بغداد/ المدىاسترجعت القوات العراقية بعد قتال استمر ساعات أمس مع عشرات المسلحين لتنظيم القاعدة بينهم انتحاريون مبنى البنك المركزي العراقي في وسط بغداد بعد اقتحامهم له وسيطرتهم عليه حيث كانوا يرتدون ملابس رجال الجيش واحتجزوا رهائن مما أدى الى مقتل العشرات من الموظفين بينهم عناصر القاعدة، التي كانت تحاول السيطرة على اموال البنك لتمويل عملياتها المسلحة حيث تعيش اوضاعا مالية صعبة.
وابلغ شاهد عيان المدى ان مسلحين يبلغ عددهم نحو 30 شخصا يرتدون ملابس الجيش العراقي وتقلهم سيارات عسكرية وينتمون الى تنظيم القاعدة قد سيطروا على البنك في إثر اشتباكات بالاسلحة الخفيفة مع حراسه وقاموا بتفجيرات عدة بعبوات ناسفة في محيط البنك وفي مرآبه ثم اقتحموا المبنى واحتجزوا نحو 40 موظفا ثم قاموا بنشر قناصين على سطح المبنى. وقد حاولت القوات العراقية، التي كان يقودها ضباط كبار من وزارتي الدفاع والداخلية، التي هرعت بالمئات الى محيط البنك واحاطت به للسيطرة على البنك في هجومين لكن اثنين من الانتحاريين فجرا انفسهما لمنع دخول القوات العراقية قبل ان تنجح في اقتحامه حيث أدت المعارك الى تضرر عدد من المحال التجارية والسيارات المدنية والمباني القريبة. واوضح ان المسلحين الذين كانت تقلهم سيارات عسكرية قد نجحوا في اجتياز جميع نقاط التفتيش العسكرية، التي لم توقف الموكب لاعتقادها انه رسمي.واضاف ان عددا من الموظفين في البنك قد استشهدوا اضافة الى مسلحي القاعدة كما اصيب اخرون ايضا ، فيما تم اغلاق جميع الجسور الرئيسة في العاصمة بغداد وعدد من الشوارع الرئيسة مما أدى الى شل حركة المرور في مناطق من العاصمة وتوقف الحركة بين جانبي بغداد. واعتبر شاهد العيان هذه العملية بانها تشكل تحديا للسلطات العراقية قبل ساعات من انعقاد جلسة البرلمان العراقي الاولى لاختيار الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان وانتشار قوات في مناطق من بغداد لحماية منطقة انعقاد المجلس في قاعة المؤتمرات الكبرى داخل المنطقة الخضراء بوسط العاصمة العراقية.وقال ان هذه العملية تعتبر الاولى من نوعها منذ عامين وخرقا كبيراً للخطة الأمنية المطبقة في العاصمة العراقية بغداد، إضافة إلى أنها تشير إلى عودة قيام المجاميع المسلحة بأعمال العنف باتباع أسلوب التمويه عبر استخدام السيارات التابعة للأجهزة الأمنية والزي العسكري.وكانت قيادة عمليات بغداد قد حذرت مؤخرا من خطط يعد لها تنظيم القاعدة للسيطرة والسطو على مصارف لتمويل عملياته حيث انه يعاني اوضاعا مالية صعبة. وقال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان تنظيم القاعدة في العراق يخطط للسطو على المصارف الحكومية والأهلية في العاصمة لتجاوز الأزمة المالية التي يمر بها. وشدد على ان تنظيم القاعدة يمر بأزمة مالية كبيرة بعد توقف أغلب مصادر تمويله، ولذلك فان المعلومات الأمنية تشير الى انه يخطط، حالياً لعمليات سطو على المصارف الأهلية والحكومية ومحال صاغة الذهب. واشار الى ان القوات الامنية قد اتخذت إجراءات أمنية ووضعت خططا مدروسة لمواجهة هذه العمليات المتوقعة للحيلولة دون تنفيذها وقطع جميع مصادر التمويل على هذا التنظيم الإرهابيمن جانب آخر أكد مصدر أمني مسؤول في الشرطة العراقية، امس، أن عشرات الموظفين في البنك المركزي العراقي استشهدوا وجرحوا، كما قتل عدد من المسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، بعد اقتحام المسلحين مبنى البنك، وتحصنهم فيه، بعد إقدامهم على تفجير عبوات ناسفة، واشتباكهم على مدى ثلاث ساعات مع قوة من الجيش العراقي والقوات الخاصة العراقية، التي أقدمت على إغلاق جميع الجسور والشوارع الرئيسة ببغداد.وأوضح المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"أن"المجموعة المسلحة، التي يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة، بسبب اتباعها أسلوب الهجمات الانتحارية، اقتحمت مبنى البنك المركزي في الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر أمس بعد تفجير عبوات ناسفة عدة بالقرب منه لإشغال الأجهزة الأمنية بالحادث"، مبينا أنهم"اقتحموا المبنى بعد الانفجار بقليل حيث لم تستطع قوات حماية المنشآت والجيش العراقي الموجودة لحماية البنك من التصدي لهم". وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن"المسلحين كانوا يرتدون زي القوات الخاصة العراقية ويزيد عددهم على 25 مسلحا كانوا ضمن رتل من السيارات الرسمية التي تستخدمها الأجهزة الأمنية أو المسؤولين العراقيين في تنقلاتهم، التي استطاعت عبور جميع نقاط التفتيش المؤدية إلى البنك المركزي من دون إيقافها"، مبينا أن"سبب عدم إيقاف الموكب من نقاط التفتيش جاء بسبب تخوفهم من أن يكون تابعا لمسؤول عراقي مدنيا كان أو عسكريا، قد يؤدي إيقافه إلى اعتقال افراد النقطة الامنية بالكامل"، بحسب قوله.وتابع المصدر أن الأجهزة الأمنية اغلقت جميع الجسور الرئيسة في العاصمة بغداد وعدد من الشوارع الرئيسة مما أدى إلى تقطيع أوصال العاصمة بغداد ومنع التحرك من الكرخ إلى الرصافة. وتعد عملية اقتحام البنك المركزي من مسلحين يعتقد انهم من تنظيم القاعدة هي الأولى من نوعها تجري في العراق منذ سبع سنين، حيث لم تستطع القاعدة طوال فترة وجودها في العاصمة بغداد في الاعوام 2005 و2006 و2007 من اقتحام مؤسسة عراقية اقتصادية أو أمنية والتحصن
القوات الأمنية تسترجع مبنى البـنك المركزي من القـاعدة
نشر في: 13 يونيو, 2010: 10:29 م