 طه كمرلم نكن نتوقع ومعنا المتابع للعرس المونديالي الكبير الذي افتتح قبل أيام قلائل في جوهانسبرغ إن المستوى الفني لأداء المنتخبات التي ظهرت حتى الآن متواضع جدا ويختلف عما كان عليه في السابق فظهر عدد كبير من الفرق التي تبارت بمستوى لا يتناسب مع سمعتها الكروية خصوصا منتخبات فرنسا وانكلترا والأورغواي واليونان ونيجيريا
 وحتى البلد المضيف جنوب أفريقيا وكذلك المكسيك وان كانت هناك إشادة يمكن أن نذكرها بخصوص منتخبات ألمانيا والأرجنتين وكوريا الجنوبية التي حققت انتصارات لها قيمة معنوية حيث تشعر المتابع إنها جاءت من أجل الفوز ليس فقط للمشاركة أي إن إعدادها كان ضمن المستوى المطلوب الذي يتناسب مع أهمية الحدث الكبير فيما ظهرت بقية الفرق بمستوى باهت بحيث عانت مباريات الأيام الثلاثة الأولى من شحة الأهداف وشكلت تلك الفرق عجزاً تهديفياً واضحاً فمن خلال ثماني مباريات كانت الحصيلة التهديفية 13 هدفا فقط أي إننا لو قسمنا هذه الأهداف على عدد المباريات نخرج بحصيلة قوامها هدف ونصف أو اقل من نصف الهدف وهذا بحد ذاته يعد تراجعاً بالأداء بالنسبة للمنتخبات المشاركة في هذا المونديال .وما تم تشخيصه خلال الأيام الثلاثة الأولى هو سوء التحكيم الذي ظهر واضحا جداً من خلال إعادة اللقطات مرات عدة التي أظهرت من خلالها حالات مس الكرة باليد داخل منطقة الجزاء والتي تغاضى عنها الحكام بسبب أو من دونه أو ربما حجبت الرؤية عنهم لكن خلال عدد قليل من المباريات ازداد عدد الهفوات التحكيمية ومنها الهدف الذي سجله منتخب المكسيك في مباراة الافتتاح في مرمى منتخب جنوب أفريقيا وألغاه الحكم الأوزبكي ايرماتوف رافشان بداعي التسلل إلا ان الحقيقة ظهرت واضحة عندما كان مدافع جنوب أفريقيا يقف على خط المرمى ما جعل لاعبي المكسيك مستائين من قرار الحكم وكذلك شخصت حالة أخرى خلال مباراة فرنسا والاورغواي في دقائقها الأخيرة عندما مس مدافع الأورغواي الكرة بيده داخل منطقة الجزاء الا إن حكم المباراة الياباني يوشي تيشمورا تغاضى عنها وكانت أوضح من وضوح الشمس وحرم فيها منتخب فرنسا من تحقيق الفوز في تلك المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي وكذلك في مباراة منتخبي ألمانيا واستراليا أيضاً غضّ الحكم المكسيكي ماركو رود ريغيز النظر عن ركلة جزاء واضحة جدا لمنتخب استراليا بعد أن مس مدافع ألمانيا الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، فهذه الحالات التي شخصت واضحة للمتابع قد تفسد متعة مشاهدة مباريات أكبر مسابقة وأقواها .وما شكلت بالنسبة لنا كمتابعين أيضاً حالة سلبية أخرى هي حالات الطرد التي بدأت بوقت مبكر جدا بحيث شهدت منافسات ثلاثة أيام ثلاث حالات طرد وهذا الرقم على ما يبدو كبير جداً ونابع من عدم الشعور بالمسؤولية وعدم التعامل باحترافية مع الحدث للاعب المطرود الذي دائما ما يعاني نقصا في سلوكيته فكانت الحالة الأولى خلال مباراة فرنسا والاورغواي عندما شهدت حالة طرد لاعب الاورغواي نيكولاس لوديرو بعد إن نال بطاقتين صفراوين ليحصل على البطاقة الحمراء ويغادر المباراة تاركا فريقه في أمس الحاجة لخدماته وكذلك في مباراة الجزائر وسلوفينيا اشترى لاعب منتخب الجزائر عبد القادر غزال البطاقة الحمراء بوقت قياسي جدا بعد ولوجه أرض الملعب بربع ساعة حيث تعمد سحب اللاعب السلوفيني في الدقيقة 59 من زمن المباراة لينال البطاقة الصفراء وفي الدقيقة 73 تعمد مسك الكرة بيده داخل منطقة جزاء الخصم وأمام أنظار الحكم الغواتيمالي كارلوس بادريس الذي لم يكن أمامه إلا ان يشهر بوجهه البطاقة الحمراء ليحرم فريقه من خدماته حيث كانوا بأمس الحاجة لها ما جعلهم يعانون نقصا عدديا استغله منتخب سلوفينيا وسجلوا هدفهم الوحيد في تلك المباراة في غضون 7 دقائق بعد طرده فيما كان فريقه الأقرب إلى تسجيل هدف السبق لولا تصرفه غير المنضبط ، ومازاد من تقهقر المنتخب الجزائري هو سوء أداء الحارس فوزي شاوشي الذي لم يحسن السيطرة على الكرة التي سددها لاعب سلوفينيا روبرت كورن وعانقت شباكه بطريقة مذهلة .Taha_gumer@yahoo.com