اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الـــــزوراء..ميلاد الصحافة العراقية عام 1869

الـــــزوراء..ميلاد الصحافة العراقية عام 1869

نشر في: 13 يونيو, 2010: 04:25 م

د. فائق بطياختلف المؤرخون العرب والعراقيون في تسجيل التاريخ الحقيقي لميلاد الصحافة العربية فذهب البعض الى تسجيل عام 1828 لميلادها في مصر وفريق اخر يؤكد ميلادها في العراق قبل هذا التاريخ.
يقولون:انشا محمد علي باشا اول جريدة عربية عام 1828 باسم الوقائع المصرية بينما وردت في اسفار رحالي الافرنج ومنهم الانكليز، تلميحات واشارات الى ان اول صحيفة ظهرت في بغداد كانت تعرف باسم(جرنال العراق) انشأها داود باشا الكرجي-الوالي الشهير- عندما تسلم منصب الولاية سنة 1816 وكانت تطبع بمطبعة حجرية وتنشر باللغتين العربية والتركية وان كان مؤرخو الصحافة المصرية يذكرون ان هناك صحيفة مصرية سبقت الوقائع العربية الى الظهور وهي صحيفة(جورنال الخديوي) غير انه تبين للوالي محمد علي بعد ذلك ان هذه الصحيفة لا تخدم اغراضه بما فيه الكفاية ولذلك فكر في انشاء الوقائع المصرية.ومهما قيل في هذا الباب، فان مؤرخي صحافة مصر ومؤرخ الصحافة العربية الاول الفيكونت دي طرزي اثبتوا ان الوقائع المصرية الصادرة في 3 كانون الاول عام 1828 هي اول جريدة عربية وتعتبر (حديقة الاخبار) لصاحبها خليل الخوري في بيروت هي ثاني جريدة عربية تصدر في الاول من كانون الثاني عام 1858 وفي سوريا صدرت جريدة سورية وهي رسمية وباللغتين العربية والتركية في 19 تشرين الثاني عام 1865 .اما في العراق فقد صدرت جريدة الزوراء يوم الثلاثاء المصادف 15 حزيران عام 1869 لمؤسسها الوالي العثماني مدحت باشا بعد ان جلب لها مطبعة من باريس عام 1869 اسماها بمطبعة الولاية وقد صدرت باللغتين العربية والتركية بالحجم المتوسط وبثماني صفحات ثم صدرت باربع صفحات حتى عام 1908.كان الشعب العراقي يرزح تحت نير الحكم الاستبدادي العثماني قرابة اربعة قرون متتالية وقاوم رجالاته سياسة التتريك البغيضة بشتى الوسائل حفاظا على لغة الضاد وصيانة لحضارة الوطن حتى تسنى له ان ينتفض ضد الحكم الفردي في اعقاب الانقلاب الدستوري المشهور عام 1908 وليبني عراقا جديدا وحيث استبشر بهذا الحدث مؤملا ان ينال حقوقه المهضومة وتستقر اوضاعه وقد اندفع معظم المثقفين العراقيين في مناصرة هذه الحركة .وما ساعد على ايقاظ مشاعر العراقيين في تلك الظروف الحالكة ضد الحكم الاستبدادي، تسلم الوالي مدحت باشا 1869 حكم البلاد واصداره جريدة الزوراء ضمن سياسته في اجراء بعض الاصلاحات الداخلية. وبهذه النزعة الاصلاحية فكر مدحت باشا في خلق الصحافة العراقية فوضع حجر الاساس فيها بجريدته وكان اهل العراق يومئذ لا يعرفون من الجرائد الا النزر اليسير الذي يرد عليه من الخارج وبخاصة من استانبول.وجاء في صدر صفحتها الاولى:هذه الغزته تطبع في الاسبوع مرة يوم الثلاثاء وهي حاوية لكل نوع من الاخبار والحوادث الداخلية والخارجية.وجاء في العدد الاول الفرمان الحالي للوالي بتوليته المسؤولية قال فيه:(( توقيعي الهمايوني الرفيع اذا وصل يعيد معلوماته من المستغنى عن الوصف والبيان والايضاح والتبيان. خطة ولاية بغداد الجسيمة من اعظم القطع المركبة من الممالك المحروسة من دولتي العلية ومن اقتضاء ارضها ووضعها قابلة لكل نوع من الاعمار والترقي وهذا شيء من المسلمات وبناء على كل نوع لاجل استحصال اسباب اعمارها اعز الامال والمطالب عند سلطتي الهامايونية اقتضى انتخاب وتعيين ذات مقتدر عنه تعالى بايصال الفعل الى حيزه في راس ادارة ذلك المحل وفق امالي الهمايونية وانت الى الان بوقوفك ووجودك في خطوب سلطتي السنية مع اتصافك بالغيرة والاقدام والدراية وحسن ابراز خدماتك-ان شاء الله-الملك المعين تقتدر على ايفاء مطلبي المستصحب للميمنة والخير فقد صدرت ارادتي السنية المزينة لسنوح المواهب احالة وتفويض ادارة امور ملكية وعسكرية الولاية المذكورة اعتبارا من اليوم الثاني من شهر ذي العقدة سنة الف ومائتين وخمس ثمانين لعهدة لياقتك)). وفي نفس العدد 2 ظهرت"المقالة" وهي خطاب الوالي مدحت باشا الذي القاه في الاحتفال بتسلمه الحكم وقراءة الفرمان العالي جاء فيه:(( قد علم من يعرف التركية حكم هذا الفرمان العالي السلطاني ومن لم يعرف وجب عليه ان يعرف من غيره) وان جل مقاصد سلطاننا ان ينال الاهلون الرفاه والسعادة وفي ظل العهد والرأفة سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين وان ينالوا الحد اللائق من استكمال ذلك والمحافظة عليه وان اول واجب الموظفين ان يخدموا هذه المهمة ويقوموا بها خير قيام..))((.. وليعلم كل موظف انه يعمل لنفسه وانما يعمل في حدود وظيفته للقيام بخدمة الاهليين وسلامتهم وسعادتهم وليعاون الاهلون الموظفين وليتحملوا المشاق في هذا السبيل...)).اهتمت الزوراء في اعدادها بالاخبار الداخلية والخارجية والاوامر الرسمية وارشادات عامة اجتماعية وصحية وتحذيرات للموظفين وتغطية انباء العراق الثقافية والسياسية. ومما قالته:(( لا يخفى ان تنظيف محلات بغداد وهو محول الى بعض الخدمة والمأمورين والمعاش الذي يعطى لهم في كل شهر يبلغ الى ستة او سبعة الاف قرشا ومع ذلك في النظافة المطلوبة غير صالحة وهذا الامر انما هو حاصل من عدم دقة المأمورين)).ومن الاخبار الخارجية تقول:((

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram