  القوماويقول انه وجد قبله لكن أبن مقلة ابدع فيه زمن الخليفة الناصر الذي كان يطرب له في ليالي رمضان ويهدي الشاعر مكافآت سخية فلما  توفى الشاعر خلف ولدا له أرق صوتا واكثر حيلة ذلك أنهجمع اصحاب الصنعة معه ليلة رمضان الاولى ووقف تحت الطيارة (مكان مرتفع ينام او يسهر الناصر فيه) وغنى النوبة بصوته الرقيق فطرب الخليفة لصوته فلما وصل الى القوما كان أول ما قاله :    يا سيد السادات        لك بالكرم عادات   أنا بني ابن نقطة       تعيش أبي قد مات فاعجب الخليفة بطريقة المؤدي في الاخبار  والتلخيص وضاعف  عطاءه . جمع المؤلف كل هذه الفنون وأوضح قواعدها وجاء بأمثلة لهاكثيرة واسماه العاطل  الحالي والمرخص الغالي ,لكونه عاطلا عن الاعراب , حاليا من  المعاني والاداب, مرخصا بين اهل الهزل والطرب,غاليا على ذوي الجد .حقق قبل حسين نصار المستشرق و(لهلم هورنباغ) في المانيا سنة 1955 هذا الكتاب وكان  د. نصار واستاذه مصطفى السقا قد استعارا مخطوطة الكتاب من دار الكتب المصرية وعملا على تحقيقه بسنوات قبل عمل المستشرق الالماني لكنهما وقفا عند العامية العراقية وانتظرا من يعينهما على الايضاح فاعادا المخطوطة الى المكتبة ليستعيرها آخر مدة طويلة اضاعت عليهمافرصة استكمال العمل معا حتى انفرد به د. نصار لوفاة استاذه السقا فكان للتحقيق حكاية تستحق الذكر مثلما يستحق الكتاب الاشادة والتقدير.