بغداد/المدى من المخجل حقا ان نرى قياديا سياسيا عراقيا في فترة مابعد سقوط الدكتاتورية الصدامية يتحدث بنفس لغتها ومفاهيمها، المنطلقة أساساً من احتقار الشعب وتأريخه ونضاله. عدنان الدنبوس، لاأحد يعرف عنه شيئا سوى انه قيادي في القائمة العراقية، التي يترأسها إياد علاوي،
والذي وضعه التغيير، الذي حصل في العراق، في التاسع من نيسان 2003 ونشوء الديمقراطية،على انقاض الاستبداد والقمع والارهاب الرسمي، في الموقع الذي هو فيه، هذا التغيير الذي يرفض نتائجه الدنبوس، هو من وضعه في مكانه السياسي، الذي يصرح ما يشاء في العراق الديمقراطي من دون ان يعترض طريقه"قصاصو الألسن"من فدائيي صدام. في مقابلة صحفية للدنبوس اجراها معه صباح الخفاجي لوكالة ايلاف، يقول الدنبوس، ان الذين كتبوا الدستور هم"المهجرون العائدون من الخارج الذين لم يضعوا في الحسبان الظروف والآثار التي خلفتها فترة حكم صدام حسين"الدنبوس اذاً، لا يعترف بكل الجهود والتضحيات التي قدمت من اجل وضع دستور لبلد انهكته الدكتاتورية والاحكام العرفية، والدساتيرالمؤقتة، وهو يستهين بقوى المعارضة العراقية التي قدمت الاف الشهداء على طريق اقامة النظام الدستوري في العراق، في الوقت نفسه، الذي كان الدنبوس وأمثاله يقدمون فروض الطاعة لنظام الرذيلة.. الدنبوس الذي يرفع الشعارات الديمقراطية، ويتحدث رئيس قائمته باستمرار عن بناء العراق الديمقراطي، يقول بالحرف الواحد مستهزئاً بالسؤال وصاحبه والعراق وتجربته، بلا أي احساس بالمسؤولية في الأقل تجاه العراقيين، الذين استشهدوا دفاعاً عن صناديق الاقتراع التي أوصلته ورئيس قائمته إلى عضوية البرلمان، يقول الدنبوس"اي ديمقراطية هذه؟. النظام البرلماني لاينفع في العراق ولا ينسجم مع طبيعة وتركيبة الشخصية العراقية! ويتساءل الدنبوس: متى اصبح العراقي مؤهلا لاختيار رئيس وزراء أو رئيس جمهورية أو برلمان"لن نناقش تناقضاته، بين احتقار اختيارات العراقي وبين تمسكه الشديد بنتائج الانتخابات، لكن الذي لم يهز شعرة في شوارب الدنبوس، ان يعتبر الشعب العراقي قطيعا يساق الى حيث يراد له، ولا ندري في اية جامعة تخرج الدنبوس ليتحدث بكل ارتياح عن الجوانب السيكولوجية في شخصية العراقي، ومن فرط جهله، انه لايعرف تأريخ نضال الشعب العراقي من اجل الحرية والديمقراطية والتحرر والحياة الكريمة، المؤكد ان جهله لايفسح له مجالا للنظر أبعد من أرنبة انفه، ولو سأله الزميل الذي اجرى اللقاء معه، عن مدى أو سعة معرفته بتأريخ النضال الوطني العراقي، ومعرفته بفداحة التضحيات التي قدمها شعبنا في سوح الإعدامات، في ظل الانظمة الدكتاتورية،وصعود النخب الخيرة من الشعب العراقي الى منصات المشانق وهم يهتفون بحياة الشعب في لحظات حياتهم الاخيرة، لو سألت الدنبوس، وفق منطلقاته هذه، عن انتفاضة 1991، لقال لك مبتسما"انها انتفاضة حرامية". وعن المقابر الجماعية لقال لك من دون ادنى احساس، انهم من الخونة، ولو سألته عن انتفاضات الشعب العراقي من اجل الحرية، لقال لك"كذب في كذب"!!في اجابة اخرى له يقول الدنبوس"الدكتاتورية جزء من الحياة والواقع العراقي، العراقيون مسلمون عشائريون، المسلمون يؤمنون بمقولة، اطيعوا أولي الامر منكم.... ومن أين تأتي للعراقيين الديمقراطية."ولم يسأل نفسه، على سبيل المثال، عن الطريق الذي اوصله الى موقعه في العراقية، واي الطرق اتاحت له فرصة"التحليل الستراتيجي"للوضع العراقي، واي السبل اظهرته على شاشات الفضائيات، في الوقت الذي لم يكن معروفاً فيه إلافي اطار بلدته الصغيرة. افتراء حقيقي، على الوقائع، وازدراء لتأريخ الشعب العراقي وتجربته السياسية، التي قدم من اجلها الكثير من الدماء. لغة الدنبوس مشبعة بالروح الطائفية، يقول في مكان من المقابلة"(المالكي وحزب الدعوة لن ينالا رئاسة الوزراء مجددا، وتأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، والرياح هنا شرقية وشديدة على نوري المالكي وحزب الدعوة). لايحتاج هذا المقطع الى تعليق من فرط إظهار نفسه، باعتباره خطابا طائفيا بامتياز، بدلالة المادة"الرياح الشرقية"هنيئا لإياد علاوي العلماني على قيادات من هذا الطراز مع غيرها التي لفظها الشارع العراقي.بالنسبة للبكاء على تشكيل الحكومة ومنصب رئاسة الوزراء، يقول الدنبوس"اذا لم يصبح إياد علاوي رئيسا للوزراء فسيغادر العراق"بالنسبة لسفر علاوي فهو رجل لم يقصر صراحة بهذا الجانب وهي قضية شخصية جدا، بالنسبة الى تشكيل الحكومة، من يقف بوجه العراقية، اذا استطاعت ان تشكل الحكومة، ولماذا هذا الاستفراد في التشكيل، وهل العراقية حصلت حقاً على اكثر مقاعد البرلمان التي تعني 50 زائد واحد؟! ولاطلاع القارىء على المزيد من هذه الآراء، التي تعتدي على حقوقه من دون ان تجد رادعا لها على المستوى القانوني.وسوق صاحبها الى سوح القضاء ليتأكد بنفسه، كيف تكون الديمقراطية، وليعلموه في الاقل بتأريخ الشعب العراقي.فإننا ننشرها نصاً، كما هي منشورة على موقع إيلاف، ونحيل المهتمين الى الاطلاع عليها، ونطالب القانونيين بمحاسبة مثل هذه الشخصيات، التي تبرز في الظ
الدنبوس:العراقيون غير مؤهلين للديمقراطيةوالذين كتبوا الدستور مجموعة من المهجرين
نشر في: 14 يونيو, 2010: 10:01 م