سائق الكيا الذي بدا لي مختلفا عن غيره من السواق كنت اجلس الى جانبه في مقدمة السيارة .موفور الصحة نظيف القميص، وبشعر مصفوف على غير العادة.عند استلامه اجرة السيارة وعدها وجدها ناقصة فالتفت الى ركابها قائلا:نقص نفر!، من هو الذي لم يدفع ؟وجه سؤاله دون ان يشخص الراكب المعني،ثم اردف قائلا (-اذا ماعنده عله حسابي).
وراح بقيادة سيارته بالوجهة التي نواها .وجاء الرد ان احدهم لم يدفع لانه (ماعنده).-مو مشكلة، اذا محتاج انا انطيه!سائق شهم ،ومتفهم، ومتسامح، والراكب احوج مايكون الى هذا النوع سلس المعاملة، وكريم، بدل السائق الذي ان وجد اجرته ناقصة ادار مقود سيارته وهدد بالعودة الى من حيث انطلق بركابه ،يرغد ويزبد ويلعن او يقول للجميع بعصبية تفضلوا انزلوا او تسلموني اجرتي كاملة دون نقصان .هؤلاء دائما ما يصطدم بهم الراكب ويدخل معهم في مشادة كلامية متوترة تسري بعدواها لجميع الركاب الذين يجدون انفسهم وقد توحدوا بموقفهم جميعا تجاه تصرفات واستفزازات لامبرر لها.الحد من تصرفات بعض العاملين على خطوط النقل يجب ان ياخذ باهتمام المؤسسات المعنية، ومنها على وجه الخصوص وزارة النقل والهيئات التابعة لها .يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار تصرفات السائق، وسلوكياته تجاه المواطن، الذي يكون معه على احتكاك مباشر، وقد لمس من يستخدم هذه السيارات، ان اغلب اصحابها،ليس لديهم حظ من تعليم، او ثقافة تعامل ،وبات من المتطلبات الضرورية ان تضع هذه الدوائر التي اشرنا اليها، شروطا لصاحب السيارة، وحتى السيارة نفسها من حيث المتانة، والنظافة وتوفير الراحة للراكب الذي يستقلها، لكي يتم اعتمادها في كراجات العاصمة لخدمة المواطن، ونعتقد ان ذلك من مؤشرات التحول نحو الافضل.
سوالـــف كـــيــا
نشر في: 12 يونيو, 2010: 05:00 م