TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة: المونديال يبتسم لآسيا

مصارحة حرة: المونديال يبتسم لآسيا

نشر في: 15 يونيو, 2010: 06:07 م

 اياد الصالحيأعطى مدرب المنتخب الياباني توكاشي اوكادا درساً بليغاً بالحنكة والاعتداد بالنفس لمدربي المنتخبات المشاركة في المونديال التاسع عشر الذي تضيّفه جنوب افريقيا حتى الحادي عشر من تموز المقبل ، عندما وصف فوز فريقه على الكاميرون احد الأقطاب البارزة في القارة السمراء والمصدّر المهم للاعبين المحترفين الى أندية اوروبا ، بهدف نظيف بانه " فوز عادي لا يرقى الى مصاف الانجاز" ،
 وصف اعاد الصواب الى عقول لاعبيه بعد ان خدرها التهليل الاعلامي المحلي ، كما ثبّت معنوياتهم ضمن حدودها قبل ان يربك الاطمئنان الزائد للأداء في تحضيراتهم لمشوارهم القادم امام هولندا.صحيح ان اليابان وضعت زملاء ايتو في حجمهم الطبيعي من دون النفخ كالمنطاد الفارغ ( يحلق في وقت قصير قبل ان ينفجر) ! مثلما اعلن مدرب الكاميرون بول لوغوين اكثر من مرة قبل وصوله جوهانسبرغ بان المهمة الصعبة للفريق تبدأ من دور الـ 16 أي انه ماض بثقة كبيرة الى الدور الاخر ، لكن الفوز كشف مدى التطور الهائل الذي بلغته مراحل الاهتمام في الاندية اليابانية وصولا الى انتقاء توليفة نموذجية تلعب ( كرة قدم) عالمية باقدام آسيوية مهارية ، ما يؤشر صواب توقعات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر بان " مستقبل كأس العالم يبتسم لآسيا بعد 40 عاماً تحديداً "!نعم ان القفزات التي شهدتها الكرة الآسيوية على صعيد دوري المحترفين ، ومتابعة الاتحاد الآسيوي للعبة أنشطة الاتحادات الأهلية في تقارير لجانه العاملة ، فضلا عن إرسائه معايير وضوابط لتصنيف المنتخبات الوطنية لجميع الفئات العمرية ، وإجراء مسح سنوي لمنشآت رياضية في عدد من بلدان القارة بغية رعايتها بمشروع الهدف ، كل ذلك أسهم في رقي المستويات الفنية لمن انتزع بطاقة التأهيل المونديالية ودفعه ليكون ممثلا مشرّفاً كما شاهدنا في لقاءي كوريا الجنوبية واليابان امام اليونان والكاميرون على التوالي في مستهل المواجهات الملتهبة التي أوقفت العالم على رؤوس أصابع القلق لما قدمه لاعبو المنتخبين من سرعة ودقة ومناورة وخطط تواكب احدث ما تضمه أجندة المنتخبات العريقة .طبعا من الصعب التكهن بما ستؤول اليه مشاركة اليابان وكوريا الجنوبية وجارتها الشمالية التي خاضت مساء أمس امتحاناً عسيرا أمام البرازيل ، بحسب ما تنتظرها من مفاجآت على ارض المونديال في ضوء ما كشفته الجولات الماضية من سقوط مروّع لمنتخبات كبيرة في دائرة الحرج امام جماهيرها ، الا انه يمكن القول بقناعة لا يشوبها الشك : ان كرة آسيا لم تعد كطبق (سباكيتي) شهي يلوك به اغنياء وفقراء الكرة العالمية على مائدة المونديال !وعلى المنتخبات العربية ان تستلهم كل اوجه التجربة من اليابان وكوريا الجنوبية وان تسعى الى ردم حفر الهزائم التي سقطت بها مثلما حصل للكويت امام فرنسا عام 1980 والإمارات التي تلقت شباكها اربعة اهداف يوغسلافية وخمسة المانية عام 1990 قبل ان تقسو الأخيرة على السعودية وتمزق شباكها بالثمانية عام 2002 .هذه النتائج ما تزال تذكّر عرب آسيا بانهم بعيدون عن التخطيط والتنظيم وتنمية البرامج الكروية ذات المردود الايجابي على قاعدة اللعبة في بلدانها مستقبلا مستفيدة من تجارب اليابان مثلا الذي يمكن وصفها بـ( عميدة الحداثة في مفهوم الكرة الآسيوية ).كما لابد من الإشارة الى ان اسلوب استراليا ممثلة آسيا الرابعة امام المانيا لم يمت بصلة توحي انها قريبة من روحية ابناء القارة الصفراء ، بل الحق انها استفادت من ( هدية ) محمد بن همام التي لا نشك انه نادم عليها ! فقد خاضت التصفيات المؤهلة بعيداً عن ضجيج ( اوقيانوس) ولم تكن سفيرة جديرة بالمهمة بدليل ان رئيس اتحادها يتوسل اليوم بمن يحفظ ماء وجهها بعرض مغر قيمته خمسة ملايين دولار قابل للزيادة خصوصاً اذا ما اصابتها غانا السبت المقبل بصدمة كضربة فأس اشد إيلاما من المانشافت!نأمل ان تكون مباريات المونديال الأفريقي المتواصلة حاليا بنتائجها المختلفة ومهما كان نصيب قارتنا فيها محل بحث مستفيض على طاولة الاتحاد الاسيوي لكرة القدم بندوة موسعة يدعى اليها ممثلو البلدان المنضوية تحت لوائه ممن يمارسون مهنة التدريب والتحكيم لتسليط اضواء ساطعة على نقاط ساخنة تكشف المستوى الحقيقي الذي نحن عليه امام بقية القارات الاربع سيما ان قرعة فيفا اوجدت تنوّعاً مطلوباً داخل كل مجموعة للتعرف على قدرات وامكانات كل ممثل عن قارته مع أنداده ، والخلاصة المنتهية من تلك التجربة تعطينا مؤشراً حقيقياً ، اين وصلت الكرة الآسيوية قبل اندلاع حربها الكروية على ملاعب الدوحة مطلع العام المقبل؟Ey_salhi@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram