ملف أعده/ عمار ساطعالحلقة الرابعة كان العالم يستعد للعودة إلى وضعه السابق بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي عام 1950 حان الوقت بالنسبة لكرة القدم للعب دورها. وهذا ما حدث فعلا عندما شهدت بطولة كأس العالم لذلك العام كبرى المفاجآت في تأريخ كرة القدم، فالبرازيل الدولة المضيفة للحدث والمرشحة الأولى لإحراز لقبها خسرت في المباراة النهائية أمام الأورغواي فيما عرف لاحقا بأسطورة (ماراكانازو)،
 وهو اللقب الذي يصف الهزيمة المفاجئة بملعب (ماراكانا) البرازيلي.وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد بدأ في العمل على إعادة بطولة كأس العالم إلى خريطة الاحداث العالمية عام 1946 إلا أنه واجه صعوبات عدة كان في مقدمتها مكان إقامة الحدث، ونظراً للدمار الذي حل بأوروبا بعد الحرب فقد اتجهت الانظار على الفور نحو المركز الآخر البالغ الاهمية لكرة القدم في العالم وهو أميركا الجنوبية.أثير جدل كبير بشأن تحديد المنتخبات المشاركة بالبطولة، فمن بين 32 دولة أعربت عن نيتها في المنافسة بكأس العالم انسحبت سبع دول من البطولة قبل انطلاق التصفيات. من بين هذه الدول كانت الارجنتين لان بيرون منع منتخب بلاده من خوض مباريات تأهيلية أمام شيلي وبوليفيا، ولم تعد الارجنتين إلى منافسات كأس العالم قبل بطولة عام 1958 في السويد.ولم تشارك تركيا والنمسا واسكتلندا أيضاً في كأس العالم 1950، وزادت أعباء البطولة عندما رفضت فرنسا والبرتغال، اللتان كانتا قد خرجتا بالفعل من التصفيات، الدعوة التي وجّهت إليهما للمشاركة بالبطولة، كما لم تكن مشاركة ألمانيا بالبطولة ممكنة حيث أنها لم تكن قد انضمت مجدداً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد الحرب.وبرغم كل ما واجهته من صعوبات، حققت البطولة التي أجريت بين 24 حزيران و16 تموز من عام 1950 كعادتها نجاحاً عالمياً كبيراً بمشاركة 13 دولة كان من بينها وللمرة الأولى في مسابقات كأس العالم إنكلترا صاحبة الفضل في ابتكار لعبة كرة القدم الحديثة بعد أن قررت دعم المسابقة العالمية. وبدأت المنافسات بخلاف جديد بشأن توزيع المجموعات فقد تسبب انسحاب بعض الدول في اللحظات الاخيرة قبل انطلاق المبارايات في ضمّ مجموعتين فقط بالبطولة لأربعة منتخبات بينما ضمّت مجموعة أخرى ثلاثة منتخبات وضمت المجموعة الاخيرة منتخبين فقط. ونتيجة لذلك فقد تأهلت الأورغواي الى المباراة النهائية بعد أن لعبت مباراة واحدة فقط بالبطولة، وجاء الاحتجاج الكبير الآخر الذي شهدته بطولة كأس العالم 1950 بسبب قرار حسم لقب البطولة عن طريق التأهل لمجموعة نهائية من أربعة منتخبات ما يعني إلغاء الدورين قبل النهائي والنهائي. وبذلك فقد خرجت السويد وإسبانيا من حسابات اللقب بعد تأهلهما للمجموعة النهائية وأصبحت المباراة الأخيرة بين الأورغواي والبرازيل هي النهائي الحقيقي للبطولة وكان مجرد التعادل فيها كافياً لمنح اللقب للبرازيل. ولكن على ملعب (ماراكانا) وبحضور 200 ألف متفرج نجحت الأورغواي في الفوز 2ـ1 على البرازيل بعد أن كانت متأخرة بهدف، وسجل سكيافينو وجيجيا هدفي الأورغواي ليكملا مأساة (ماراكانازو). وتوجّت الأورغواي بطلة لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بينما غرقت البرازيل المذهولة في بحر من الدموع. وبعد مرور نصف قرن على كأس العالم 1950 مازالت هذه الهزيمة مصدر ألم للبرازيل برغم أنها أصبحت بطلة العالم خمس مرات.وسجل النجم البرازيلي أديمير تسعة أهداف خلال كأس العالم 1950 ليحصل على لقب هداف البطولة.