إعداد / عمار ساطعالحلقة السابعةما زال العالم يتذكر نهائيات كأس العالم السابعة لكرة القدم التي استضافتها تشيلي عام 1962 العديد من مبارياتها المملة والحضور الجماهيري الضعيف ولكن قبل كل ذلك المنتخب البرازيلي الرائع الذي أحرز لقب البطولة العالمية للمرة الثانية على التوالي.
وأُجبرت البرازيل على قطع معظم مشوارها بالبطولة من دون بيليه المصاب لكن كان لديها المتألق غارينشيا.كان أمام تشيلي الكثير من العمل لتقوم به قبل البطولة سواء بحشد شعبها لذلك الحدث العالمي أو بناء ملاعب البطولة من الصفر إلى جانب إنشاء الطرق السريعة ووسائل النقل والاتصالات.وبمجرد أن بدا كل شيء جاهزا لاستقبال كأس العالم ضربها زلزال قوي شكّل كارثة ضربت البلاد قبل عام من انطلاق كأس العالم وأودى بحياة 50 ألف شخص ودمرت ملاعب كرة القدم في فالديفيا وتالكا وكونسيبسيون وتالكاهوانو، أما مدينتا أنتوفاغاستا وفالبارايسو فكانتا قد اضطرتا للانسحاب من البطولة لنقص الإمكانات المادية.وفي الواقع فإن المدينة الوحيدة التي ظلت مستعدة لاستقبال مباريات كأس العالم هي العاصمة سانتياغو، ولكن الشعب التشيلي كله اتحد معاً لضمان إقامة الحدث العالمي على أرض بلاده.ازداد وضع البرازيل سوءاً بإصابة النجم الشهير بيليه في المباراة الثانية بالبطولة ما حرمه من المشاركة في بقية المباريات كلها. ولم يكن غياب بيليه مشكلة كبيرة بالنسبة للبرازيل حاملة اللقب مع توافر المواهب الأخرى في صفوفها. وأصبح غارينشيا نجم البرازيل الأول في هذه البطولة حيث كانت تمريراته القصيرة الرائعة على المرمى تذهل المدافعين! الذين رأوا غارينشيا وهو يلعب قالوا إنه لاعب من طراز نادر، وهناك صور قليلة تصف معجزات غارينشيا في تشيلي ولكن أكثرها تعبيرا تلك التي تصوره وهو يداعب الكرة ومن حوله ثمانية لاعبين مكسيكيين.في 17 حزيران 1962 وأمام 68 ألف متفرج ملأوا مدرجات الملعب الوطني في سانتياغو، عوضت البرازيل هذه النقطة بالفوز على تشيكوسلوفاكيا 3ـ1 في المباراة النهائية واحتفظت بلقبها، وكانت تشيكوسلوفاكيا هي التي افتتحت التسجيل في الدقيقة 15 بوساطة جوزيف ماسوبوست، لكن أماريلدو رد بهدف التعادل بعد دقيقتين، ومن ثم ينتهي الشوط الأول بالتعادل (1ـ1)، وفي الدقيقة 69 من الشوط الثاني سجل زيتو هدف التقدم (2ـ1)، وبعد 9 دقائق سجل فافا الهدف الثالث والأخير الذي حسم النتيجة لمصلحة البرازيل.وكم كانت الجماهير التشيلية سعيدة عندما تغلب منتخبها على نظيره اليوغسلافي (1ـ صفر)، في مباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة، بعدما كانت قد بدأت البطولة بلا شيء وأنهتها بأداء ممتاز من منتخبها وسحر غارينشيا.وللمرة الأولى بتاريخ المونديال، تقاسم خمسة لاعبين لقب الهداف بأربعة أهداف لكل منهم وهم: المجري فلوران ألبرت والسوفييتي فالنتين ايفانوف واليوغسلافي درازين يركوفيتش والتشيلي ليونيل سانشيز والبرازيلي فافا وزميله غارنيشا.الفرق المتأهلة إلى النهائيات: تشيلي (المنظم)، البرازيل (حامل اللقب)، الاتحاد السوفييتي، كولومبيا، يوغسلافيا، الاورغواي، ألمانيا الغربية، إيطاليا، سويسرا، تشيكوسلوفاكيا، المكسيك، إسبانيا، هنغاريا، انكلترا، الأرجنتين وبلغاريا.المباراة النهائيةالمكان: الملعب الوطني في سانتياغو الزمان: 17/6/1962 الحكم: الروسي لاتشيفالفريقان: البرازيل و تشيكوسلوفاكيا النتيجة: البرازيل 3 - تشيكوسلوفاكيا 1 مسجلو الأهداف: للبرازيل 17 اميرالدو، 68 زيتو، 77 فافامسجل الهدف: لتشيكوسلوفاكيا 15 ماسبوشتأرقام وحقائق متفرقة * أصبح البرازيلي فافا أول لاعب في تاريخ بطولات كأس العالم يسجل هدفاً في نهائيين متتاليين.* أصبح المنتخب البرازيلي ثاني منتخب يحرز البطولة لمرتين متتاليتين بعد إيطاليا.* توج البرازيلي فافا وزميله غارنشيا هدافين للبطولة برصيد 4 أهداف.* سجل في البطولة 89 هدفاً بمعدل 2.78 هدف في المباراة الواحدة.* شهدت البطولة 6 حالات طرد كان نصيب إيطاليا منها 2.