اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ربع ألغام العالم في العراق..مخلّفات الحروب السابقةقـنابل موقوتة تصطاد أرواح الأبرياء

ربع ألغام العالم في العراق..مخلّفات الحروب السابقةقـنابل موقوتة تصطاد أرواح الأبرياء

نشر في: 12 يونيو, 2010: 04:58 م

إعداد: إيناس طارق   تصوير: مهدي الخالدي لا يخفى على أحد أن النظام الديكتاتوري السابق دخل في حروب حمقاء لم يجن منها البلد غير الدمار، ومن مخلــّفات تلك الحروب فضلا عن مخلــّفات حرب التغيير التي أطاحت بالنظام المباد ملايين الألغام  التي باتت مصدرا لذبح الأبرياء لا يقلّ شأناً بتأثيره عن الإرهاب وما يشكله من خطورة على الوطن والمواطن.
في أثناء تجواله قرب مزرعته التي كان يعمل فيها في مدينة البصرة  الواقعة جنوب بغداد قبل ثلاثة عشر عاما، فقد «أبو مروان» إحدى ساقيه إضافة إلى اختراق عدد من الشظايا أحشاءه، يقول أبو مروان: من يوم إصابتي  بانفجار لغم ٍ لا أعلم  كيف دخل مزرعتي، فقدت القدرة على العمل، ولم أجد الرعاية الكاملة من الحكومة.ويضيف أبو مروان: صرت اليوم أتحمل أخطاء الحكام وأتحمل مسؤولية الحياة والمعيشة، فضلاعن تحمل مصاريف علاج ابنتي المعاقة التي أصيبت بانفجارٍ مشابه، حيث كنت أعيش في تلك المنطقة والآن تبلغ 23 عاما، وفقدت بالإضافة إلى يدها وساقها أذنها اليسرى وهي مشوهة، ودائما تتذكر الانفجار وتقول: تحولت من بشر الى عصفور طائر بسبب الانفجار، وبعد لحظات وجدت نفسي أشبه الأفعى، لأنني لا أقوى على السير وأزحف على الأرض فقط. إحصائيات رسمية وفي بيان أصدرته الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام بينت المنظمة أنه على مدى عقود من الحروب والصراعات الداخلية أصبح العراق مكسواً بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، ونفايات الأسلحة الأخرى،وأكد البيان أن 99% من ضحايا الألغام هم مدنيون، وأن غالبيتهم من الأطفال دون سن 14 سنة، بينما تشير التقارير التي أعدتها منظمات دولية الى أن غالبية الألغام الأرضية مزروعة على شكل حقول عشوائية تتركز في مدن جنوب العراق وشماله، وأن اللغم المعروف (P.M.N)  هو من أخطر أنواع الألغام المزروعة والذي يتسبب بقتل أو إعاقة من يلمسه.يقول علي الدباغ الناطق باسم الحكومة في مؤتمر عقد في وقت سابق عن الألغام في العراق ((إن عدد الألغام المكتشفة في العراق وصل الى 25 مليون لغم توزعت في 15 محافظة امتازت بالكثافة السكانية)). وأشارت الهيئة المختصة بشؤون الألغام إلى وجود أكثر من 600000 طن من الألغام والأعتدة المنتشرة في 17 محافظة والتي تجب إزالتها، لكن هذه العمليات ستتطلب سنوات عديدة من أجل تنفيذها.وتشير الهيئة الى أنه على إثر العمليات العسكرية وغياب سلطة الدولة في عام 2003 نهب أغلب المخازن العسكرية التابعة للقوات المسلحة العراقية، وصارت القذائف والصواريخ في متناول الجميع، وتقوم الأجهزة الأمنية الحالية  بالكشف عن أكداس من الأعتدة بين فترة وأخرى في أيدي الجماعات المسلحة.الطب النفسي يقول الدكتور محمد: إن حالات كثيرة تحصل الآن بسبب عمليات التفجيرات الإرهابية اليومية، لأن الأشخاص يصابون بإعاقة دائمة وانهيارات عصبية بسبب هول الصدمة والمشاهد المرعبة التي يشاهدونها في أثناء الحادث من تطاير أشلاء البشر وانتشار بقع الدم في كل مكان.ويسترسل محمد قائلا: إن تردي الأوضاع الأمنية في المدن العراقية دفع بالأهالي إلى اقتناء الأسلحة الخفيفة في منازلهم لتوفير الحماية الذاتية من السرقات والجماعات المسلحة المختلفة والمنتشرة بين المدنيين، ومع الأسف لم تهتمّ الحكومة بإجراء مسح او منح تراخيص خاصة بحيازة تلك الأسلحة.حالات مختلفة أم سرمد (50 عاما) تسكن حي الشعب شمال شرقي بغداد، أصيبت في ظهرها منذ عدة أشهر برصاصة نزلت من السماء، تقول: كنت على سطح المنزل أنشر الغسيل، شعرت بحرارة ووخزة في ظهري وسال الدم بشدة.وتضيف أم سرمد: إن السلاح في بيوت الجميع، وقد تكون له فائدة في أن يحمي الناس أنفسهم من المجرمين، لكنه أيضا يتم استخدامه بشكل سيء في الاحتفالات والمناسبات ويطلق الجميع العيارات النارية في الهواء لتسقط بعد ذلك على أجسادنا.إحصائيات كاملة ولا تتوفر  لدى الحكومة العراقية إحصائيات كاملة لعدد المعاقين في العراق، كما تفتقر مراكز الرعاية الخاصة لفاقدي الأعضاء على قلتها إلى مستلزمات المعاقين، وهذا ما يدفع بالمصابين الى اللجوء الى أعمال التسول في الطرقات، لما لهم من صورة تستجلب العطف ولعدم قدرتهم على ممارسة مهن طبيعية، وتبقى دوامة الحروب التي ترافق العراق كل عقد من السنين تخرج أعدادا جديدة من المقتولين والمعاقين.الحرب في العراق إن ما مرّ على العراق من حروب خلــّف أضرارا وخسائر بشرية ومادية بالغة، وفي كل مفاصل الحياة حتى باتت تشكل تهديدا حقيقيا على الجنس البشري،كما أن هذه الأرض قد وقعت عليها مصائب القنابل بشكل هو الأكبر في تاريخ الحروب، إذ لم تشهد أي دولة في العالم سقوط هذا العدد من الصواريخ والقنابل او الذخائر العسكرية على أرضها.ويتضح ذلك جليا من مخلفات الحرب التي تلت تلك الفترة.خاصة بعد رجوع المدنيين الى مدنهم والتي كانت فيما مضى ساحة للقتال،أو كما يعبر عنها بالمناطق الساخنة، إضافة الى أن الولايات المتحدة لم  تلتزم في معركتها بالقوانين الدولية او الأعراف الخاصة  بقوانين حقوق الإنسان، ولم تأبه لحياة المواطن والمدني الأعزل.فكان وبال العسكرة ومخلفات الجيوش أكثر من خطر المعركة ذاتها، إذ تشير تقارير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram