(1) الكتاب: كيف غيّرت قارة لعبة العالمتأليف: بيتر أليجي (2) الكتاب: كيف تفسر كرة القدم أفريقيا ؟تأليف: ستيف بلومفيلدترجمة: المدىبمناسبة مباريات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، صدر في الأسبوع الماضي كتابان يتحدثان عن مدى شعبية اللعبة في القارة الأفريقية ومدى ارتباطها بالثقافة الأفريقية وسياسة دولها.عندما أعلن عن اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة المباريات العالمية،
أدرك الجميع أن ذلك الاختيار قد تمّ بسبب اتساع أهمية أفريقيا سياسياً وكروياً في العالم، وأن هذه المباريات العالمية ستمنح سمعة جيدة للقارة التي تتلازم الأخبار الصادرة منها مع الحوادث المؤسفة ومنها المجاعات والحروب الإقليمية بين دولة وأخرى.إن لإفريقيا تاريخاً طويلاً مع لعبة كرة القدم. وكتاب بيتر أليجي، هو الأفضل في تناول هذا الموضوع. وفيه يتحدث عن تاريخ هذه اللعبة ومدى ارتباطها بالشعوب الأفريقية، وعلاقتها بالتقاليد والعادات هناك، خاصة أن معظم أجزاء القارة السوداء كانت واقعة تحت حكم الامبريالية الأوروبية.وكانت هذه اللعبة تمارس أولاً من قبل الجنود الأوروبيين وأعضاء إدارات الحكم. ولكن الإفريقيين بدأوا في المراقبة والتعلم ثم اللعب مع أوائل القرن العشرين. وانتشرت لعبة كرة القدم في مدارس البنين في مدينة كيب تاون ثم مناجم راند، وانتقلت إلى النخبة في القاهرة. وقد انقسم الأوروبيون في وجهات نظرهم آنذاك: هل انه أمر جيد، أم لا. البعض منهم قال انه أمر مفيد لأنه سيبعد التفكير عن السياسة، والبعض الآخر رآه أداة لتحويل" غير المتحضرين"، إلى التقاليد الأوروبية، وربما الدين المسيحي.وفي خلال مراحل الحرب، عندما بدأت المدن تتسع وتنمو وانبثقت الحركات السياسية، اكتسبت كرة القدم أهمية سياسية، إذ إنها اقتضت انصراف عدد من الإداريين إلى تنظيمها، وغدت مجالاً للداعية السياسية، خاصة إن الملاعب أخذت باستقبال حشود كبيرة لمشاهدة تلك المباريات. ومع مرور الأعوام أصبحت لتلك اللعبة تقاليدها: موسيقى، وعادات للمعجبين، التي أضافت إليها لمسات شعبية أفريقية خالصة، بعيدة عن تلك الأوروبية. وفوق ذلك فإن اللعبة بدأت تخفف من القيود النفسية المصاحبة للاحتلال الأجنبي. كما كتب، فرحات عباس، قائد حركة الاستقلال الجزائرية:" أنهم يحكموننا بالسلاح. وفي ميدان اللعب، عندما يكون "رجلاً في مقابل"، فإننا قادرون على الإثبات من هو الأفضل".وعندما امتدت أمواج التحرير في جميع أرجاء أفريقيا، كانت لعبة كرة القدم، في الغالب، أداة للتغيير السياسي. فقد وضع كوامي نكروما، أول رئيس لغانا، نجمة سوداء على العلم الوطني وعلى قمصان الفريق الوطني، رمزاً للأمة والوحدة الأفريقية. وفي الجزائر، تم بعد حرب مريرة مع فرنسا، ضم اللاعبين من الفريق الفرنسي إلى الفريق الجزائري والذي طاف العالم من اجل دعم حرية الجزائر واستقلالها.ويتحدث المؤلف أيضاً عن تشكيل فرق نسوية لكرة القدم في أفريقيا، وان عدداً من الدول الإفريقية تزود أوروبا بالمواهب البارزة في هذه اللعبة.أما كتاب ستيف بلومفيلد، فيأخذ منحنى آخر. انه يبتعد عن الفرق الكبيرة المهمة إلى أماكن أخرى مثل كينيا والصومال، مبيّناً كيف إن الأكواخ في المناطق الفقيرة في نيروبي قدمت تجربة جديدة بإنشاء وكالات لرعاية الشباب في المجال الرياضي، التي تنظم المباريات لأكثر من 30،000 صبي في أفقر الأحياء الشعبية. أما في الصومال، التي تشير ظروفها القاسية إلى صعوبة ممارسة لعبة كرة القدم ومع ذلك، فهناك من يحاول مستميتاً في التحدي.ويتحدث المؤلف عن جنوب أفريقيا، الدولة الغنيّة والمنظمة، القادرة على استضافة كأس العالم، ومع ذلك لا تملك فرصة للفوز. وان استطاعت جنوب أفريقيا أو أي دولة أفريقية الصعود إلى المراحل النهائية من تلك المباريات، فإن ذلك سيدعو إلى إشاعة الفرح بالتأكيد. إن الكتابين لا يتناولان غير لعبة كرة القدم، وعندما ينتهي القارئ من قراءتهما ستدور فكرة في ذهنه: إنها مجرد لعبة، فلماذا تبدو اكبر من ذلك؟عن/ الاوبزرفر
كرة القدم في أفريقيا
نشر في: 15 يونيو, 2010: 06:17 م