حازم مبيضين مثير للأسى والغضب رفض المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في اجتماعه الاخير في القاهرة, لطلب اتحاد الادباء والكتاب في العراق, إعادة عضويته إلى الاتحاد رغم تقديمه كافة الوثائق والمستمسكات الداعمة لمشروعية الاتحاد العراقي, ونتائج الانتخابات التي جرت في شهر نيسان الماضي.
وفي يقيني أنه مثير للأسى أيضاً تكالب الاخوة العراقيين على عضوية الاتحاد العربي, الرافض لهم امتثالا لرأي وفد جماهيرية العقيد الليبي معمر القذافي, الذي هدد بالانسحاب, معتمداً على التبعات المالية التي ستنجم عن ذلك, وبمعنى أنه اشترى بأموال الشعب الليبي, موقفاً غير أخلاقي من العراقيين, الذين يواصلون تمسكهم بحقهم في العضوية, استناداً إلى شرعية تمثيلهم للادباء العراقيين, وإلى حق الدولة العراقية في تمثيل أبنائها في هذا التجمع الثقافي العربي, الذي يحوله الليبيون ومن معهم إلى قاعة للتنابذ السياسي الرخيص. اتحاد الادباء العرب أجل البت في الموضوع, للوقوف كما يقول على مايحصل من تطور على الساحة العراقية من الجانب الامني, وهذه نكتة سمجة تربط بين الفعلين الادبي والامني, لكنها تؤكد ارتباط الرافضين بالعقلية الامنية الحاكمة في دولهم, ولم يكفهم الوثائق المقدمة من الوفد العراقي, بما فيها قرار القضاة العراقيين ومصادقتهم على الانتخابات الاخيرة للاتحاد, واكتفى الاتحاد العربي المبجل بفقرة من البيان, نصت على النظر بنفس العين التي تراقب منع تداول الكتب بين الاقطار العربية إلى " واقع الكتاب والأدباء في العراق الذي ما يزال مضطربًا يشوبه العنف وعدم الاستقرار، مما يحد من حرية الأدباء والكتاب وممارستهم حقهم الطبيعي في التعبير والعودة إلى وطنهم، وفي انتهاك الحقوق الأساسية للمثقفين والمبدعين , في هذا القطر الشقيق من قبل الاحتلال والقوى الممالئة له ", انتهى الاقتباس من بؤس بيان القاهرة وتهافت مبرراته, لكن السؤال الذي يقفز إلى الذهن مباشرة هو كيف كان حال الادباء العراقيين أيام حكم صدام حسين, وبأي ميزان يمكن قياس مدى حريتهم في التعبير آنذاك؟ . كنا نتمنى على الصديق ياسين النصير الذي مثل العراق في اجتماع القاهرة, أن يستجمع كل شجاعته للاعلان بقوة عن رفض قرار تثبيت عضوية اتحاد أدباء العراق بدلاً عن إعادة تلك العضوية إلى وضعها الطبيعي, وكنا نتمنى من رئيس اتحاد الادباء والكتاب العراقي فاضل ثامر أن يعلن من بغداد رفض المناورة الليبية, مستنداً إلى ديمقراطية انتخابه, وإلى شرعية تمثيله للادباء العراقيين, بدل وصفه لما جرى في القاهرة بانه خطوة إلى الامام, خصوصاً وهو يعرف تماماً مدى شرعية تمثيل الوفد الليبي في اجتماع القاهرة للادباء الليبيين, الذين قد يكون مأخذهم الاساسي على الاتحاد العراقي طبيعته الديمقراطيه التي تجذرت بعد سقوط نظام صدام الذي نعرف جميعا مهازل انتخابات كافة اتحاداته المهنية , ونستذكر كيف كان أزلام عدي يلجأون إلى الطماطم لاذلال من يفكر بأن يكون شريكاً وليس تابعاً ذليلاً.أعتقد جازماً أن على اتحاد الادباء العراقيين الشعور بالفخر لعدم استجابة الاتحاد العربي لمطالبه, فليس فخراً لادباء العراق, وهم الرواد انتاجاً وهم الرواد نقابياً, الانضمام مجدداً إلى هذا السيرك العجائبي, الذي يحاول التمنن عليهم, وإذا كانت هناك بعض المكاسب التي يمكن أن يجنوها من هذه العضوية فانها لا تستحق الاستمرار باراقة ماء الوجه, في حين أن الحكومة العراقية مدعوة لتعويضهم بأضعاف أضعاف ما يمكن أن يخسروه.
لماذا التهافت يا اتحاد أدباء العراق؟
نشر في: 12 يونيو, 2010: 04:50 م